Saturday 26th February,2000 G No.10012الطبعة الاولى السبت 20 ,ذو القعدة 1420 العدد 10012



مفكرون وخبراء في القانون الدولي ينوهون
بدور رابطة العالم الإسلامي في خدمة الإسلام والمسلمين
ندوة حقوق الإنسان في الإسلام حدث عالمي مهم

* روما سلمان العمري
أكد عدد من المفكرين المسلمين واعضاء في منظمات حقوق الانسان وعدد من المهتمين بموضوع الحقوق الانسانية على اهمية الندوة العالمية التي تعقدها رابطة العالم الاسلامي تحت عنوان (حقوق الانسان في الاسلام) التي بدأت فعالياتها يوم امس الجمعة بمقر المركز الاسلامي الثقافي بالعاصمة الايطالية روما.
فقد اكد السفير الدكتور عبدالله بن ديئون من السنغال عضو اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان واحد المشاركين في ندوة حقوق الانسان في الاسلام على اهمية هذه الندوة التي تنظمها رابطة العالم الاسلامي وقال لقد احسنت الرابطة اختيار الموضوع حيث يعلم الجميع ان الحقوق في الاسلام ليست حديثة بل وانها سبقت منظمات حقوق الانسان واعلاناتها فقد وردت فيها آيات واحاديث صريحة.
واعرب عن تفاؤله بنتائج هذه الندوة العامة واضاف سعادة السفير: نحن نرغب ان نوضح للغرب الذي يتربص بنا ان الاسلام كرم وصان الانسان ولو قارنا الاعلان الدولي لحقوق الانسان الذي مضى عليه خمسون عاما نجد ان الاسلام سبق هذا الاعلان وصدر قبل حوالي 1420ه عاما فلدينا كل الحلول لمشكلات البشرية التي علينا ان نوضحها للغرب وللعالم اجمع واعلامهم ان الاسلام دين المحبة والعدالة.
واكد ان المختصين بهذا الجانب في الغرب بدؤوا في الاستفادة من مبادىء حقوق الانسان الاسلامية للاستعانة بها في حياتهم المعاصرة.
واشاد بما تقوم به رابطة العالم الاسلامي من جهود جبارة خدمة للاسلام والمسلمين مثل تنظيم هذه الندوة الدولية التي تتناول موضوعا عالميا وحيويا مهماً وقال ان جهود الرابطة واضحة للعيان فمنذ تأسيسها حتى الآن وهي تبذل جهودا كبيرة نصرة للاسلام وخدمة للمسلمين والاقليات في كل مكان ولقد احسنت الرابطة في مد جسور الحوار مع الغرب وهذا مطلب حتمي في عصرنا هذا ولا يتم ذلك الا بإقامة مثل هذه الندوات.
من جهته قال الاستاذ كامل الشريف الامين العام للمجلس العالمي للدعوة والاغاثة من قائمة الاسماء التي رأيناها في جمع وحشد كبير جيد من العلماء الافاضل والمفكرين من انحاء مختلفة من العالم وبينهم ممثلون عن الاديان الاخرى وبالتحديد النصارى اقول ان هذا يعطيها ثقلا دوليا كبيرا خصوصا وان موضوع حقوق الانسان هو موضوع الساعة ولدى الاسلام والمسلمين ما يقدمونه في هذا الموضوع فالاسلام مبادىء ومرتكزات مهمة واتوقع ان تسهم هذه الندوة في ابداء هذه العورة وتوضيحها وخصوصا ان العالم كله يتحدث عن هذا الموضوع ويبحث في قضاياه.
كما اتوقع واتمنى ان نسهم في تعزيز وتقوية الميثاق العالمي لحقوق الانسان باعتباره القضية المعروضة الآن والعالم بحله اصبح يكتشف فيه نقاط ضعف واعتقد ان الجزء الخالي منه ربما هو المبادىء الاسلامية وهي نظرة اسلامية اوسع لأن هذا الميثاق صدر مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية وفيه روح المنتصرين والاسلام يغطي هذا الجانب من النقص.
ونوه الاستاذ كامل الشريف بالجهود الاسلامية الطيبة التي تبذلها الرابطة وقال: انها جهود لا غنى عنها فالرابطة تقوم بعمل جليل يحتاجه المسلمون جميعا وهي منظمة دولية تمثل مسلمي العالم وهذا الذي ينتظر منها.
اما الاستاذ سالم الجعفري من المملكة الاردنية الهاشمية ومستشار قانوني وعضو اللجنة العالمية الاسلامية لحقوق الانسان فقد قال: دعيت لهذه الندوة دعوة كريمة من الرابطة وسرني وشرفني ان ألبي هذه الدعوة الكريمة واضاف ان الحملة على الاسلام حملة جامعة وعالمية حيث يتصيد الاعداء الفرص لاقتحام قلعة الاسلام من هذه النواحي وهي بالنسبة للاسلام محلولة ونرجو الا نكون دائما في موقف المدافع المتحفز وهم يهاجمون إننا نريد ان يكون اعلامنا كافيا وقويا حتى تسكت هذه الافواه المتشدقة ضد الاسلام من زاوية حقوق الانسان.
وعن جهود الرابطة في اقامة مثل هذه الندوات قال الشيخ الجعفري ان للرابطة جهودا كبيرة وجبارة واقامة مثل هذه الندوات في قلب القارة الاوروبية موقف جريء.
اما الدكتور محمد ابو حساب من الاردن عضو لجنة حقوق الانسان الاسلامية فقد قال: اشكر رابطة العالم الاسلامي على هذه الدعوة الكريمة لهذا المؤتمر الاسلامي الذي يعقد في روما والتوجه بمثل هذه الدعوات التي من الواضح والضروري تكرارها وتوسيعها وترسيخ مفاهيم مثل هذه الندوة سواء كان على مستوى حقوق الانسان وحقوق المرأة كالاقليات الاسلامية والحريات العامة فهذه المواضيع الساخنة في العالم كله وهذه الحملة في تشويه الاسلام باتت واضحة فالواجب على مفكري وعلماء الامة الاسلامية ان يتحركوا في هذا الظرف حركة قوية واعية لأن التحرك العاطفي يؤذي اكثر مما يفيد وان تنطلق من منهج يفهمه العالم الآخر ومن المعروف ان الاسلام هو اول مبدأ في العالم اقر الحرية الدينية (لا إكراه في الدين) ولاول مرة في التاريخ وضعت هذه القاعدة وقبل ذلك كان الناس على دين ملوكهم حتى القرن 18 بقيام الثورة الامريكية والفرنسية فالاسلام سبق هؤلاء في اقرار حرية العقيدة فاعترف بحقوق المجوس واعطى حقوقا لكافة الناس في المجتمعات الاسلامية فمن الواجب ان يتحرك المسلمون لابراز هذه الحقائق الثابتة بنصوص قرآنية قاطعة وان نقول بعكس ما يدعي الحاقدون الاسلام هو الذي عرف التعددية وهو الذي قرر بحقوق الانسان وهو الذي اكسب الانسان صفة التكريم وهي افضل صفة كرم بها الانسان في تاريخه.
فمن هذا المنطلق فإن انعقاد هذه الندوة المهمة له الآثار الايجابية لدى المسلمين وغيرهم وارجو ان يترجم كل ما يتعلق بهذه الندوة باللغات الاخرى ولتوزع على المفكرين والمهتمين بهذا الموضوع - حقوق الانسان - حتى تتضح الصورة الحقيقية للاسلام وارجو ان توسع هذه القاعدة حتى تشمل غير المسلمين ليستمر المد الحضاري بيننا وبين الغربيين وبالتالي تعطي النتائج الجيدة والمثمرة.
اما المحامي زهير ابو الراغب من المملكة الاردنية الهاشمية عضو الهيئة الادارية للجنة الاسلامية لحقوق الانسان وعضو المنظمة العربية لحقوق الانسان وعضو المنظمة الاردنية لحقوق الانسان فقد قال:
أتوجه بالشكر لرابطة العالم الاسلامي التي اتاحت لنا هذه الفرصة للالتقاء والمشاركة في حضور هذه الندوة المهمة الساخنة ففي هذه المرحلة تنتهك حقوق الانسان المسلم في جميع انحاء العالم ويأتي هذا المؤتمر في عمق القارة الاوروبية ليقنع الشعوب الغربية ان الاسلام والمسلمين كانوا هم اول من أرسى قواعد حقوق الانسان منذ 15 قرنا في حين الذين يدعون من منظمات حقوق الانسان الغربية لم تعرف هذه الحقوق الا منذ سنوات قليلة.
وتأتي اهمية هذه الندوةفي الوقت الذي تنتهك فيه الحرية الفردية وحقوق الانسان للشعوب الاسلامية في البوسنة والهرسك وفي الشيشان وفي الصومال وفي بقاع كثيرة فنحن نستطيع من خلال هذه الندوة ان ننشط فيما يتعلق بالقرارت التي ستصدر عنها لتفعيل المواد التي وقعنا عليها فيما يتعلق بالقضايا المتصلة بحقوق الانسان من خلال تقديم المساعدات للشعوب الاسلامية اينما كانت ونستطيع بما لدينا من امكانيات وقدرات ان نوفر البسمة لجميع المسلمين الذين انتهكت حقوقهم.
ويقول الدكتور حامد بن احمد الرفاعي الامين العام المساعد لمؤتمر العالم الاسلامي في كراتشي وامين عام لجنة الحوار الاسلامية مع الفاتيكان:
لاشك ان هذه الندوة وهي تأتي في سياق النشاط الكبير الحميد الذي تقوم فيه رابطة العالم الاسلامي ممثلة للامة الاسلامية في علمائها ومفكريها وتأتي هذه الندوة كذلك في سياق المنهج الاسلامي الذي يؤكد على عالمية النظام الاسلامي وعلى عولمة المبادىء الاسلامية العالمية التي تؤكد على وحدة الاسرة البشرية وكرامة الانسان على التعايش البشري والتعارف وتؤكد على حرية الانسان وسلامة البيئة.
وهذه القيم كلها تمثل علامات بارزة في المنهج الاسلامي ونحن من واجبنا ان نسعى الى شركائنا وزملائنا في المنهج العالمي من اجل ان نتعاون مع العقلاء والحكماء في العالم لنرشد هذه المسيرة الحضارية التي تحف بها الآن المخاطر والاضطرابات والمآسي الجماعية والابادة والحروب وثلوث البيئة والتمييز العنصري الذي اصبح واضحا والتمييز العرقي الذي اصبح مطروحاً على كل ساحة والتدهور الاخلاقي وانتشار اسلحة الدمار الشامل وتفلتها من ايدي القيادات التي صنعتها وبالتالي نحس ان العالم كله يواجه خطرا كبيرا وابادة جماعية.
ومن هنا جاءت هذه المبادرة من رابطة العالم الاسلامي احساسا منها بالواجب تجاه المجتمع البشري واحساسا منها بأن تبلغ هذه القيم الاسلامية للمجتمعات البشرية ولتحاور العقلاء والمفكرين المنصفين من العالم الذين لديهم رغبة الآن في تسديد هذه الحضارة ولنقول لهم هذه القيم الحضارية هي ملك للجميع، العدل الحرية المساواة التعايش البشري الامن البشري سلامة البيئة رفاهية الانسان محاربة الفقر محاربة التدهور الاخلاقي,, فهذه قيم اصبحت مشتركة والاسلام يؤكد عليها.
ومن هنا تعتبر هذه الندوة اطارا تطبيقيا وعمليا من اجل الحوار وكيف نفعل هذه القيم ونصل الى الغايات النبيلة.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved