Saturday 26th February,2000 G No.10012الطبعة الاولى السبت 20 ,ذو القعدة 1420 العدد 10012



مجرد رأي
مريم شرف الدين

الجماهير الهلالية وعشاق هذا الفريق كانوا مع موعد جديد من انجازاته,, فلعب الهلال وابدع وتجلى سنا ضياه فأبهر الجميع,,وليس فقط جماهيره الهلالية,, وانما كل الجماهير الرياضية.
اجل كون ان يفوز الهلال ويدخل في حالة من التفرد ليحظى بكأس جلالة الملك المؤسس ويكون له وحده,, واستلامه من يدي خادم الحرمين الشريفين ليحظى بهذا التكريم,, فهذا لايعني ان المسألة هنا تعتبر عبارة عن ضربة حظ وكما توارد إلى اذهان البعض, وانما لأن الهلال كانت له المقدرة فعلاً على اضافة هذا الانجاز بجدارة إلى سجله الحافل واستطاع من خلاله الى صياغة وايجاد الكيفية التي تمكنه من اغتنام الفرص ومواجهته لها وفق اتباع المخطط العقلاني واتباعه له بما يمكنه من بلوغ الهدف,, وتحقيق الكثير والمزيد من الانجازات التي جيرت وسيتم تجييرها لصالحه.
لأن الروح الهجومية والدفاعية التي تعامل بها فريق الهلال امام خصمه فريق الاهلي في هذه المباراة كانت هي الدعامة الاساسية التي مكنته من احراز هذا التقدم ومحاولة استغلال واقع حالة السكون التي كان يلعب بها فريق الاهلي على الرغم من الحماس الذي كان على اشده بين الفريقين مع بداية الشوط الاول الا ان فريق الاهلي انتقل الى حالة السكون بشكل مفاجىء, ولست ادري اذا كان الفريق المعني يعني بذلك محاولة استنفاد القدرات التكتيكية التي كان يلعب بها فريق الهلال,, حتى تخف وطأة هذا الحماس مع الشوط الثاني عند لاعبي الهلال,, خاصة وكما سبق لنا الملاحظة ان حالة السكون التي كان عليها الاهلي تحولت الى شيء من القوة ومحاولة تحويل نتيجة المباراة لصالحه,, الا انها جاءت بصورة معاكسة لكل التوقعات وهذا مايذكرني بقول الشاعر:
ماكل مايتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
لان هذه التقديرات تحولت في مجملها لصالح الهلال لاننا لو تأملنا موقف الهلال ووضعه خلال الشوط الاول لوجدنا ان هذا الشوط كان مفعماً بالاثارة والحماس حتى على الرغم من تلك الفرص التي ضاعت من بين يديه وكما حدث بالنسبة لتسديدة سامي الجابر والتي كان من الممكن ان تتحول الى هدف يتم احرازه لصالح فريق الهلال ورفع النتيجة من (2/1) الى (3/1).
وحتى مع ضياع هذه الفرص تمكن الهلال في الشوط الاول بالخروج بهدفين مقابل لاشيء حققهما الهلال بشكل متسارع وبالصورة الايجابية التي جعلت كلا من نواف التمياط وجاسم الهويدي يتعاملان مع الكرة بحس متيقظ,, وبلاشك عندما يتعامل اللاعب بمثل هذا الحس فهذا يعني مراقبته للكرة وتركيز كل حواسه واستحضار ذاكرته للاستفادة من قدراته في معاينة مواطن الضعف والكشف عن الثغرات الموجودة اثناء اللعب وتحقيق الفعل الذي ينشده لصالح فريقه.
ايضا اسلوب الخشونة الذي عادة مانتلمسه ونشاهده تقريباً في كل مبارياتنا ويتعمد الكثير من اللاعبين الاعتماد عليه حتى على الرغم من أن الرياضة تحتاج الى شيء من الفن والذوق وليس تحويل ساحة الملعب إلى (حلبة مصارعة حرة) وكما شاهدنا في هذه المباراة واستخدام هذه التصرفات التي يوجد فيها شيء من الرعونة ضد بعض لاعبي فريق الهلال بغرض الحاق الضرر برموز هذا الفريق وكما حدث مع الهويدي واستخدام نفس الاسلوب مع اللاعب سامي الجابر لولا ان سلم الله,,
لانه في الحقيقة لولا ان لطف الله بسامي الجابر لتناقص فريق الهلال من عشرة الى تسعة لاعبين,, وهذا بالطبع مما سيكون له تأثيره الكبير حتى مع تلك النتيجة التي حسمها الهلال لصالحه في الشوط الاول,, ولكن الحمد لله وبفضل من الله وتوفيقه وضع الهلال في الشوط الثاني ونزوله الى الملعب بعشرة لاعبين لم يحدث اي خلل بمنظومة الهلال وحتى وان سلمنا بالفراغ الذي خلقه غياب الهويدي ,, والنتائج التي احرزها في المباريات السابقة,, وتخوف الكثيرين ربما من خطورة المواجهة ووقوف الهلال امام الاهلي واكمال المباراة بعشرة لاعبين مقابل احد عشر لاعبا.
الا ان الدعيع كما يمكنني القول حتى مع كل هذه المناورات,, والحضور والغياب الذي من الممكن ان يحدث وسط الملعب كان يعتبر هوصمام الامان الحقيقي لفريق الهلال لانه اما ان يقود هذا الفريق الى الفشل لاقدر الله او الفوز وحسم النتيجة لصالح فريقه ومع وجود حارس مرمى مثل الدعيع,, كحارس له تاريخه وسجله الحافل بالعطاءات الايجابية والتي جعلت الهلال يسعى لاستقطابه وضمه الى فريق الهلال بعد دفع ذلك المبلغ الكبير يعني ان الدعيع كان اهلاً لهذه المسئولية.
وبلاشك محاولة توفير الدعيع الحماية الكافية لمرمى الهلال في الشوط الاول وصد الكثير من الهجمات التي كان من الممكن ان تتحول الى اهداف يمكن تجييرها لصالح الاهلي اعطى الهلال شيئا من القوة حتى وان تساءل البعض وماذا عن الهدف الذي احرزه اللاعب خالد قهوجي في الشوط الثاني لصالح الاهلي؟,.
وهذا مما يجعلني اقول:
ان القدر قد لعب دوراً كبيرا في احراز القهوجي لهذا الهدف,,لان اللقطة التي سبق ان نقلها التلفزيون لنا ومشاهدتنا للكرة والكيفية التي كانت عليها ومعانقتها للعارضة من ثم النزول الى داخل المرمى وتحول هذا الفعل الى هدف يعني ان القدرة والارادة الالهية ارادت ان يكون هذا الهدف للاهلي.
وان يحدث هذا حتى على الرغم من توقع الكثيرين بأن الشوط الثاني سوف يحسم لصالح فريق الاهلي,, وتجاوز هذه التوقعات الى تأكيداتهم ايضا على تحول حالة السكون التي كان عليها الفريق الاهلي في الشوط الاول مجرد فعل يتم استخدامه لعدم اهدار القوة الموجودة لديه والاستفادة من مخزونه في الشوط الثاني، وجعله الهدوء الذي يسبق العاصفة، وكما اتضح لنا ومحاولة ابرازه عبر تلك القوة الهجومية التي تملكت لاعبي الاهلي في الشوط الثاني.
الا ان فوز الهلال في هذه المباراة بالطبع احبط كل تلك التوقعات وجعلها تتلاشى ادراج الرياح، لان الهلال كان الاجدر بهذا الفوز وهو اهل له لانه سيكون هو المحور الذي يعيد فريقا في مثل ثقل فريق الهلال الى امجاده والى عطائه الجاد,, بل ومن الممكن ان يكون الحافز الذي يدفعه لمضاعفة الدور الذي سيمكنه من المحافظة على موقعه على خارطة الاندية السعودية وحمل المسئولية,.
والتي ستعزز من مكانته خلال المرحلة القادمة ورسم صورة جديدة في مسار الرياضة السعودية والمحافل الدولية,, وهذا بالطبع قد يجعلنا لانقلل من انجازاته السابقة,, ولكن عندما نعني هذا فإن الجمهور الهلالي حتماً ينتظر من فريقه المزيد والكثير وحتما يتشوق ويتطلع ايضا الى رؤية هذا الفريق في صورة افضل مماهو عليه ومحاولة تحفيزه الى التألق,, ونشر ضيائه في سماء الكرة السعودية.
وحقيقه ما ارغب ان اقوله حتى لاتذهب مخيلة البعض ان كاتبة هذه السطورة احدى المتعصبات لفريق الهلال,, وان كنت في قرارة نفسي اكن كل التقدير والاحترام لهذا الفريق,, بل ولاي فريق وطني او غيره من الفرق الاخرى,, له القدرة على التعامل مع الكرة بحس راق,, الا انني مازلت (منتخبية العشق والهوى) ولايوجد له منافس في لائحة فرقنا الوطنية المختلفة,, لانه يعتبر الرصيد الاساسي الذي استطعنا الخروج به من كل هذه الفرق ويبقى هو الصورة المشرفة لهذا الوطن.
الا ان اللعب الجميل الذي يستحق التشجيع والاطراء وخصوصاً عندما يكون من فريق مثل فريق الهلال فلابد ان يحظى بشيء من هذا الاعجاب ان لم يكن كله.
وللهلال اقول:
تستاهل الفرح يالهلالي,.
والفرح يستاهلك والله
ماخيب رجاك
وضوت قناديل الفرح,.
حولك,, وبسمائنا كيف
مايشعشع ضياك
وانتشينا بالنصر,, وغارت (1)
كل النجوم وتوارت
وحجبها سناك
ولك حق تفاخر,.
بكاس المؤسس,, وماهو
مصنوع لسواك
اصنع الامجاد بعزومك,.
ووراء مجدك قرومٍ
تدعم خطاك
وجاتك جماهيرك يالازرق
تشعلها تصفيق وحماس
وتدور رضاك
ارسم الخطوة بثقة,.
والكل مولع بفنك
ومفتون بهواك
امشي,, وواصل مسيرتك,.
وحقق نجاحك,, ولا
تناظر وراك,.
ولوعشقت لونك,.
لان البحر سطر,.
قصة هواك
(1) غارت: بمعنى الغيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved