Thursday 10th February, 2000 G No. 9996جريدة الجزيرة الخميس 4 ,ذو القعدة 1420 العدد 9996



مطاراتنا والتدخين
د,سعد بن عبدالعزيز الراشد *

بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران المفتش العام، فقد تقرر منع التدخين في جميع مطارات المملكة العربية السعودية حرصاً من سموه حفظه الله على المصلحة العامة وذلك ابتداء من يوم الاثنين 1ذي القعدة 1417ه الموافق (10) مارس 1997م.
وسموه الكريم عندما أصدر هذا التوجيه لم يأت توجيهه من فراغ بل بناءً على دراسات مكثفة وواعية هدفها الصالح العام وحفاظاً على صحة الناس من مواطنين ومقيمين ومن عابري سبيل لحج أو عمرة أو تلقي علاج صحي أو سياحة وتجارة وأعمال رسمية من القادمين من الخارج, كما أن الأمير سلطان -وفقه الله- يعرف تماماً اضرار التدخين ومخاطره على أرواح المواطنين وتأثيره على الطبيعة، وما الدعم السخي الذي يقدمه سموه للمستشفيات الحكومية والأهلية ورعايته للمؤسسات العلمية والاجتماعية (في داخل المملكة وخارجها) إلاّ تأكيد على مايحمله سموه من هموم كبيرة لحياة المواطن بحكم مسؤوليته في الدولة أولاً وكونه مواطناً يضرب المثل الأعلى في المواطنة.
والتدخين آفة غزت شعوب الأرض وتخطت الحدود، وتجارة تدر على الشركات المصنعة مبالغ طائلة، وقد تنبهت الدول إلى المخاطر الحقيقية للتدخين بعد ظهور الإحصائيات المخيفة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية عن الوفيات التي تحدث بسب التدخين ويتزايد عدد الضحايا يوماً بعد يوم، فقد وصل عدد الوفيات في العالم من جراء التدخين مايزيد عن ثلاثة ملايين سنوياً، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يقترب عدد المتوفين من نصف مليون، وفي بريطانيا يزيد العدد عن مائة ألف، وفي دول آسيا وأفريقيا ومنها الدول العربية تشكل ظاهرة التدخين تحدياً كبيراً للمعالجة والوقاية وبذل الجهود للتوعية والمكافحة، وقد أثبتت التجارب أن التوعية بالتدخين أنجع علاج من منع التبغ ومنتجاته من دخول البلاد، والمملكة واحدة من الدول التي لها قدم سبق في معالجة هذه الظاهرة ففتحت عيادات لمكافحة التدخين في جميع مناطق المملكة واصبح سؤال الطبيب لمراجعيه هل تدخن؟ أحد الاسئلة التي يعطيها الطبيب أولوية في قائمة الاسئلة لديه.
لقد أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يتسبب في أمراض عديدة تؤدي مع مرور الزمن إلى الوفاة، فالتدخين يؤدي إلى أمراض القلب والجهاز الدوري وإلى أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والأمراض النفسية، والتدخين سبب رئيس في السرطان والنوبات القلبية والالتهاب الرئوي ويؤثر على العين وغير ذلك من الآثار الجانبية على الجسم.
ولهذا أعطت الكثير من الدول أهمية قصوى في مكافحة التدخين فمنعت بشدة التدخين في المؤسسات الحكومية والأهلية والأماكن العامة بل إن بعض المدن الأمريكية لا يسمح فيها بالتدخين في مواقع العمل والأماكن العامة مطلقاً: كما أنه أصبح من المألوف تحديد مواقع للمدخنين في المطاعم والفنادق والمطارات وغيرها بهدف تقليص المخاطر على الصحة والبيئة ولعل ذلك يدفع المدخنين للإقلاع عن التدخين.
وعودة إلى التوجيه الحكيم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمنع التدخين في جميع مطارات المملكة، فنجد أن الخطوط السعودية مشكورة منعت التدخين على طائراتها في الرحلات الداخلية، وحددت مقاعد يسمح فيها بالتدخين على الرحلات الخارجية، وقد بدأنا نلحظ علامات التحذير بمنع التدخين في مطارات المملكة، ولكن مما يؤسف له أن هذا الجهد لم يُفعَّل على الوجهة الصحيحة والمأمولة، فما نشاهده في مطار الملك خالد الدولي على سبيل المثال من مخالفات لمنع التدخين أمر لا يطاق البتة، فقد انتشرت في أرجاء المطار العلامات التالية:
1 علامات صامتة بدون كتابة، وهي دائرة حمراء يتوسطها رسم سيجارة عليها خط أحمر.
2 علامة صامتة مصحوبة بنصين كتبا باللغة العربية والإنجليزية على النحو التالي :(Smoking is Prohibited in all Airport Facilities) (يمنع التدخين منعاً باتاً في جميع مرافق المطار).
3 تحذير مكتوب باللغتين العربية والإنجليزية قبل الدخول إلى مباني المطار يقول:
(يمنع التدخين بعد هذه المنطقة)
(No Smoking Beyond This point)
إذاً فهناك علامات واضحة تنتشر في معظم أرجاء المطار ويشاهدها جميع من هم بداخل المطار في الصالات والممرات والمكاتب الإدارية وخدمات المسافرين ومواقع المرطبات والمبيعات وأماكن الانتظار وصناديق الهواتف وعند السلالم الكهربائية وفي غيرها,, ولكن ومما يؤسف له أن تحذيرات منع التدخين لايحترمها فئة من الناس سواء من المواطنين أو من المقيمين مما يدعونا للاستفسار عن مدى جدواها، كما أنه من المؤسف حقاً وهو الأدهى أن التجاوزات لهذه التعليمات يقوم بها بعض المسؤولين في جميع مرافق المطار وأمام مرأى الجميع، وللمبالغة في المجاهرة والتحدي للتعليمات نجد الواحد منهم يتكىء بظهره أو كتفه على العلامة التحذيرية الملصقة على الجدار، ومن هؤلاء بعض موظفي الخطوط السعودية والجمارك والأمن وعمال الصيانة والنظافة وغيرهم,.
وما نشاهده في مطار الملك خالد نشاهده أيضاً في باقي مطارات المملكة بصفة عامة وعلىوجه الخصوص مطار الملك عبدالعزيز في جدة فالأمر هناك لايحتمل.
فإذا كانت بلادنا رائدة في رعاية المواطنين والمقيمين، وتنفق الملايين للوقاية من التلوث وحماية البيئة والمحافظة على الصحة العامة والذي توج في صدور تعليمات صريحة من المقام السامي الكريم بمنع التدخين في المؤسسات الحكومية والدوائر التابعة لها، فيجب اتباع ذلك بالمراقبة والتوعية المستمرة عبر وسائل الاعلام، والمملكة فتحت منافذها البرية والبحرية والجوية وتستقبل ملايين الزوار من معتمرين وحجاج، وستستقبل إن شاء الله المزيد في السنوات القادمة بعد التنظيمات الجديدة لتأشيرات العمرة وما سيصدر من تنظيمات للسياحة وغيرها,, لذا يجب أن يَعرِف الناس من مواطنين ومقيمين وزوار التعليمات: ما المسموح وما الممنوع وما العقاب.
إنني أكتب هذه الملحوظات وأنا على ثقة بأن المسؤولين في الخطوط السعودية والطيران المدني والمختصين في جميع مطارات المملكة سيعملون على وضع التعليمات التي صدرت من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله قيد التنفيذ، فاحترام التعليمات والنظام مظهر حضاري ودليل على المواطنة الصالحة.
والله الموفق.
* وكيل وزارة المعارف للآثار والمتاحف


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved