Tuesday 8th February, 2000 G No. 9994جريدة الجزيرة الثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1420 العدد 9994



لافتة
الأحلام الغائبة

بين ظاهرة الحلم والكتابة غالباً تلازم موضوعي واضح فلا تخلو اي كتابة من هذا القبيل الحلمي,, لتذهب وتأتي الافكار محملة على شرعية الاحتراق المفرط للفكرة الحالمة,.
تلك التي تُفتِّق ذهن المقولة عن شيء غريب متناهي الجدة في التكوين فلا يلبث الا ان يدخل من باب الممكن الذي اصبح يصدر لنا الكثير من الخياليات التي كنا نعتقد انها غير ممكنة لكنها تحولت وبفعل هذا التلازم الى ما يشبه المسلمات الممكنة.
الكتابة بدون فيض الحلم لا يمكن ان تحقق شرعيتها لانها ستكون صدامية النزعة، واقعية النهج الذي لا يمكن لنا معه تأمل الفضاء دون ان تكون هناك هالة، او هالات تحجب عنا موارد الفضاء المتناهي.
ويصبح الحلم احياناً هماً انسانياً خالصاً اذا ما اقترب من خيالية العناء ليجسد مشروع الكتابة الواعي هذه المشاهد حتى تصبح فناً متعادلاً مع رؤية الممكن التي تبدد وهج الدهشة في لحظة الالتقاء بالاشياء,.
ولا يمكن لنا ان نفصل اي فن من فنون الكتابة عن هذا الهاجس فالشعر ولد مع الحلم وانثالت رؤية النثر مع وساوس الراوي وتأملاته حتى النقد يسبح كعادته في فضاء شفيف ليحاول اصطياد فكرة تؤسس المنهج النقدي لاي مشروع كتابي,كما ان للحلم حالة واضحة رغم فضاء رسمها الهلامي هي صورة الحلم المنكسر والمهزوم,, فلا تقوى قريحة اي شاعر او مبدع ان تقيم علاقة مع الاحلام المتجلية والمنتصرة لنجده دوماً يتفاعل مع الاحلام السوداوية ليقدمها لنا فيما تظل لغة الحلم الجميل هاجساً بعيد المنال لا يمكن ان يتحقق في قراءة اي نص ابداعي، شعراً كان ام قصة.
نحن في توق الى ان يكون النص محملاً على لغة الانتصار للذات حتى وان انكسرت تلك الاحلام الخائبة لتكون اللغة لحظة اشراق تبدد ظلمة الافق الذي يربي مزيداً من الاحلام الباهتة والقاتمة تلك التي لا نجني من تأملها كقراء الا الم الانصات ومأزق التأمل,, وفاجعة الحلم,من هنا نقف على حقيقة هذا التلازم بين الكتابة والحلم فأيهما الاول؟ هل الحلم هو البادىء بفعل الكتابة؟ ام ترى ان الكتابة هي التي استدرجته الى احراشها؟!.
عبدالحفيظ الشمري

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

منوعـات

لقاء

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved