Wednesday 16th February,2000 G No.10002الطبعة الاولى الاربعاء 10 ,ذو القعدة 1420 العدد 10002



صمت العصافير
لماذا العدوانية؟!
ناهد سعيد باشطح

*زقزقة :
يتفق أحيانا أن يحترمنا الناس بمقدار ما نعتبر نحن أنفسنا
حكمة عالمية
***بمفهوم بسيط للعدوانية يمكن القول إنها توجيه الأذى للذات وللآخرين, فأينما وجدت شخصا يستمتع بتصيّد اخطاء الآخرين، ويسعد ان يؤذيهم أو حتى يجرح مشاعرهم فأنت على موعد مع العدوانية.
بالتأكيد إننا نتاج الأمس والعدواني إنسان فقد الحنان والاهتمام في طفولته، وهو في سلوكياته يعبر عن تأزمه ويدور في حلقة مفرغة إذ لا يستطيع التوافق والانسجام مع متطلبات الحياة وتعقُّدها وفي نفس الوقت يجد انه لابد من التعامل مع الآخرين فهو لا يستطيع ان ينفصل عمن حوله ولا يقدر على الاتصال معهم.
قد يزعجنا الطفل العدواني لأنه يضرب هذا ويخطف لعبة ذاك وإذا تلقى العقاب ازداد هياجه على انه كما الأطفال الأبرياء قد يبكي كثيرا بمفرده.
هذا عن الطفل فماذا عن الكبار وأساليب العدوانية عندهم تتجاوز مشاغبات الصغار!
إن العدواني إنسان بحاجة إلى الآخرين رغم كل ما يفعله لإيذائهم وهو ليس شريراً لكنه لم يستطع ان يتعلم معنى الحب والتسامح, من الممكن أن يكون محبطاً ولم يستطع أن يتجاوز إحباطاته، ومن المؤكد انه بسبب سلوكياته الطائشة لايجد صديقاً حميماً بقربه.
والمشكلة ان الناس لا يجدون التعامل مع العدواني مريحاً وبالتالي تزداد الهوة بينه وبين المجتمع ولا يوجد حلولا لتأزّمه إلا بيديه، إذ يحتاج إلى معالج نفسي يخلصه من رواسب الطفولة وما انغرس من سواد في داخله تجاه كل شيء.
إننا مهما حاولنا لإرضاء العدواني وكسب ودّه فإننا خاسرون لأنه كمن يضع نظارة سوداء لا يستطيع أن يرى النور إلا إذا خلعها,وتذهب كل جهودنا سدى, فكيف نروي زرعاً ميتاً!، وكيف نخاطب حجراً أصم!
إنني لا أدعو إلى البعد عن الإنسان العدواني كما لا أدعو بمثالية زائفة إلى احتوائه بل أدعو إلى توعيته بكيفية التخلص من المشاعر السلبية, انه الوعي نقطة الارتكاز لمعالجة اصعب الأمور.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved