Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



الجزيرة ترصد أهمَّ تطورات وردود أفعال الانتخابات الإيرانية
المراقبون يتوقعون تغييراً جوهرياً للسياسة الإيرانية تجاه العرب والغرب

* طهران الوكالات
احرز اليسار السياسي في ايران نصراً واضحا على المحافظين السياسيين في الانتخابات التشريعية التي جرت اول امس وأخذت نتائجها تتوالى أمس وسط اهتمام عالمي ومتابعة من جانب الخبراء والمراقبين للنتائج المعلنة دقيقة بدقيقة في تنافس غير مسبوق بمثيل منذ قيام الثورة الاسلامية في فبراير عام 1979م.
فوز اليسار بعدد 126 من 167 مقعداً
أفادت نتائج أعلنتها جبهة المشاركة (يسار اصلاحي) امس الاحد ان اليسار الاصلاحي القريب من الرئيس الايراني محمد خاتمي حصل على 126 مقعدا أي 75% من المقاعد ال167 في مجلس الشورى التي شغلت في الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية في إيران.
نتائج العاصمة تعرف اليوم
واشارت وزارة الداخلية الى ان النتائج المعلنة تتعلق بالدوائر في الاقاليم اما نتائج العاصمة التي تتمثل بثلاثين مقعدا فلن تعرف قبل اليوم الاثنين.
ونقلت صحيفة مشاركة الناطقة باسم الجبهة ان مرشحي جبهة المشاركة فازوا من الدورة الاولى في معظم الدوائر التي عرفت فيها النتائج.
وأشارت هذه النتائج الرسمية الى فوز 126 مرشحا في اليسار الاصلاحي المقرب من رئيس الدولة في الاقاليم و34 مرشحا من اليمين الاسلامي المحافظ.
واضافت الصحيفة ان المرشحين السبعة الاخرين الذين انتخبوا في الاقليم يعتبرون مستقلين.
وأشارت النتائج الاخيرة التي اعلنتها وزارة الداخلية الى عدم حصول 68 مرشحا على أصوات كافية، بينهم 43 مرشحا من اليسار الاصلاحي و20 مرشحا من اليمين الاسلامي وخمسة مستقلين .
وتواصلت عمليات فرز الاصوات اليوم أمس الاحد في الدوائر الاكثر اهمية في المناطق الصناعية وخصوصا في المدن الكبرى.
فشل نواب في مجلس الشورى السابق
ولم يحصل العديد من نواب مجلس الشورى المنتهية ولايته على أصوات كافية بينهم أحمد ناطق نوري النائب المنتهية ولايته عن مدينة نور على بحر قزوين وشقيق رئيس مجلس الشورى علي أكبر ناطق نوري.
وركزت الصحف الايرانية امس الاحد في عناوينها على فوز مرشحي اليسار الاصلاحي المؤيدين للرئيس خاتمي.
كتبت صحيفة همشهري المعتدلة الناطقة باسم بلدية طهران في عنوانها الرئيسي أمس الاحد ان النتائج المعلنة حتى الان تؤكد ان اليسار الاصلاحي نال ثلثي المقاعد.
رضا خاتمي من جيل الثورة الإسلامية
هذا ويعتبر رضا خاتمي زعيم التيار الاصلاحي شقيق الرئيس محمد خاتمي من جيل الثورة الاسلامية عام 1979 وهو لا يخفي رغبته باعادة السلطة إلى الشعب .
يبلغ محمد رضا خاتمي الاربعين من العمر، ملامحه قريبة من ملامح شقيقة الرئيس مع لحية مشذبة اكثر بياضاً.
رغم الانتصار الكبير للاصلاحيين الذي ظهرت ملامحه لا تبدو على رئيس جبهة المشاركة مظاهر اعتزاز بالنفس وتفيد التقديرات الاولى ان رضا خاتمي سينتخب من الدورة الاولى وهو يأتي في المرتبة الاولى في طهران بفارق كبير بينه وبين الآخرين.
يروي بعض تفاصيل حياته
ويروي بعض تفاصيل حياته قائلا: شاركت بقوة في العمل السياسي قبل الثورة (,,,) ثم شاركة في الحرب ضد العراق 1980 1988 حيث اصبت في ساقي في خورمشهر .
وينحدر الشقيقان خاتمي من عائلة متدينة ذائعة الصيت حيث كان والدهما خاتمي من اكثر رجال الدين شعبية في منطقة يزد في وسط البلاد.
وتختصر فاطمة خاتمي شقيقة رضا ومحمد خاتمي التربية التي تلقوها من والدهم بالقول لقد علمنا كيف نواجه الظلامية .
يتمتع بنفس جاذبية أخيه الرئيس
وبعد واحد وعشرين عاما على قيام الثورة يتطلع رضا خاتمي الذي يتميز بنفس الجاذبية التي يتميز بها شقيقه الى المستقبل نريد ان تصبح الديموقراطية في إيران مؤسساتية (,,,) علينا ان نعيد السلطة الى الشعب عبر تنشيط المؤسسات المدنية مثل النقابات والجمعيات .
واضاف في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس انه تأثر بأفكار شقيقه محمد مضيفا: لا يمكن ان نتقدم من دون تنشيط الاحزاب السياسية والمؤسسات الديمثراطية .
بالنسبة إلى السياسة الخارجية يدعم رضا خاتمي سياسة الانفراج التي ينتهجها شقيقه الرئيس منذ عام 1997 ويعتبر ان العلاقات مع الولايات المتحدة ليست في طليعة اولوياتنا لان بلادنا بحاجة إلى اصلاحات قبل ذلك.
خاتمي يتحول إلى رمز للشباب الإيراني
وتحول رضا خاتمي خلال اسابيع قليلة الى رمز يحتذى به لدى الشباب الايرانيين وهو يتقن العربية والانكليزية الى جانب الفارسية ومتزوج وله ولدان.
ويحرص رضا خاتمي على التشديد ان زوجته ابنة حجة الاسلام اشراقي صهر الامام الخميني تعمل بنشاط على تعبئة الشبان لصالح المرشحين الاصلاحيين في طهران.
هذا ومن ناحيتهم أقر المحافظون في النظام الايراني الذين صدموا بنتائج الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية الايرانية بتراجعهم ولكنهم لا يزالون يراهنون على الدورة الثانية.
ويختصر الصحافي السياسي علي اجانبور ببرودة اعصاب من مدينة رشت شمال الوضع بقوله ان اليمين تحطم وتعتبر رشت بمثابة النبض السياسي في ايران وقد سجل الاصلاحيون فيها تقدما كما في كل انحاء البلاد.
أركان اليمين يلتزمون التكتم!
وبدا أركان اليمين متكتمين بشدة رافضين الادلاء بأي تعليق مكتفين بالقول ان النتائج ما زالت جزئية.
وأعلن مسؤول في تحالف خط الامام والمرشد يمين محافظ لوكالة فرانس برس: انتظروا الدورة الثانية, سيكون هناك ربما مفاجآت, لدينا شهران للاستعداد, لقد تراجعنا ولكننا لم نهزم بعد .
موعد الدورة الانتخابية الثانية
واعلنت وزارة الداخلية ان الدورة الثانية من الانتخابات ستجري في غضون شهرين تقريبا في موعد لم يحدد نهائيا بعد.
ولكن مهما كانت النتائج النهائية فان مصير الرئيس السابق على اكبر هاشمي رفسنجاني زعيم خط المحافظين والمعتدلين في طهران، يبدو دقيقا.
واعتبر الكاتب السياسي كاظم كرواناوي ان على المحافظين ان يقبلوا ويستوعبوا ويتحملوا هزيمتهم فرفسنجاني نفسه لم يحصل على ما كان يتوقعه .
وقال علي اجانبور: حتى ولو تم انتخابه في طهران فإن رفسنجاني الذي وضع كل نفوذه في عملية الاقتراع هذه لن يصبح ابدا رئيسا لمجلس الشورى البرلمان .
واكتفى الزعماء المحافظون حتى الآن وكذلك الصحافة المقربة منهم، بالتشديد على المشاركة الكثيفة التي فاقت ال75% من الناخبين وعلى ضرورة احترام اسس النظام الاسلامي.
نجاح نسبي لمرشحي المحافظين
وقال المتحدث باسم المحافظين في طهران محمد رضا باهونار صحيح ان مرشحي اليمين سجلوا نجاحا نسبيا .
وأضاف: إلا ان المشاركة كانت كبيرة وحاسمة وما زلنا متفائلين وراضين وتدل هذه المشاركة على شرعية نظامنا الاسلامي .
وكتبت صحيفة طهران تايمز الان حان الوقت بالنسبة إلى المؤمنين بالامام الخميني ليتبعوا باحترام اختيار الشعب مهما كان، طالبة من الجميع تشابك ايديهم لقبول حكم الشعب.
وقال رحمة الله حقيقي أحد التجار النافذين: حتى ولو فاز اليسار فإن الجمهورية الاسلامية ودستورنا وخط مرشدنا آية الله علي خامنئي هي التي تسيطر ان الديموقراطية نتيجة الثورة الاسلامية ويجب الا ينساها أحد .
حزب كوادر البناء يدعم رافسنجاني
أما حزب كوادر البناء المعتدل الذي دعم رفسنجاني فيعتمد على تحالفه مع اليسار في عدد من الدوائر الانتخابية في الاقاليم من اجل الحفاظ على مكانته على المسرح السياسي.
خامنئي يحيي الشعب الإيراني
لمشاركته الكثيفة
وفي رد فعل لكثافة الاقبال على التصويت حيا مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الشعب الايراني لدفاعه عن النظام الاسلامي امام اعين العالم من خلال المشاركة الكثيفة في الانتخابات التشريعية التي جرت امس الجمعة.
وقال خامنئي في رسالة الى الامة بثتها الاذاعة الايرانية ان الفائز الاكبر في الانتخابات هو الشعب الايراني بدون شك.
الفائز هو شعب إيران
وأكد ان الفائز في هذه الانتخابات هو شعب ايران بدون شك والنجاحات الفردية او الجماعية للمرشحين ليست شيئا امام انتصار الشعب هذا.
واعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية ان هذه المشاركة الكثيفة قضت على الوهم بفصل الشعب عن الاسلام والثورة.
واضاف امل في ان يتمكن مجلس الشورى المقبل من التجاوب بأفضل الطرق مع ثقة الشعب هذه.
وشكر كل الاحزاب السياسية والشخصيات الدينية والسياسية والتنظيمية المهنية والاذاعة والتلفزيون الايرانيين على هذه المشاركة الكثيفة في الانتخابات التشريعية التي جرت امس الاول.
ورحب الرئيس الايراني محمد خاتمي مساء امس الاول بالمشاركة القوية التي بلغت نسبتها 75% حسب التقديرات الاولية.
وفي رسالة الى الامة وزعت نصها وكالة الانباء الايرانية هنأ خاتمي الشعب الايراني على مشاركته القوية في الانتخابات لتجديد البرلمان الذي يسعى الاصلاحيون الى السيطرة عليه للمساهمة في انجاح الاصلاحات الليبريالية التي اطلقها الرئيس الايراني.
38 مليوناً و700 ألف ناخب
وقد دعي 38,7 مليون ايراني من اصل سكان البلاد ال60 مليون إلى اختيار نوابهم من بين 5193 مرشحا لمجلس الشورى بينهم 7,2% من النساء موزعين على 207 دوائر انتخابية في اقاليم البلاد ال28 وتشكل طهران المدينة التي تعد اكثر من 10 ملايين نسمة دائرة واحدة مع 30 مقعدا في البرلمان.
15 جريحاً في صدامات أعقبت
إعلان نتائج الانتخابات
هذا ولم تخل العملية الانتخابية من احداث شغب وعنف إذ أكدت وكالة الانباء الايرانية وقوع صدامات ادت إلى اصابة 15 شخصا بجروح اول امس في شوش جنوب غرب إيران بعد اعلان نتائج الدورة الاولى للانتخابات التشريعية.
وقالت الوكالة ان مئات الاشخاص تظاهروا احتجاجا على فوز مرشح اصلاحي اتهموه بشراء الاصوات وقاموا برشق الحجارة ومهاجمة مصارف ومبان عامة في المدينة واحراق عدد من السيارات.
واصيب 15 شخصا بجروح على ايدي رجال الشرطة الذين اطلقوا عيارات نارية في الهواء والقوا قنابل مسيلة للدموع.
وقال متحدث باسم الشرطة ان الجرحى نقلوا إلى المستشفى مؤكدا ان قوى الامن تسيطر على الوضع في المدينة.
وفي شاديغان، جنوب غرب البلاد هاجم متظاهرون احتجاجا على فوز مرشح لم يحدد اتجاهه مكاتب وسيارات حكومية مخلفين أضرارا مادية.
وفي بيان تلقته وكالة فرانس برس في نيقوسيا، أكدت حركة مجاهدي خلق المعارضة المسلحة ان الاف الاشخاص شاركوا في تظاهرات شوش وان حراس الثورة قتلوا ثمانية اشخاص في شاديغان.
تحقيق التوازن
السياسي الاستراتيجي
وعلى صعيد ردود الفعل الخارجية للانتخابات الإيرانية فقد اكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية ان تحقيق التوازن السياسي الواقعي والعمل على ادخال اصلاحات ببطء شديد دون الاضرار بالهيكل السياسي الثوري او الجمهورية الاسلامية في إيران يظل احد أهم اولويات الزعيم الروحي خامينئي في الفترة القادمة غير انها وصفت اراءها السياسية بأنها تظل متقلبة كرياح التغيير السياسي.
خامينئي من المحافظين الملتزمين
وأوضحت ان المراقبين الغربيين يعتبرون الزعيم الروحي الايراني من المحافظين الملتزمين برفع راية الثورة الاسلامية بأي ثمن واعتراض سبيل الاصلاحات الليبرالية إلا انها اشارت إلى ان اخرين يلاحظون تذبذبه بين معسكري الاصلاح والتشدد بهدف تحقيق توازن يمكن لإيران بواسطته ان تواكب القرن الحادي والعشرين دون التضحية بصبغتها الاسلامية.
وقالت الصحيفة ان هذا الموقف المتذبذب ينطوي على قدر من المجازفة بالنسبة لخامينئي لانه لا يمثل دائرة السلطة الوحيدة في ايران وانما يعتبر مجرد واحد من القوى المحافظة التي ارست جذور الثورة الاسلامية وتظل ترفض تأثيرات المجتمعات الغربية المفتوحة.
أولبرايت تعتبر الانتخابات
الإيرانية ديمقراطية
وفي تيرانا اشادت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت من تيرانا اول امس بالاقبال الكثيف للايرانيين على صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات التشريعية واعتبرته دليلا على تنامي الديموقراطية في هذا البلد.
وقالت اولبرايت في مؤتمر صحافي عقدته في تيرانا اثر محادثات اجرتها مع كبار المسؤولين الالبانيين: ان الشعب الايراني اظهر باقباله الكثيف على صناديق الاقتراع رغبة ملحة باستخدام المسار الانتخابي لايصال صوته ورسم الخط السياسي لبلاده.
واضافت المسؤولة الامريكية: ان حماس الايرانيين دليل على تنامي الديمقراطية في إيران الامر الذين نرحب به.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات الايرانية التي جرت الجمعة تجاوزت ال75 بالمائة وسجلت التقديرات الاولية تقدم اليسار الاصلاحي في غالبية المناطق الايرانية.
ترحيب إسرائيلي بنتائج الانتخابات الإيرانية
ومن ناحية اخرى نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر ديوان رئيس الوزراء ايهود باراك ترحيبها بتعزيز مكانة ما وصفها بالعناصر المعتدلة في إيران حتى ولو كانت هذه العملية بطيئة وتدريجية.
وأوضحت هذه المصادر رغم ذلك طبقا للاذاعة ان اسرائيل لن تغير موقفها من ايران طالما استمرت حسب زعمها في دعم الارهاب في العالم وفي التزود بأسلحة غير تقليدية.
وقد صدرت الصحف الاسرائيلية وهي تحمل الترحيب بنتائج الانتخابات الايرانية تحت عناوين بارزة,, ووصفت تلك النتائج بأنها تاريخ جديد يكتب في إيران واعتبرتها رسالة واضحة لا بأس بها وثورة متجددة في إيران.
المراقبون يتوقعون
تغييراً كبيراً في السياسة الإيرانية
وفي لندن توقع المراقبون في العاصمة البريطانية لندن ان تشهد السياسة الخارجية الايرانية تغيرا جوهريا باتجاه المنطقة العربية والدول الغربية وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية وذلك في ظل سيطرة الاصلاحيين على البرلمان الايراني طبقا لنتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت اول امس.
ونقل راديو لندن في تقرير له في هذا الصدد عن المراقبين قولهم ان الرئيس الايراني محمد خاتمي قد خطا خطوات كبيرة باتجاه ازالة التوتر في علاقات ايران الخارجية.
واشار إلى ان الاصلاحيين في إيران يؤيدون خاتمي في سياسته الخارجية خاصة فيما يتعلق بالانفتاح على دول الجوار وتحديدا الدول العربية ودول الاتحاد الاوروبي.
كما توقع الراديو ان يكون التأثير على الوضع الداخلي فيما يخص قوانين المطبوعات والانتخابات والحريات وقوانين الأحزاب كبيرا مشددا على ان المعركة القادمة ستكون على صعيد الوضع الداخلي.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved