Thursday 10th February, 2000 G No. 9996جريدة الجزيرة الخميس 4 ,ذو القعدة 1420 العدد 9996



قبس من جائزة سلمان البر
سعود بن عبد الله بن طالب *

إن مما لا شك فيه أن من الناس صنفاً من الرجال، استعملهم الله في الخير، وسخرهم في أعمال البر والإحسان، وهيأهم لنفع البشرية، وخدمة الإنسانية، وتطوير الحياة العمرانية والثقافية، وهذا الصنف من الرجال نادر الوجود بين الناس.
ومن هذا الصنف العزيز، والفئة النادرة من الرجال الأفذاذ، والقلة القليلة من الأصفياء: أمير الخير والعطاء، وفارس التشييد والبناء، وبطل الثقافة والعلم والوفاء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير الرياض عاصمة الثقافة العربية حفظه الله للأمة ذخراً وللخير والعطاء منارا، وللثقافة والبناء قائداً.
فهذا الرجل الشهم يعد بحق من مفاتيح الخير والإحسان، فأفعال الخير تحل حيث حل، وأعمال البر والإحسان توجد حيث يوجد، وصنائع البناء والتشييد تسكن حيث سكن، ومآثر العلم والثقافة، ورعاية العلماء والمثقفين، يكونان حيث كان,
فإن نظرت إلى هذا الأمير العلم على مستوى الرياض وجدت في كل شبر منها، وفي كل حي، مأثرة من مآثره المجيدة، ومفخرة من مفاخره الخالدة، حتي غدت الرياض بفضل الله، ثم بأعماله تقف شامخة في مصاف العواصم العالمية الكبرى، وتتصدر سامقة عواصم الدول العربية، وما اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م عنا ببعيد,
وإن نظرت إلى هذا الأمير الشهم على مستوى الوطن الغالي، وجدت له في كل بقعة ذكراً، وفي كل منطقة خبراً ، حتى عرفه كل صغير وكبير،ووصل عطاؤه وبره إلى كل محتاج، وطال إحسانه المعسرين والمعوزين والمحتاجين نساء ورجالاً، فجمعيات البر تعرفه، ولجان الخير تألفه، بل وصل عطفه ورعايته وعنايته إلى فئة غالية على قلوبنا، هي فئة المعوقين فأعاد إلى شفاههم البسمة، وإلى افئدتهم الفرحة، وإلى عقولهم الأمل والتطلع إلى المستقبل.
وإذا وسعت دائرة النظر وجدت سيرة هذا الأمير المعطاء تتجاوز حدود الوطن، ولقيت أعماله النيرة، ومآثرة الخيرة تتعدى حدود الاقليمية ليشرق نورها على المسلمين وتخفف عنهم آلام ما يحل بهم من نكبات ومصائب، فقديما عرفه الفلسطينيون داعما لهم، ومؤازراً لجهادهم ولا يزال ، وعرفته البوسنة والهرسك بانيا ومشيداً، ورأته الصومال مطعما وكاسيا، ووجدته كوسوفو مشفقا ورحيماً، وعرفته الشيشان مؤيدا وناصراً.
ومن مآثر سموه الجليلة، وأعماله الرائدة، وأياديه الفريدة: رعايته الكريمة، وعنايته البليغة، بخدمة كتاب الله تعالى، واهتمامه الشخصي بحفظة كتاب الله، وتشجيع ابناء الأمة، وحثهم على الإقبال على تعلم القرآن الكريم ، وتلاوته ، وحفظه ، وتدبر معانيه، والعمل بأحكامه, وتتجلى تلكم العناية والرعاية في تخصيصه جائزة سخية، ومكافأة مجزية ، يتنافس عليها، ويتسابق إلى نيلها فئة طموحة من فلذات أكبادنا الحافظين والحافظات، في مسابقة سنوية مهيبة، تنظمها وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، لأفضل حافظ وحافظة.
ولا شك أن هذه البادرة المباركة من سموه الكريم تدل على فطنة فطرية عظيمة، وبعد نظر كبير، ذلك أن سموه يدرك أن عماد أي أمة من الأمم ومصدر قوتها وعزتها بعد الله تعالى هم شبابها، ورجال مستقبلها ، فإن صلحوا صلحت الأمة وارتفعت في سلم المجد،واستقامت أمورها،ولا شيء يصلح الشباب ويهيئهم، مثل تربيتهم وتنشئتهم على كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ويتجلى بعد نظر سموه الكريم أتم جلاء في أنه أشرك الشق الآخر من المجتمع في هذه التربية العظيمة ، وهذا الشق هو شق الفتيات، لينلن حظهن من التنشئة القرآنية، ليكن أمهات فاضلات ، ومعلمات صالحات:

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
ثم إنه لا عجب، ولاغرابة في أن يولي سموه الكريم حفظة كتاب الله تعالى هذا الاهتمام البالغ، والرعاية الفائقة، فهو ممن نشأ في رحاب القرآن الكريم، وتربى في مدرسة والده الإمام المجاهد المؤسس، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي علمه القرآن، ورباه على هديه، حتى أتم قراءته، وختم تلاوته في سن مبكرة، فقد حفظت لنا جريدة أم القرى في عدد (6601) الصادر في 24/8/1364ه خبر إقامة احتفال كبير بمناسبة ختم سموه للقرآن الكريم، حضره ولي العهد في ذلك الوقت الأمير سعود رحمه الله ولفيف من أصحاب السمو الأمراء، والمعالي الوزراء، ورجال الدولة، وأعيان الرياض.
نسأل الله سبحانه أن يجعل سموه من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يتقبل منه صالح الأعمال، وأن يحفظ هذه البلاد الطاهرة، ويديم عزها وأمنها بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني,
* وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد



رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved