Tuesday 8th February, 2000 G No. 9994جريدة الجزيرة الثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1420 العدد 9994



بيننا كلمة
الموقع,, وأطراف الحدث,.
د , ثريا العريّض

سألتني سؤالا مليئا:كيف نستطيع تبرير احتفال الثقافة بعاصمة بعينها مع إن هناك من يرى انعزال فئات كثيرة من المجتمع عن الثقافة؟ .
لنبدأ بأن رؤية الحدث مركزا على أي عاصمة، كموقع جغرافي أو تاريخي في حد ذاته هي رؤية تختزل الحدث في أقل ابعاده أهمية.
ليس المهم هو أن الشارقة أو بيروت أو الرياض أو الرباط أو القاهرة هي الموقع الذي اختير ليكون عاصمة للثقافة العربية, المهم هو فكرة أن يعهد الى موقع عربي بعد آخر بمواصلة خدمة الثقافة العربية وإبقائها حية ونامية ومتجددة,, هي فكرة إيجابية النتائج وبنائية التوجه.
والحدث هذا أكبر من أن يجيّر لمرحلة آنية أو موقع بعينه، لأنه فعل بناء متواصل,, واعد بالنتائج الإيجابية للساحة العربية كلها.
وهو فعل يركز على شقين: أولاً: دعم النشاطات الثقافية من البلد المضيف الذي اختيرت عاصمته لاحتضان الحدث على مدى العام، وثانياً: مشاركة كل الفئات المحلية في الفعاليات وبرامجها، وثالثاً: مشاركة الساحة الثقافية العربية في إثراء الحدث فعليا في دور الضيف المشارك.
ويتعشم من هذا الحدث الفعل أن يحقق هدفين: الأول: تعريف الغير على إنجازات وطاقات الساحة المحلية الثقافية بكل جوانبها وبشمولية لا تعزل أو تتحيز ضد أيٍّ من فئات المجتمع، وثانياً: تعرف المجتمع المضيف على عطاء وانجازات الطاقات الثقافية في الساحة العربية.
وفي توفر الشقين وتحقيق الهدفين يكتمل تلاقح البذرة المطلوب لتحسين الناتج الثقافي العربي المستقبلي وتولد الكثير من النتاج المحسن والأكثر نتيجة والأسرع وصولا الى عموم الساحة العربية.
وهذا الهدف النهائي يتحقق بنقل الموقع المختار من عاصمة لأخرى.
أما قضية موقف فئات بعينها من الحدث أو بُعد فئات عن الحدث، بغض النظر من أي منطلق جاء هذا الانعزال او الإبعاد او الرفض، فهي قضية اخرى منفصلة, اهمال شؤون الثقافة او رفضها من قبل البعض أمر طبيعي، وكذلك عدم استيعاب ضرورة شموليتها للجميع من قِبل بعض المشرفين,, حتى استهجان او استنكار اي حدث من قِبل بعض الفئات هو أمر متوقع.
ليس هناك أي مشروع أو نشاط أو توجه فكري أو ايديولوجي يرحب به الجميع, دائما هناك من يرفض, غالبا بسبب سوء الفهم او تعارض المصالح أو تخوفا من غير المعلوم او حتى من منطلق خالف تُعرف .
وتبريرات الرفض تتفاوات في وجاهتها أيضاً، البعض ربما يتخوف من أن دوافع مثل هذه التوجهات مشبوهة، والبعض الآخر قد يعتبرها تبذيرا لا مبرر له، او تبذيرا مقارنة بأوجه اخرى تستحق الاعتماد للإنفاق، والبعض قد يراها تصرف المسؤولين والجمهور العام عن انشغالات اهم, وأسوأ المنطلقات التخوف من انفتاح الافق, وربما التبرير الأهم والأصدق ان النشاط الثقافي يحيّد الساحة وبالتالي لا يخدم قضية الانتماء المركّز على منطلق اي فئة بعينها,, ولذلك يقاومه ويحاربه من يجد الاوضاع القادمة او التطورات الناتجة لا تصبُّ في وجهة مصالح الفئة التي ينتمي إليها.
كل حدث اجتماعي ثقافي يحدث تغييرا او يسعى لتطوير ما هو سائد قد يقاومه طرف ما، والسبب الفعلي هو الخوف من الآخر او على الذات, ما يبرر تشجيع الفعاليات الثقافية المنفتحة على الآخر هو أنها تساعد في إزالة الكثير من سوء الفهم وتسهل التقارب مع تثمين الميراث الخاص وعطاء الحضارة الانسانية المشترك، وتقنن استلهامه والاضافة اليه وبالتالي تجعل اطراف المجتمع الانساني اقدر على فهم واحترام وتقبُّل بعضهم البعض.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

منوعـات

لقاء

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved