Monday 14th February, 2000 G No. 10000الطبعة الاولى الأثنين 8 ,ذو القعدة 1420 العدد 10000



يارا
رسالة عاجلة لغازي القصيبي
عبدالله بن بخيت

كما يقول إخواننا الأشوام (أيدي في زنارك), فليس لدي من أمل إلا في كرم الدكتور غازي القصيبي وثقافته, فالمشكلة بدأت قبل حوالي تسع سنوات عندما أضاءت ابنتي يارا أرجاء هذا العالم, لم نختلف أنا ووالدتها حول تسميتها فقد كان اسم (يارا) ينتظرنا ببهائه وبساطته, لم نفتح كتابا ولم نسأل أحدا ولكنا واجهنا مشكلة فور إعلان هذا الاسم على الملأ, بالكاد يتم المرء عبارات التهنئة حتى يبادر قائلا (ايه بس وش يعني اسم يارا؟), انشغلت زوجتي بالجمال الصغير الذي القى به الرب في احضانها وتركت مهمة البحث وإفساد الرقة على عاتقي, ولكني كنت حذرا جدا فلم أنساق وراء فضول المعرفة حتى لا أزيل قشرة الغموض التي تمنح هذا الاسم جزءاً من جلاله, فقد تركت مهمة إعراب هذا الاسم على الآباء والأمهات الذين سبقوني عليه, من بينهم أو في مقدمتهم غازي القصيبي, أما أنا فقد قررت أن تبقى يارا بالنسبة لي موسيقى جميلة لاتهمني الشروحات التي يمكن أن أحشوها فيه,, فالاصل في الغناء هو الموسيقي وليس الكلام, فأخذته إلى مكتب المواليد بالناصرية وتركته رهناً لإرادتهم, فإذا رفضوه فهذا يعني أنه اسم أجنبي وإذا قبلوه فهذا يؤكد عروبته.
وعندما ثبت في الأوراق الرسمية ، وبصفتي كاتباً ، وقد جرى العرف أن الكاتب يجب أن يكون مثقفا، والمثقف هو الذي يعرف كل الأشياء المتعلقة بالكلمات، كان علي أن أجيب وأقدم تفسيرات عن الاسم.
فأخذت أصمم في كل يوم جوابا مختلفا عن الآخر، فمرة أقول انه اسم لغزال لم يعد موجودا في هذا الكون, ومرة أقول أنه قطعة صغيرة من نيزك هوت فأيقظت حمامة, وتارة أقول أنه لمعة الرضاب على شفاه امرأة حزينة, وأحيانا أقص قصصاً حول جنيات وساحرات ونساء جميلات وفي بعض الأحيان انسبه للتراث العربي والهندي واليوناني حتى أوصلته للصين وجزر اليابان القصية, فلو جمعت كل ما قلته عن اسم يارا لإرضاء الناس لخرجت بمجلد شعري اسطوري أنثوي, وكان يمكن أن أمضي في تعريف يارا بهذه الطريقة، ولكنني وقعت في مأزق أكبر وأعم عندما اتخذته عنوانا لزاويتي في هذه الجريدة, بدأت المشكلة من داخل المنزل بعد أن شاهدت ابنتي الصغرى سارا (7) سنوات اسم أختها على صفحات الجرائد مقرونا باسمي، ثم أخذت تراه في كل مرة تصل فيها الجريدة، احتجَّت بقوة، حاولت أن أشرح لها (ثقافة فارق السن والكبير والصغير), ولكنني اكتشفت أن المسألة معقدة وصعبة, ففتحت زاوية صحفية في جريدة الاقتصادية لأسباب مختلفة ومن بينها رضا سارا وسميتها باسمها, حتى قال لي أحد الزملاء لابد أن تضع حدا لإنتاج البنات في منزلك حتى لاتمتلىء الصحف بزواياك, على كل حال تمت تسوية القضية في داخل المنزل ولكنها عادت لتنفجر مع القراء, فكل قارىء يستعذب الاسم يبعث لي برسالة يريد مني ان أمده بمعناه, من المستحيل أن أؤلف قصصا كما كنت أفعل شفهيا، فالكتابة توثيق ومسؤولية, وفي الوقت نفسه من الصعب على القارىء الكريم أن يصدق أنني لا أعرف أي شيء عن هذا الاسم, فالجمال وحده لايكفي في أذهاننا, كل شيء يجب أن يقرن دائما بالشرح والمعنى, واليوم الجأ للشاعر الدكتور غازي القصيبي ليزودني بأي معلومات عن اصل هذا الاسم ودلالاته، فربما قام بالبحث والتحري عنه قبل أن يمنحه ابنته
هل هو عربي؟ هل هو تركي؟ هل هو اسطوري؟ أكان شجراً أم حجراً؟ شريحة ضوء من نيزك؟
كلما تأملت في وجه ابنتي الصغيرة أحس انه نسمة هواء مرت على وردة.
yara2222* hotmail.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved