Thursday 10th February, 2000 G No. 9996جريدة الجزيرة الخميس 4 ,ذو القعدة 1420 العدد 9996



هل الفن لا يؤكل عيشاً؟

كثيراً ما يتردد على الالسن عبارة الفن لا يؤكل عيشا فهل يا ترى عزيزي ان هذه المقولة فيها شيء من الصحة ستشاطرني الرأي وتقول نعم في هذا الزمن,, الالفية الثانية ادبرت وهاهي الالفية الثالثة ولايزال الفن لا يغذي متعاطيه لقمة العيش ولا يوفر لهم العيش الكريم فهل هناك قصور من الفنان او المتلقي او القصور في اي طرف من هذه الاطراف وهل ميزان الطرفين يطيش على الآخر هذا ايضاً نعم فالقصور من المتلقي الجمهور ام من الفنان نفسه فالامر واضح عزيزي,, المتلقي ينقصه الوعي والثقافة الفنية المطلوبة لكي يدرك ما يقدمه الفنان فالفنان على مر العصور يجود بما لديه من عصارة فكره وثقافته ويبرزها في ابداعه وفنه فهو اذن لم يأل جهداً في سبيل تقديم الافضل ولم يستكن ويتخاذل والعصور الماضية والعصر الحاضر يشهد بذلك فالعظماء في الفن معروفون ومميزون ومما يؤسف له فان هؤلاء لم يقدروا حق التقدير ولم تقدر اعمالهم الا بعد رحيلهم عن هذا العالم باستثناء النزر اليسير منهم لقوا الفرص متاحة لهم في حياتهم ولقوا بعض التقدير لما قدموه اذا نظرنا الى غيرهم من الفنانين وهؤلاء جميعهم تباع لوحاتهم في هذا الزمن باسعار خيالية وهذا دلالة واضحة على نجاحهم فهم كسبوا الشهرة وكسبوا الخلود ودخلوا التاريخ من اوسع ابوابه.
وفي صفحاته يسطر عن سيرهم وعن مدارسهم الفنية واعمالهم الشيء الكثير فهؤلاء في حياتهم شقوا وكدوا في طلب لقمة العيش فلماذا لا يكون هذا في حياتهم وهو حق مشروع لهم ومن حقهم ايضاً العيش في حياة كريمة نظراً لما قدموه للبشرية من ابداع وفكر وثقافة قفزت بالبشرية الى مستوى عال من الحضارة والرقي والتقدم ان هؤلاء العباقرة يا عزيزي قد سبقوا عصرهم بمراحل اذن لم يفهمهم جيلهم ولم يقدرهم حق التقدير وتقبلوا شكري.
ليس في الإمكان أبدع مما كان
هذا المعنى الذي يحمل في طياته التخاذل والخنوع ومبادىء الفشل هذا المعني ليس موجوداً في قاموس الفنانين وليس معروفا لديهم ان الرضا والقبول بما يتم والتسليم للامر الواقع يعني الفشل للفنان وقرب نهايته والفنان الصادق لا يرضى دائماً عما يقدم من عمل فني بل يقدم العمل الجيد ويطمح الى الاحسن والوصول الى قمة الكمال النسبي فهو مهما يقدم من اعمال ناجحة فهو يعتبر هذه الاعمال طريقا الى نجاح اكبر يمكنه من الغوص في اعماق الابداع والوصول الى اسراره وكنوزه الكامنة التي لا يمكن ان يصل اليها الا الفنان الصادق المثابر الطموح.
حمد المواش


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved