Saturday 26th February,2000 G No.10012الطبعة الاولى السبت 20 ,ذو القعدة 1420 العدد 10012



أطفالنا قضية كبرى؟
أنور عبدالمجيد الجبرتي

* نحن أمة فتيّة
* وهذه جملة احصائية، وليست تفنناً بلاغياً،
فالنسبة الكبرى من مواطنينا هم دون سن العشرين.
وربما استمر هذا النمط الديمغرافي لفترة من الزمن.
* وإذا ما ترجمنا هذه الحقيقة الاحصائية الى واقع مُشاهد، فسنجد أعداداً كبيرة، ممن نسميهم فلذات أكبادنا، تمشى على الارض وتقفز عليها، وتعدو في أنحائها، وتتسابق على مقاعد الدراسة، وتملأ ساحات المدن والقرى وملاعبها، شدواً وسقسقة ، وتغريداً.
* هذا الزخم الطفولي الرائع، يدعونا الى التفاؤل بفتوّة متجددة، ومستقبل شاب، ومركز متميز، بين الأمم، لكنه وصل في وقت يواجه فيه مجتمع الشيوخ والكهول تغيرات اقتصادية، واجتماعية، ونفسية لاهثة، تجعله أكثر انشغالا بنفسه، وبالبحث عن التوازن، في خضم المعمعة التنموية وتعقيداتها.
* لقد وصلت هذه الزحمة الطفولية، الى الساحة، في وقت تعلقت فيه أنظار المتفرجين بالسباقات الاخرى التي يمتلئ بها الميدان الكبير.
* لم تستطع كل المحبة والحنو اللذين ورثناهما، جيلاً بعد جيل أن يستقطبا اهتمامنا الجدّي، ويجتذبا أنظارنا الفاحصة، فاكتفى أكثرنا بصفقة خافتة، أو ابتسامة باهتة، أو مصمصة شفاهٍ مشفقة.
* إننا نحب أطفالنا كثيراً، ونحنو عليهم كثيراً، وننفق عليهم أكثر.
إلا أن مظاهر الحب والحنو الرسمي ، تكاد تغلب على الجديّة والحساسية اللتين يجب ان نتناول بهما قضايا أطفالنا,.
* ولذلك نقذفهم بالمربيات والحاضنات من كل لون وجنس ولغة.
ونعتبر أننا بذلك قد كفلنا لهم التربية والعناية.
* ونُسكتهم بأفلام الفيديو، ونظن أننا قد وفّرنا لهم سبل الترفيه المناسبة، ونغرقهم بالنقود لنوهم أنفسنا أننا لم نبخل عليهم بشيء.
* والخوف أن ينشأ لدينا جيل يتقن (لكنات) العالم جميعها إلا لهجته المحلية ويتحوصل على ثقافات الارض كلها ويجهل ثقافته الوطنية.
* يستمتع بالحنان المحترف والمتقن، لكنه يفتقد حنان الوالدين البسيط العميق.
* أطفالنا قضية كبرى، اليوم، وغداً ودائماً.
ولا يحق لنا في الغد أن نكيل الاتهام أو النقد لشبابنا إذا ما فحّطوا أو غازلوا أو زوّغوا من مدارسهم
او ارتقوا النفاثات إلى مدن الشرق الزهرية .
إذا ما قصرنا في رعايتهم والاهتمام بهم أطفالاً،
* ذلك ان كل أمة تنال الشباب الذي تستحق، جزاء ما قدمته أو لم تقدمه، لهم في طفولتهم من رعاية واهتمام.
* اطفالنا هم العهد وهم الوعد، وهم الأمَل، وهم الصفحات البيضاء الناصعة، التي يجب ان نكتب عليها سِفر المستقبل.
* أشعر بالخجل، وأنا أكتب عن أمر واضح، وضوح الشمس، وقضية ثابتة، لا تحتاج إلى برهان.
* لكن الشمس الساطعة، والحقائق الواضحة، والامور البدَهية الثابتة، هي التي تحتاج إلى دليل من مبادرة وعمل، في خضم غفلتنا العربية المعاصرة.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved