Monday 21st February,2000 G No.10007الطبعة الاولى الأثنين 15 ,ذو القعدة 1420 العدد 10007



الرئة الثالثة
هوامش أدبية! (1)
عبدالرحمن بن محمد السدحان

يغمرني بعض الأحبّة من الكتاب والأكاديميين والشعراء بفيض من فضلهم، ونبل ظنهم، وسخاء عطائهم الذهني والوجداني، فيهدونني بين الوقت والآخر,, نفحاتٍ من انتاجهم شعراً ونثراً,, وتحتلّ هذه الكتب القيمة، مكانَ الشرف في مكتبتي المتواضعة,, وأظلّ أمنّي النفس بقراءة هذه الكتب,, وربما التعليق عليها كتابةً في يوم من الأيام.
***
بعضُ المؤلفين، والشعراء منهم خاصة، لايخفُون رغبتَهم في تكريم اهداءاتهم لي,, بالكتابة عنها، وهو ما أتمنّاه، كما اسلفت، لكن يعوق هذه الرغبة أمران لاحيلة لي فيهما ولاحول:
* أوَّلهما: أنني لا أملك بسطةً من الوقت تتيحُ لي فرصةَ قراءة الكثير من هذه الكتب واستيعابها، ناهيك بالكتابة عنها كتابةً تليقُ بها مكانةً، وتشبعُ طموحَ قلمي قدراً!
*وثانيهما: أنني افتقر الى اختصاص يؤهّلني لقراءة بعض هذه الكتب قراءةَ الواعي الناقد والمتخصِّص، فما بالك بالكتابة عنها, وأضرب لذلك مثلاً بالشعر، فرغم أنّني أميلُ الى الشعر قراءةً، وأطرب له استماعاً، وأُشغفُ بالجيّد منه نظماً وإلقاء، لكنني من جانب آخر، لاأحفظه ولا أقرضُه، ولا أنقده نقداً تبرأ به الذمة وينصفُ صاحبه، ولذا، اتحاشى ما استطعتُ التعاملَ كتابةً مع دواوين الشعر التي يكرّمني اصحابُها بالإهداء تأسيساً على هذا المبدأ، ولوقلتُ سوى هذا لرجمتُ نفسي بالظلم،وقلمي بالشَّطط خوضاً فيما لامعرفةَ لي به!
***
وبعد,, فأرجو أن يعذرني الأحبّة الشعراء والأكاديميون والكتَّاب الذين كرموني ومابرحوا يفعلون بإهدائي نماذج من إبداعاتهم,, شعراً ونثراً، إن أنا أخفقتُ في الكتابةِ عن تلك النماذج كتابةً تليق بها نصاً ومكانةً، مفضِّلاً تركَ الساحة لمَن هم أكفأُ مني قدرةً، وأوفر قدراً: معرفةً واختصاصاً!
***
(2)
نشأ هاجسُ الصحافة معي هوايةً لا احترافاً منذ مرحلة مبكّرة من حياتي، بدءاً بالمرحلة الابتدائية، وتحديداً,, في السنة النهائية منها، حيث كُنت أتابع دراستي في المدرسة النموذجية الابتدائية بجدة في اواخر السبعينات الهجرية، يومئذٍ، استدرجني بعضُ زملاء الفصل واستاذ اللغة العربية,, وبمباركة من مدير المدرسة ذاتها لإعداد (صحيفة حائط) كنتُ فيها رئيسَ التحرير والمحرّر والمخرجَ والمراجعَ وكاتبَ النص ايضاً, وكان شريكي في العناء زميلَ دراسةٍ يُدعَى محمد عبدالله الروكي، أمدّ الله في عمره إن كان حياً، وغفر له إن كانت الأخرى! وقد أنفقنا في اعداد ذلك العدد ساعات طوالاً بين تحبير وتسطير وتأليف وكتابة، ليخرجَ بعد ذلك العددُ الأول والأخير من تلك الصحيفة باسم (صوت الطالب)، وقد كان هذا العدد اليُتمَ فترةً طويلةً، ظلّ خلالها منشوراً قرب مكتب الادارة حتى ادركتنا حُمّى الامتحان النهائي,, فطويت ذلك العدد واحتفظت به ذكرى جميلة,, رافقتني ما تلا من مشوار العمر,, حتى اليوم!
***
ثم بلغتُ المرحلة الثانوية بمدينة الرياض، واحتواني عشقُ الحرف بتحريض مباشر من سيدي الوالد رحمه الله، وإلهام جميل من عمالقة الحرف في ذلك الوقت، من بينهم عميد الأدب العربي الاستاذ الدكتور طه حسين والاستاذان المبدعان احمد حسن الزيات ومصطفى لطفي المنفلوطي رحمهم الله جميعاً، كنتُ اقرأ آثارَهم بنَهَم,, ولم يكن لي لغير القراءة ميل ولا هوى، وهامت نفسي حباً بالكتابة وانا اجتاز السنة الثانية الثانوية,, فبدأتُ أراسلُ على استحياء صحيفة (القصيم) الشابة التي لم تبخل عليّ بمساحة صغيرة ضمن احدى صفحاتها,, امارس من خلالها مراهقاتي الفكرية، ثم بلغتِ العلاقةُ ب(القصيم) الشابة درجةً من (الحميمية) في عهد رئيس تحريرها طيب الذكر، عبدالعزيز بن عبدالله التويجري، جعلتها تفردُ صفحةً كاملة للشباب,, وتكلفني بالاشراف عليها، وكانت متعةً لا تُنسى,, همست لنفسي يومئذٍ: ما اسعدني بالعوض عن صحيفة حائط مدرسة جدة الابتدائية بصفحة اسبوعية كاملة في صحيفة (القصيم) أمارسُ عبرها الركض في ساحة الحرف، كاتباً,, ومشرفاً على صفحة الشباب, واستمرّ بي الحال حتى حان الرحيل الى أمريكا مبتعثاً للدراسة الجامعية، لينتهي بعد ذلك كل شيء، ويتحوّل الى ذكرى!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved