لكل قوم عاداتهم التي ورثوها من اسلافهم ويعتزون بها، وتتمتع منطقة الجنوب في بلادنا بعادات اصيلة يتفاخر بها افرادها وان اختلفت بعض تلك العادات من قبيلة لاخرى الا ان الاساس يظل ثابتاً, ومن هذه العادات التي تعرض بعض مظاهرها في صالة العرض بالجنادرية ويطلع عليها النساء الزائرات للمهرجان عادات الزواج.
* الزواج:
بعد الخطبة الرسمية يقوم الشاب وولي أمر العروس بتحديد موعد عقد النكاح ويسمونها الملكة وهي بأن يقوم الزوج وبرفقته اقاربه وبعض جماعته بزيارة اهل الزوجة ومعهم المأذون ويكون ذلك في العادة بعد العصر فيستقبلهم المضيفون من والد الزوجة وجماعته ويكون الترحيب عادة في تلك الديار بأن يصف المضيفون على خط مستقيم بينما يقوم الضيوف بالعرضة حتى يقتربوا منهم بحوالي عشرين مترا ثم يتراصون كصف آخر مقابل ثم يتقدم المضيف مع كبير الجماعة ويرفعان صوتهما بالترحيب, فيكرره الجماعة خلفهما ليرد الضيوف على هذا الترحيب بالشكر والتحية, ثم يختلط الجميع ليتم السلام والعناق ويدخل الضيوف المنزل المضيف وتقدم القهوة والشاي, ويدار عليهم الطيب وتحضر لهم وجبة وهي مصبعة ويكثر عليها السمن حتى يطفر من أطراف القدح في مثل هذه المناسبة وتسمى عند البعض معيشة وبعضهم يسميها وصل ثم يعودون لرشف القهوة وتقدم لهم الفاكهة والطيب وبعد المغرب يكون الناس قد اجتمعوا في بيت المضيف الذي يقدم العشاء رزا ولحماً مع الفاكهة اما في السابق فقد كانوا يقدمون العصيدة والمرق,وبعد العشاء ينصرف الجماعة ويبقى الزوج ووالده او قريبه واثنان من الشهود والمأذون ويتم الاتفاق حول المهر والحلي اما الحلية ففي زمانهم لا تتعدى بعض اساور من فضة وخواتم.
عادات الزفاف:
يذهب اهل العريس الى ديار الزوجة ثم يرحبون بهم بالترحيب التقليدي المعروف ثم يقومون بتقديم العشاء لهم عصيدة ومرق وفي تلك الليلة تدق الطبول والتنك وأكثر رقصة يقومون بأدائها في مثل هذه الليلة الزحفة أو الدلع أو الخطوة,, إلخ ثم ينامون هناك وفي الصباح يتناولون الفطور ومن ثم الغداء عند المضيف، وبعد الغداء يرحل القوم ومعهم العروس والتي تركب بعيراً في العادة وقد انقطعت الآن عادة الحضور من الصباح إذ يقوم الضيوف بالحضور قبل صلاة الظهر وبعدها يتناولون الغداء وتزف العروس الى منزل الزوج وقد قلت الافراح فمن ثلاث ليال إلى ليلة واحدة.
أما النساء في الجنوب فحظهن من تلك الافراح هو الحضور قبل الزفاف عند اهل العروس بيوم وتختلف اوقات حضورهم من قرية الى اخرى.
الحمل جهاز العروس :
بعد عودة العريس الى منزله تحضر الجمال وشد عليها الحمل (جهاز العروس) في الغالب يتكون من صندوق سيسم به الثياب وجهاز العروس والمؤن المكونة من كيس دقيق واكياس الأرز (حسب مقدرة العريس ووضعه الاجتماعي) وصفائح السمن والعسل وتسير الجمال بين طلقات البنادق (الطرطيع) والزغاريد الى حين الاقتراب من دار العروس ثم ينقل الجهاز إلى الداخل ويقام الرقص على الجهاز داخل الدار حتى حضور العريس مرة اخرى الى بيت عروسه برفقة اقربائه وأهله وبعد الترحيب بهم وشرب القهوة ينصرفون ويبقى العريس فقط حيث ينقل الى عش الزوجة بعد الانتهاء من الرقص واللعب وانتهاء الاحتفال وعندها يقوم اهل العروس بتوزيع السمرة على الحاضرات وهي عبارة عن سمسم أبيض وحلوى ثم ينتهي الاحتفال.
* عادات أخرى:
ومن هذه العادات الاحتفال بمولد الطفل وتسمى السماية وكذلك الختان وكانوا لايختنون أبناءهم إلا في سن متأخرة من الطفولة ويقام لذلك حفلات خاصة ويقدم اهالي القرية مبلغاً من المال يعرف في منطقة الباحة باسم المباركة وكذلك في مناسبات الزواج,اما الان فقد انتهت هذه العادات في بعض المناطق واصبح الختان يقام قبل اتمام الشهر الاول في المستشفى,وكذلك من العادات المنتشرة الاستعداد لاحتفالات العيد حيث يجتمعون عند كبير قريتهم لتناول طعام الغداء ويتوجهون لمقر الاحتفالات او معايدة الاصدقاء ويتخلل الاحتفالات عرض للخيول واقامة عرضات ودق الطبول وإطلاق بعض الطلقات النارية.