Thursday 10th February, 2000 G No. 9996جريدة الجزيرة الخميس 4 ,ذو القعدة 1420 العدد 9996



قصيدة طَرَفَة بن العبد
1 - 2
إبراهيم نصر الله

ليسَ اسمي الذي في نهايةِ هذي القصيدةِ
ذلكَ عشب تهجّى الغيومَ
ليعرفَ أينَ حدود الردى
في امتدادِالجسد
أنا عمرُ هذي الفراشةِ
لا ضوءَ خلفي يشير إلى أمد كنتُ فيهِ,.
ولا يعرفُ الوردُ معنى الأبد
أينَ يمضي الفتى في احتدامِ زمانٍ مضى
وزمانٍ يُقَلِّب نيرانَه
ويُغررهُ باتقادٍ
وليسَ له آخرَ الأمرِ من ذلكَ الدفءِ
غيرُ رمادٍ
وشاهدةٍ من رمالٍ ستشهدُ
أن ليسَ تحتَ الرمالِ أحد؟!!!
***
تعرفكَ الأغاني أكثر مما يعرفكَ الناس
والصحراءُ خطوتك الضالةُ
لفكِّ عُزلِة القبر ومن فيه
لن ترحلَ أبعد مما شاءت القصيدة
ولن تعودَ إلى موقعٍ أدنى من الغربة فيك
الأهلُ شهادةُ وفاةٍ، على ما فيك من شبقٍ للشك
والطمأنينةُ الساطعةُ في قعر الكأس
ليست أكثر من سؤال جديد
لن أقول لك ترفّق بيقين
لا يشير إلى وجهة أو جواب
الحكاية نعرفها كلنا
لكننا نتشاغل عنها بك
***
ليس اسمي الذي في الحكاية يجري
ويسبقُني مثلَ ظلٍّ عَجولٍ
ليختبرَ الصمتَ في أعين الناس
أو في انكسارات أغنيتي
كان لي أن أقولَ انتهت منذ أن بدأت رحلتي
فكتبتُ القصيدةَ،
لكنَّ راحلتي لم تُصدِّق كلامَ القصيدةِ
قد يقنعُ الموتُ راحلتي
***
تشغلنا الحكايةُ أكثر ممن يعيشون فيها
تشغلنا أكثر ممن يموتون على أرصفتها
كان يمكن أن تموت هناك
مثلما ماتت الليالي
فلم يكن ثمة هواء يكفي القصيدة في أي مكان
خطاك لا تعرف الدربَ إلا في العتمة
كما لو أن أحداً لم يقل لك: هناك نهار!!
***
ليس اسمي الذي في خطايَ
سيعرفني قاتلي جيداً
أين قلبي ومن فيه سيدتي؟!!
أين وجهُكِ فيَّ وفي,,؟
يتفتتُ هذا الزمانُ فأسقطُ
من مشهدٍ لا يُطلُّ على الغدِ
من نجمةٍ لا تدلُّ الطريقَ إلى أي شيءٍ
سأرتاحُ أينَ؟
ولي كلُّ هذا العدوِّ هنا عابراً
أو مقيماً بذاكرتي!!
***
ستٌ وعشرون لا تكفي كي تقول إنك قد عشت
لكنها كافيةٌ كي نشهدَ أننا عشنا بك
فالنهاية آخر الأمر هي الحكايةُ كلُّها
ها نحن نجلس مدججَين بهدوء قتلى أزليين
كي نصطادَ نهايةً صالحةً
لا نحسدُ سوانا لأنهم عاشوا كما شاءت الحياة
نحسدهم أنهم ماتوا كما لا يشتهي الموت
***
ليس حلمي الذي في دمائي يجري
ويغوي الوحوشَ بلحمي
ويتركها ترتعد
من جراءةِ هذا القتيلِ
ومن صمتِ هذي الليالي
ومن بردِهِ المُتَّقِد
كيف أقنعُ ذئباً ليأوي إلى جسدي دونَ خوفٍ
وأنشدُ هذي القصيدةَ حتى
يقولَ لي الموتُ: هيا أَعِد!!!
لا أصالحُ موتي هنا عبثاً فهو هذا الجسد
***
بعيداً فيك أو فينا
لنا الأسماءُ نفسُها
وإن تغيّرت الحروف
والنهايةُ نفسُها
وإن تغيَّر القاتل
والقصائدُ نفسُها
وإن تغيَّر الزمان
والوجوهُ نفسُها
وإن اختلفت الأبوابُ التي توصدُ كلما جئنا من بعيد
ما الذي يعنيه إذن أننا ولدنا في زمنين مختلفين؟!!
ليس أكثر ربما من أن نكون أوفياءَ قليلاً، ونتذكر

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved