Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



لما هو آت
اليوم معكم
د ,خيرية إبراهيم السقاف

حين يخطو الواحد للآخر,,, ليس من الضرورة أن تكون خطواته بالقدم،,,, أو بالقلم,,,
هناك وسائل خفية أخرى يلتقى الإنسان الآخر عنها,,.
صدقوني إن الصدق أجمل مايربط الإنسان بالآخر,,.
هذه كأس الماء، وهذه كلمة صفاء,,, أيهما ينزل في جوفك يرويك,,.
البيوت تُبنى بالتراب والحديد والخشب!!, أما النفوس فتُبنى بما لا يُلمس أبداً,,.
ذات لحظة,,, فضضتُ بعض المظاريف,,, ثم طويتُها,,, ثم مسحت دمعةً كانت قد جاءت كي تقول: شكراً,,.
قالت إحداهن: كلما مررت ببابك توقفت: هنا أجد العالم مصغراً في خميلة حب.
قلت: زرعتُ أشجارها، غذيتُ ثمارها، لونتُ عطورها بكل لحظة في زمني، ونبضة في حسي,,, أتدرون أن الإحساس حين يُعمَّر، العالم كله يصبح في عمار ونماء؟.
قالت: من أنتِ؟
قلت: الإنسان,,, ألا تدرين أن أصعب مايواجه الإنسان هو بناء الإنسان؟
هذا لكم,,.
أما ماهو لي ففي الآتي:
*** قالت آمنة محمد الهليل: تحياتي الخالصة المعطرة,,,، أتصفح الجرائد، أدلف إلى مبنى (15) في مركز الدراسات الإنسانية حيث مكتبك، تستوقفني العبارات الجميلة التي تخطها الأنامل المتعددة على باب مكتبك، فأقف مبهورة، تنتقل عيناي صاعدتين، هابطتين للسطر، والسطرين، والثلاثة,,, و,,, و,,, حباً ومودة لكِ,,, واشتياقاً، ورغبة في الالتقاء بكِ,,, سطور أولئك لاتأخذ طابع الترتيب فإحداهن قد تكتب جملتها في الزاوية السفلى من الورقة، والأخرى قد تكتبها في الوسط، والثالثة تكتبها بشكل مائل، قد يصعد للأعلى كالسهم المنطلق، أو ينزل للأسفل كانقضاض الصقر، حتى بدت تلك الأوراق وكأنها لوحة سريالية، أولوحة ذات رسم تجريدي, بدت تلك الورقة وكأنها لوحة ازدانت بنقوش متداخلة، ملفتة للأنظار,,, وكأني أراكِ بنهاية كل أسبوع دراسي تُنزلين هذه اللوحة عفواً هذه الأوراق وقد امتلأت ولم يعد فيها موطىء لقلم لتضعي بدلاً منها ورقة بيضاء ستمتلىء بعد نيف,,, وهكذا,,, في ثقة كبيرة وسعادة أكبر، هذا الجني المثمر تماماً مثل الذي يجني الورود والأزاهير، في صباح باكر ندي بعد أن اغتسلت تلك الورود والأزاهير بقطرات الندى وحبات المطر واثقاً ومتأكداً أنه في الغد سيجني غيرها مادامت السماء تجود بمائها والشمس ترسل ضياءها والهواء يبعث نسيمه ويعبث بذراته في لهو بريء كما الطفل الغرير,,.
أعلم يا فاضلتي أن هذه سعادة لا مثيل لها، هذا الحب وهذا الانثيال لكنني أستعير واسمحي لي بعد ذلك عنوان زاويتك لما هو آتٍ لأزيد عليه كلمة بعد أداة السؤال هل فكرتِ لِمَ هو آتٍ؟؟ آمل الإجابة ضمن زاويتك,,, ولكِ كل الحب ضمن هذه الحزمة المضيئة والإضمامة المشرقة، والإكليل الوضاء، والباقة المتألقة من الود والحب .
ويا آمنة,,, حرصت على نشر رسالتك كاملة لعدة أسباب: أولها أن الإنسان في شخصه الواحد لايتقسَّم ولايتجزأ، فهو هنا وهو هناك هوذاته,,, لذلك: صفحات فوق الباب، أو من الصحيفة هي وسائل الاتصال بين الواحد والآخر,,,، الثاني: أنني بمثل ما أتلقى من باقات كلمات مشرقة ومضيئة بالصفاء والصدق بقدر ما أكون مدانة للوفاء لها ولا أقل من ذلك، الثالث: أن العلاقة بيني وبينكن وبينهم: التدريس، والكتابة,,, وهي علاقة تستحق الوقوف عندها,,, إذ إن تأسيس الجذور لايتحقق دون قواعد كي تُغرس فيها هذه الجذور وهي انطلاقة أساس في تكوين الكون منذ خلق الله تعالى الأرض ومن وما عليها,,, وأجد أن أي هدف بنائي إن لم توضع له قواعد راسخة ذات صلابة وتمكن، لايمكن للجذور أن تثبت، وتنمو، وتُثمر,,, ولأن القلم رسالة تتضافر مع رسالة التدريس (التعليم) فإن المرء إن توفر له فرص الأداء لكليهما,,, لابد أن تتوحد أهدافه وتتماثل مواقفه وتثبت معاييره في الأداء بدءاً بما يلح معتلجاً في دخيلته العقلية والنفسية فما يكون من حركيته الخارجية عند أدائه,,, من هنا لا غرابة في أن يجد ثماره وقد نضجت، وزروعه وقد أينعت,,.
ما أسعدني في خطابك أنه نافذة فُتحت بالسؤال كي أؤكد الشكر العميق للجميع ممن وَضعن، ووضعوا حرفاً واحداً أو أكثر لي عن أي طريق، وكي أوطد الثقة، وأشحذ الهمة معي نحو بناء الإنسان الآخر عن طريق التواصل بالتقدير والامتنان والتبادل للمشاعر الجميلة التي هي فتيل التوقد نحو الركض,, الركض في واجهات الزحام, شكراً ولسوف أتطلع معكن لكل ما هو آتِ.
*** كتب سليمان ساعد الحارثي: الرياض: أود منك بعد السطور السابقة أن تتقبلي مافيهاوأن تكتبي لي وللجميع عن علاقة المعلم بالطالب في ضوء النظام الذي يوقفها عند حدود الفصل وذلك انطلاقاً مما سبق لك أن قلته في حديثك عن تطوير أداء المعلمات .
وياسليمان: بكل الامتنان تقبلت كل كلمة جاءت في خطابك وشكراً لكل هذه المشاعر الجميلة، ولسوف أكتب عما طلبت فهو أمر تربوي يدخل ضمن أدق اهتماماتي، ولعل في سطور السيدة آمنة الهليل أعلاه مايؤكد لك مفهومي لهذه العلاقة بين المعلمة والطالبة، وأدائي التنفيذي لها على مستوى التعليم الجامعي بما يؤكد أن العلاقة الجيدة هي منطلق الاستقبال الجيد، وهي وسيلة للحصاد الجيد, ولسوف تجد هذا الموضوع ضمن ماسيأتي, وأكرر الشكر والتقدير للجميع.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص,ب 93855

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved