Tuesday 8th February, 2000 G No. 9994جريدة الجزيرة الثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1420 العدد 9994



بوح
جيل الرواد
إبراهيم الحميدان

بعض شباب اليوم لا يود التحدث كثيراً عن جيل الأمس بكل أسف بل انه يعتبر الشيوخ عقبة في طريقه وهو أمر طبيعي إذ إن جيل الأمس كان ينظر إلى شيوخه بنفس النظرة وهذا مما يعتبر صراع الأجيال رغم أن مسار الحضارة إنما ارتكز على الأوائل بكل بساطة فكل جيل يتسلم المسؤولية يضيف إلى ما تحقق من تجارب رؤيته للمستقبل ولولا ذلك لكنا نعيش حياة الكهوف ونستعمل البغال في تنقلاتنا بل ان هذه السطور إنما كانت تكتب على الجلود واوراق البردي,
لنرى المسافة الشاسعة بين ذلك العهد وعصر الانترنت حيث ارى ما يحدث في أقاصي الدنيا بالصوت والصورة وهي قفزة حضارية لم آت بجديد عنها في كل ما تقدم من كلمات لأن موضوع النظرة الموضوعية مازال غائما في أذهان الأجيال, وأحسب ان ايقاعات العصر تجعل التوقف وحتى الالتفات إلى الخلف من الصعوبة بمكان, وقد أردت في الحقيقة التحدث عن رجل نعتبره من الرواد في مجال النقد ،هو إذا لم يكن قد نال حقه من التكريم الذي يستحقه فلن يفت ذلك في عضده وسوف يبقى يقدم ما يستطيع لان تلك مسؤولية تحملها دون انتظار من يربت على كتفيه مشجعا فقد اعتدنا نحن أنتم اليوم ونحن بالأمس ذلك التوقير رغم ان الامم الناهضة تقيم لمبدعيها وقادتها في شتى الميادين تماثيل في الميادين العامة وتفرد لهم من تاريخها صفحات ناصعة و,,, الخ,
واستاذنا الدكتور منصور إبراهيم الحازمي من النقاد الاوائل كما اسلفت المنسيين رغم ان انتاجه يعتبر في تاريخنا الأدبي مرجعا لا يمكن تجاوزه, والأمة التي تنسى الرواد انما لا تحفل بتاريخها ومسارها الفكري,, وما يدرس في المناهج اليوم إنما هو ثمرة ذلك الجهد الممتد على مدى السنوات التي تلاشت وان كان نتاجها يضيء سجل المبدعين, واختيار الدكتور منصور لمجلس الشورى لا يعتبر تقديرا بقدر ما هو الحاجة إلى الاستفادة من تجربته الغنية في مجال الفكر والأدب, وتاريخه الذي لم يسجله رمزاً لذلك الجهد والاجيال تحتاج فعلا إلى تلك التجربة وان تجاهلها جيل اليوم مع ان عمله الرسمي طيلة النصف قرن إنما كان في منارة علمية كبيرة أفرز لها الكثير من دقة في العمل الروتيني لانها احتاجت إلى ذلك النوع من الجهد, والمؤسف مرة اخرى ان العمل الروتيني يأخذ الكثير من وقت المبدعين والمتفوقين في اكثر من حقل من حقول المعرفة, فالتفرغ لمجال التخصص لم يعترف به حتى الآن إلا في نطاق ضيق وليس الدكتور منصور هو الوحيد الذي لقي ذلك التجاهل وان لم يتضايق منه جهاراً فهناك بيننا عشرات المبدعين الذين ينبغي ان نفرغهم لتخصصاتهم حتى نقيم تلك المنارات العلمية في اكثر من مجال, وعصرنا الراهن عصر تخصص لانه السبيل لتحقيق الطموحات,, ويكفي اننا مازلنا مجتمعا استهلاكيا نأخذ ولا نعطي إلا في أضيق نطاق, ودورنا ان نعي مسؤوليتنا في منطقة تفتح أذهانها لكل جديد,, وما زالت تسيّر بالتيارات التي تتقاذفها من كل جانب,, وقد حان الوقت لتفرض شخصيتها لانه دليل أصالتها وتاريخها العريق, فلنستفد من التجارب ولا ندعها تبقى مجرد عطاء لا يعتد به,, ولنلتفت إلى تلك القيادات حتى نعطيها حقها من التخليد والاحترام, فلا غد بدون الأمس الناصع,, وتاريخنا ناصع دائماً والحمد لله,


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

منوعـات

لقاء

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved