Thursday 10th February, 2000 G No. 9996جريدة الجزيرة الخميس 4 ,ذو القعدة 1420 العدد 9996



تلويحة
الخيار,,,!! 4 - 5
عبدالعزيز مشري

قلت في التلويحة السابقة إنه ليس على المطرب ان يعرب (وقد ورد خطأ في الطبع) وعنيت به مقصدا توضيحيا وليس تبريريا في مسألة التفصيل الكامل لفتافيت الاختبار الكتابي عن خصائص عالم القرية بسحنته وقسمات جماعيته عبر الآلية التي فرضت عليها مع التاريخ نمطية الانتاج الذي تناسب مع مكانية ومناخية المعيشة,منطقية الامر انه لا يمكن فصل اية تفصيلة في الخير او الشر في حياة هذا العالم الخاص دون ان تكون نابعة من المفهوم المذكور، ذلك لارتباطه بالواقع.
بسيط عليك ان تقول: ان هذا الكلام له حدة التنظير، وربما كان ذلك جائزا لو ان الكاتب صوغ التنظيرات ثم راح يكتب الابداع الذي اختاره في التقاط مضمون الكتابة الروائية القروية، وهذا يتنافى مع كون الابداع في احد مفاهيمه هو نوع من المغامرة,, لندع أمور التفريعات التي ربما ابعدتنا عن وجهتنا في كشف بعض القيم الحضارية، التي كانت القرى تنعم بها والتي نحتاجها اليوم أكثر من أي شيء آخر
لنتعرض لأمر أساسي في حياة القروي ذلك هو سقاية الزرع، ولننظر إليه بعقلانية التوزيع العادل والمتناسب مع ظرف الحوارية التاريخية وفي مسألة الجبال التي تحولت روافدها الهابطة تحت السفوح الى وديان، حيث تأخذ تراكمات السيول منابع كبيرة وعيونا تبقى فصلا طويلا من السنة تجري باتجاه تحتي الى نهاية امكانيتها عند انقطاع امتداد جريانها في مقطع من الوادي، وهناك يقع آخر نصيب من التوزيع المدروس لمقدرة وصول ماء مجرى العين,, فالارض المزروعة التي تقع عند أول المصب, لا تأخذ الا ذات النصيب الذي تأخذه آخر ارض في مسار الماء,,.
تكون الارض محوضة بأحواض متعارف عليها في الحجم الهندسي القصبات والقصايب، والقصاب ، ومع طول المسار المائي، فكل قصبة تأخذ ملئها، لو قلنا ان مزارعا كان متقاعسا ولم يحضر ليأخذ مقسمه المحدد في يومه وزمنه المحددين,, فإنه يسقط من الحساب الجماعي تسلسل ورود الماء، ويأخذ الدور من كان بعده، بالطبع الارض غير المزروعة في طريق المجرى ليس لها نصيب!
الطريف ان الاراضي الواقعة في آخر المجرى تحتاج الى وقت اطول مما تحتاجه التي في اوله، لقد وضعوا لهذه الحسابية الظريفة والدقيقة مقدارا عجيباً من العدل في القسمة في تنظيم الزمن الذي يستوجبه مسار المجرى وقلة كميته كلما تقدم، فقوة وكمية الاندفاع عند المسقط الاول,, ليست كالاخير,.
هذا النظام الدقيق والقسم بالتساوي بين الكل بتلقائية لم يستعن فيها بمعرفة فيثاغورث أو (لافوازيه),.
ومن الغريب في قوانين الاحتياج المائي في النظام العالمي اليوم,, انه لا قانون، وإنما تجري الاعراف المتعارف عليها حسب موقع البلد الذي يمر الماء الجاري منه او يمر به، وقد لعبت دولة اسرائيل بهذه النقطة ألاعيبها فأستأثرت بالنصيب الوافر كما نعلم ولفروق المنابع والممرات في مسألة الاقاليم وجهة المسار,, فقد تعاملت معها بطريقة التحايل الى حد لوي عنق المسار الطبيعي باستنزافه، وكما نعلم ونكرر على صعيد الجيولوجيا ومهندسيها العرب,, إلا ان معرفة كتلك المعلومة المؤكدة بأن اسرائيل قد جهزت منذ ما قبل الستينات تقريبا، من تخطيط استراتيجي للمياه على امد طويل مقداره مائة عام قادم، ولا عجب فإن السكان العرب في القطاعات المحورية المحتشدة يشربون مياها ملوثة، ولا عجب ايضا ومعرفتنا تحوي معلومة السيطرة غير المباشرة على منابع النيل وافشاء المعونات الاسرائيلية لإقامة الحواجز والسدود للإقلال من كميةمياه النيل الذاهبة الى السودان ومصر.
لم ارد الدخول في تفاصيل غير التي قصدت بها ذكر موضوع سقاية الزرع عند المزارع القروي، من مجرى الينبوع او العين الطبيعيين,ألسنا فعلا نحتاج لمعرفة خصوصيات مجتمعنا ودراستها قبل ان نفكر في معرفة آخر موديلات الاستهلاك، وتكرار دراسة الشعر العربي القديم في الأكاديميات العليا للحفظ والترديد والتعجيز من اجل الامتحان فقط؟!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved