Tuesday 8th February, 2000 G No. 9994جريدة الجزيرة الثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1420 العدد 9994



يقدم ورقه بحثة للندوة اليوم محمد جابر الأنصاري لـ الجزيرة
أدعو إلى التأسيس المعرفيّ لعلاقات المسلمين بالشرق

* الرياض سعيد طمسان
بدأ المفكر والباحث البحريني الدكتور محمد جابر الانصاري حديثه بسروره العميق لاختيار ندوة الاسلام والشرق محوراً للقاءات الفكرية والثقافية في الجنادرية لهذا العام.
وقال: هذا يعني ان الاسلام والشرق كبُعد فكري وحضاري بُعد مهم وعلينا ان نفكر فيه مليا ونعيد اكتشافه، وهذا يعود الى ان موضوع الاسلام والغرب كتب فيه وبحث واستهلك، واعتقد ان علينا ان نغادر قليلاً وننفتح على الشرق,, وأضاف انه قبل عشرين سنة في كتابه العالم والعرب سنة 2000 دعا إلى النظر في الظاهرة اليابانية الجديدة الصاعدة منذ ذلك الوقت، والنهضة في الشرق الاقصى بصفة عامة، وإلى هذه القوة الآسيوية الصاعدة ومنها الصين وجميع النمور الآسيوية التي تحولت إلى قوى انتاجية واقتصادية وقوى متمكنة من البحث العلمي ايضاً، وهذا يعطيها هامشاً جيداً في القوة العسكرية والاسترتيجية, فإذن كما يقول الأنصاري نحن امام ظاهرة جديدة هي الشرق البعيد الذي يعني نهوضاً حضارياً لايختصره بلد معين, ظهرت اليابان في البداية فتصور الناس انها نهضة يابانية فقط، ثم الصين التي تمثل ربع الجنس البشري وهي المنافس الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة الامريكية إذا اردنا ان نضعها فيما يسمى بهيئة العولمة .
أما عن علاقات المسلمين بالشرق فقد أكد الأنصاري على انها اقل تعقيداً وقال: إنها أقرب الى الصحة والعافية من الناحية النفسية والفكرية, أي أنه لايوجد مشاكل قديمة بينها وبين المسلمين كالحروب الصليبية أو كتأثير صهيوني أو كعقدة أمام اليهود, لأن الشرقيين غير معقدين امام اليهود, واسرائيل تبذل جهوداً حثيثة لأنها اكتشفت أن القوة الآسيوية هي الصاعدة والقادمة، ولهذا فهي تنشئ علاقات استراتيجية وثيقة مع الصين والهند واليابان ويجب أن ننتبه وأنا حينما كتبت في ذلك الوقت نبهت الى هذا البعد.
والمملكة العربية السعودية طبعاً بادرت الى خلق علاقات استراتيجية مع القوى الشرقية الجديدة، وسمو ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز قام بزيارات مهمة للمنطقة من فترة قصيرة والتقى بقادتها وهذا بعد مهم في سياسة المملكة والسياسة الخليجية وعلاقات مجلس التعاون.
وعن الجوانب التي يجب التركيز عليها في هذه الندوة قال: اتمنى ان تبحث الندوة ليس فقط في ماضي علاقاتنا بالشرق لأنه سيظل بحثاً مدروساً، وإنما السؤال ماهي الابعاد الجديدة لعلاقاتنا بالشرق؟ تأسيسا على الماضي لكن هناك معطيات جديدة اليوم، وأنا أدعو إلى التأسيس المعرفي لهذا الجانب.
وعن الورقة التي سيقدمها مساء اليوم ضمن الندوة قال الدكتور الانصاري: ان محور ورقتي هو العولمة والوطن العربي وعنوانها العرب والعولمة من التنظير الخائف إلى التفاعل الواثق لأن هناك حائط مبكى عربياً اليوم إزاء العولمة, وهذه البكائيات لن تفيدنا، يجب أن نخترق العولمة معرفياً ونعرف ماهي ونميز بين سلبياتها وايجابياتها, لأنه حينما جاءتنا الظاهرة الغرب رجوعاً للاسلام والغرب خلطنا بين الاستعمار الغربي وبين الحضارة الغربية, أي أننا بدلاً من أن نقاوم الاستعمار فقط قاومنا الحضارة الحديثة ففقدنا قوة الحضارة, لهذا السبب تراجعنا امام الاستعمار وكان يجب ان نخالف الحضارة لنهزم الاستعمار كما فعلت قوى الشرق الجديد اليابان والصين, وهذا دليل على ان الحضارة ليست غربية وإنما هي حضارة حديثة ومفتوحة لجميع الشعوب، ولأن الحضارة الحديثة هي تراكم المعرفة والاختراعات، وفي المستقبل البعيد سينسى العالم المخترعات الغربية بالذات كغرب ولكنه سيتذكرها كإسهامات اساسية في الحضارة الانسانية الواحدة, وحان الوقت كي ندرك هذه الحقائق في الوطن العربي.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

منوعـات

لقاء

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved