Monday 14th February, 2000 G No. 10000الطبعة الاولى الأثنين 8 ,ذو القعدة 1420 العدد 10000



ثم ماذا ؟
لمى
وعقدة المتعاقدات!

بينما ينهمك العالم هذه الأيام بترتيب أوراقه المبعثرة في كل مكان، ينشغل أباطرة السياسة والمال والأعمال وعمال المناجم الثقافية التي نفد مخزونها المعرفي إلا ما ندر، بتسجيل توقعاتهم لما سيكون عليه الحال بعد انقضاء أزمات واشتعال أخرى كما جرت العادة منذ تعلم الإنسان اغتيال أحلامه بيده وتأجيل معطيات السعادة إلى حين قريبه بعيد، وهو وضع مشوب بالخطر الدائم الذي قد يأتي مباغتاً وبدون سابق إنذار ليجتاح الضمائر ويحرك أسباباً جديدة شاءت أقدارنا أن نتعايش معها ونعاني تفاصيلها الدقيقة والمملة معاً، وليس عيباً أوتعدياً اختلافنا حول أمور بعينها ولو وصلت بنا حدة هذا الاختلاف لنقد الشخص بسرد عيوبه كإنسان معرض للخطأ وتجاوز الموضوع المطروح كبناء مستقل لاصلة له بالأغراض الشخصية!، ولعل قدر الكاتب يجعله باستمرار معرضا لظروف كهذه، فقد وصلتني عبر البريد الإلكتروني المدوّن أسفل المقال خلال الأسبوع الماضي جملة تعقيبات وردود تعرضت لقضية (العمالة) إثر تناولي لها بالزاوية يوم الاثنين الفائت، بعضها مؤيد أو يطلب طرح موضوعات مشابهة والآخر معارض وبشدة، بل ويتهمني بالسطحية وجهل ما أتحدث عنه، وأنني أقع في ذيل قائمة المصرح لهم بالحديث عن مسألة العمالة بالذات!، ولا أدري صراحة ما الداعي لتوجيه اتهام متشنج ومتجاوز يفتقد السند الصحيح ويبني أحداثاً متخيلة لا علاقة لها بالواقع!، وكم تمنيت فعلاً عرض نموذج واحد لتلك الأفعال الكتابية غير المسؤولة، ولكنني لا أحبذ أبداً جرح شعور قارىء المقال بألفاظ أقل مايقال عنها أنها ساقطة وبذيئة!، ويكفيني فقط أن أصحاب الرأي المخالف قرأوا مقالي كاملاً ثم حاولوا الاستخفاف بالفكرة وإجهاضها!، واللافت كذلك أنه لم يخطر ببالي إطلاقاً حجم التأييد الضخم لما تعرضت له إذ تعدت الرسائل الإلكترونية المؤيدة حاجز المائة وخمسين رسالة وذلك رقم لم يتحقق معي إذا ما قورن بفترة زمنية مشابهة!، والله لقد أعاد لي هؤلاء نبض الحياة والإحساس بلذة الكتابة، فشكراً لهم جميعاً، مع وعدي الأكيد بتنفيذ طلباتهم كلما أمكن وبقدر الاستطاعة، وسأبدأ الآن برسالة لمى عبدالرحمن من الرياض، تقول لمى : الكل يعلم ويسمع عن (السعودة) المطبقة حالياً ببعض القطاعات إلا قطاع واحد فاته التطبيق ولا أعتقد باحتمال تطبيقها عليه قريباً، فالتعليم الجامعي وتحديداً أقسام الطالبات ب(بجامعة الملك سعود) ممتلئة بغير (السعوديات) سواء بالاقسام العلمية أو الأدبية!!، رغم أنه في كل فصل دراسي تتخرج أعداد هائلة من الطالبات ومنهن المتفوقات ولكن للأسف يافرحة ماتمت (يصدمن) بجدار لايوجد وظائف شاغرة!؟؟ ثم ماذا,, أليس الأولى إحلال المواطنة بدل المتعاقدة في جامعاتنا الزاخرة بالمتعاقدات!، وإعطاء الأفضلية لخريجات الامتياز أولاً قبل المقبول!!,, طبعاً لمى تحاكي بطريقة غير مباشرة مشكلة التوظيف النسائي بالمملكة عموماً، والمعروف للجميع محدودية الوظائف الممكن شغلها بنساء سعوديات أو حتى وافدات لظروف أقرتها العادات والتقاليد والضوابط الشرعية المانعة للاختلاط، وقصر الفرص الممكنة للمرأة السعودية بالتعليم والبنوك والمستشفيات والصحافة والأنشطة الخيرية بمختلف أشكالها وربما كافة الأنشطة الأخرى ذات الطابع النسائي، مما يعني بالتالي تضرر قطاع كبير يمثل نصف المجتمع السعودي وهن النساء لو فتح المجال للأخريات المتعاقدات بحجج التوفير والخبرة وعقدة الأجنبي وهلم جرا!، وإن صح ما ذهبت إليه لمى فالقضية خطيرة جداً وينبغي إيجاد حلول عاجلة لها، فبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا فئات أحق بالرعاية والعناية والتفضيل دائماً، ولهن ما يردن منا رضينا أم لم نرض.
مسؤولو التعليم الجامعي بيدهم الحل ولنا الانتظار وسنرى؟!!
baderalsaud* hotmail.com
بدر بن سعود ابن محمد آل سعود

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved