Sunday 6th February, 2000 G No. 9992جريدة الجزيرة الأحد 30 ,شوال 1420 العدد 9992



الراشد,, ترك كرسي الإدارة ولم يغادر قلوب محبيه!

عزيزتي الجزيرة
كثير من المسؤولين ذوي المناصب الهامة يغادرون كرسي المنصب دون ان يتلطف موظف بسيط في الادارات التي كانت ضمن مسؤولياتهم بأداء واجب الوداع لهم من قلب صادق وإذا كان هناك بعض المواقف التي تأتي عكس ذلك فإنها لا تعدو أن تكون احتفالية فرح بهذا الفراق او مشاركة في مأتم زوال متسلط او فضول وراءه حب القاء النظرة الاخيرة على مسؤول نسي زملاءه او مراجعيه فأهدوه النسيان يوم رحيله!!
وقلة من المسؤولين ذوي المناصب الهامة يكون تركهم لكرسي المنصب خطوة اولى بالنسبة لهم على طريق المحبة الصادقة والذكرى الطيبة والخلود الفاعل في نفوس الجميع، ففي داخل كل موظف عمل تحت ادارته صورة مشرقة منه ولذلك يظل تأثيرهم ساري المفعول الى ان يشاء الله، وفي المقابل فإن وداعهم وداع ذهبي من طراز نادر عالي الجودة لا يقل عن 24!!
ففي حين كان الفرح عند اولئك الذين استبشروا برحيل النوع الاول نجد الحزن عند اولئك الذين صدموا بفراق النوع الثاني وشتان بين هذا وذاك.
والاستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الراشد,, مدير عام التعليم بمنطقة القصيم السابق,, الذي تم نقله مؤخرا بقرار من معالي وزير المعارف إلى جهاز الوزارة بناء على طلبه وتقديراً لظروفه الخاصة وما بذله من جهود موفقة طيلة مدة عمله وما قدمه من عمل متميز الامر الذي سيكون ذا مردود ايجابي للاستفادة من خبراته وتجاربه,, أقول ان أبا عمر وفقه الله في عمله الجديد يأتي في مقدمة المسؤولين الرائعين الذين يمثلون النوع الثاني من ذوي المناصب الهامة,, فادارته إدارة سهلة ممتنعة فضلا عن بعد نظره وإنسانيته وتواضعه وشفافيته النادرة وادراكه التام لاهداف الوزارة واطلاعه الواسع الواعي على ما يدور في اروقتها وما يعتلج في عقول العاملين ضمن منظومتها,, ناهيك عن اخلاصه وتفانيه في خدمة الوطن والمواطن.
ولابد ان اشير إلى انني لا أكتب ذلك عن فراغ او اعتماد على سماع فقد تشرفت بالتعامل معه في مناسبات عدة على الرغم من كوني لا أنتمي بشكل مباشر للاجهزة الادارية التي يتولى مسؤولتها وكنت اجد منه الكثير من التعاون المثمر ورحابة الصدر وسعة الافق وبصفتي منتميا إلى عدد من القنوات الاعلامية التلفزيونية والاذاعية والصحفية فإنني قد تشرفت بمعرفته عن قرب ودهشت بصراحته وواقعيته وطموحه ورؤيته المستقبلية وحبه للجميع ومعاملته البعيدة عن حب الذات مع الصغير والكبير وسؤاله الدائم عن سر الغياب ان حدث وهكذا يكون المسؤول وهكذا تكون المسؤولية ولا أخفي حزني وألمي لمغادرته كرسي الادارة في المنطقة فقد كان وفقه الله صورة مشرقة لتجسيد المقولة الذائعة: الرجل المناسب في المكان المناسب .
لكن عزاءنا انه سيواصل خدمة الوطن والمواطن في موقع آخر، كما ان تكليف الاستاذ صالح بن عبدالله بن وائل التويجري بالعمل مديراً عاماً للتعليم في منطقة القصيم خفف من هذا الحزن، وإذ أكتب هذه الاسطر انما أعبر عن ما نكنه لأبي عمر من حب وتقدير حاضراً وغائباً وهي مشاعر لم أشأ كتابتها وهو على كرسي المنصب فكانت هذه المناسبة سببا في نثرها على الورق وهي ابسط ما يمكن ان اقدمه لهذا الرجل الذي ترك المكان ولم يغادر القلوب,!
والله من وراء القصد.
خالد محمد الخليفة
الرس

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved