Sunday 27th February,2000 G No.10013الطبعة الاولى الأحد 21 ,ذو القعدة 1420 العدد 10013



صور من الجهاد الشيشاني
د, عبدالله بن فهد اللحيدان

يعاني مسلمو الشيشان العذاب والمر والهوان من الروس الغاشمين، وليس لهم من ذنب إلا أن آمنوا بالله العزيز الحميد ولا يريدون لدولة الروس أن تحكمهم، بل يريدون أن يعيشوا كشيشانيين مسلمين في ظل دولة شيشانية يحكمها الاسلام عقيدة وشريعة, وقد استغل الشيشان فرصة تفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1991 وأعلنوا استقلالهم، لكن الروس شنوا في العام 1994 حملة للقضاء على دولة الشيشان واستمرت تلك الحملة حتى العام 1996 عندما استطاع المجاهدون الشيشان ارغام الروس على قبول حقهم في تقرير المصير بموجب معاهدة 1996 التي نصت على اجراء استفتاء يؤكد ذلك كان مقرراً ان يتم في العام 2001, لكن الروس استغلوا بعض الأحداث الارهابية التي جرت في موسكو ولا يعرف من خلفها لتوجيه اصبع الاتهام الى المجاهدين الشيشان, ويبدو أن روسيا بقيادة رئيسها الجديد بوتين قد قررت التراجع عن اتفاقية 1996 لما تحويه أرض الشيشان من ثروات ولأهمية موقعها استراتيجياً لقربه من خطوط نقل نفط وسط آسيا الى أوروبا وأيضاً حتى تمنع أي محاولات أخرى في شمال القوقاز للمطالبة بالاستقلال, واستطاع بضعة آلاف من المجاهدين الشيشان ما بين ثلاثة إلى سبعة آلاف مجاهد الصمود أمام روسيا التي جندت لمقاتلتهم ما يزيد على مائة ألف مقاتل, ورغم ان الحملة الشيشانية قد بدأت منذ أغسطس 1999 وكان مقرراً ان تنتهي في غضون شهرين إلا أن القوات الروسية لم تكمل ولن تكمل سيطرتها على الشيشان, فكيف استطاع بضعة آلاف من الرجال بتسليح بسيط من الصمود أمام مائة ألف أو يزيدون مسلحون بأحدث الأسلحة, لا شك أن الإيمان بالقضية التي يدافع عنها الانسان يلعب دوراً كبيراً في مدى حماسه, فالجنود الروس يدفعون الى معركة ضد شعب أعزل لا يعلمون اهدافها، أما المجاهدون المسلمون فيدافعون عن دينهم وأرضهم وعرضهم شعارهم في ذلك قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير , وقد أخلى المجاهدون الشيشان العاصمة غروزني يوم 1 فبراير الموافق 27/10/1420ه بعد حصار روسي لها دام ثلاثة أشهر خسر فيها الروس ما لا يقل عن سبعة آلاف قتيل, وكان من الغريب قدرة المجاهدين على الانسحاب من غروزني رغم فرض القوات الروسية لحصار محكم مكون من ثلاث أحزمة، كانوا يطمعون من ورائه قتل المجاهدين أو القاء القبض عليهم ومحاكمتهم واعدامهم بتهمة الارهاب, لكنَّ المجاهدين قرروا ان معركة غروزني حققت أغلب أهدافها بالحاق خسائر بالغة بالقوات الروسية وان انسحابهم إلى الجبال الجنوبية سيمكنهم من احقاق خسائر أكبر بالقوات الروسية من خلال حرب الكر والفر مما يمهد للعودة إلى العاصمة غروزني كما حدث عام 1996, وقد استغرب المراقبون قدرة المجاهدين على الانحياز من العاصمة رغم الحصار الروسي المحكم, وقد نشرت قيادة المجاهدين توضيحاً عن كيفية تمكن المجاهدين من الانسحاب وسط الحصار الروسي الدقيق في موقعها على الانترنت وقد جاء في هذا التوضيح انه بعد اتخاذ قرار الانسحاب تجمع المجاهدين في منطقة المصانع في غروزني وخرجوا على دفعتين، تحركت المجموعة الأولى في الساعة الواحدة ليلاً، وبعد مسيرة استغرقت ساعتين قطع خلالها المجاهدون مسافة أربعة كيلو مترات كان عليهم اجتياز جسر فوق أحد الأنهار عرضه 15م وطوله 20م وقد لغمت القوات الروسية هذا الجسر بالالغام الأرضية والوتدية ويحرس هذا الجسر مجموعة من القوات الروسية وقد أصر القادة أن يتقدموا الجموع ليشقوا حقول الألغام للبقية، فأصيب أبرز القادة شامل باسييف في قدمه وقتل أحد قادة المجاهدين العرب عمر ثم تقدم قادة آخرون وافتدوا اخوانهم بأنفسهم حتى يفتحوا الطريق لاخوانهم الآخرين وتفجرت بهم الألغام فمنهم من قتل ومنهم بترت قدمه وهذا موقف عظيم تتقاصر عنه الهمم وتتراجع دونه الاقدام، فأي إيثار وأي شجاعة، وعبر المجاهدون الجسر في ظل وابل من الرصاص المتبادل بينهم وبين حراس الجسر الروس, وفي الليلة التالية عملت المجموعة الثانية نفس ما عملته المجموعة الأولى بعد أن لغم الروس الجسر مرة أخرى، وقد قتل القائد خنكر باش بلغم قائد المجموعة الثانية فتقدم القائد أبو ذر فأكمل فتح الطريق والتحقت المجموعة الثانية بالمجموعة الأولى وواصلوا الانسحاب إلى الجبال الجنوبية حيث يعدون العدة للانقضاض مرة أخرى على القوات الروسية, ان صمود ثلاثة آلاف من المجاهدين الذين يقدر عددهم الكلي بسبعة آلاف في العاصمة غروزني أكثر من ثلاثة أشهر والحاقهم خسائر فادحة بالقوات الروسية ثم انسحابهم بنجاح كبير وفكهم للحصار الشديد ليعد نصراً كبيراً,, نسأل الله أن ينصر المجاهدين ويشفي جرحاهم ويتقبل قتلاهم في الشهداء قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم, انما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين , وقد احتفل القادة الروس بدخول غروزني رغم علمهم انهم لم يتمكنوا من انهاء الجهاد ورغم علمهم بان المجاهدين عائدون وكان الغرض من ذلك هو ايهام الشعب الروسي بنجاح الحملة في الشيشان وقد بلغت الغطرسة بالرئيس الروسي بوتين في احتفالات دخول العاصمة غروزني ان ادعى للشعب الروسي انه يملك من السلاح ما يحارب به حتى الله جل وعلا عما يقولون علواً كبيراً, حقاً لقد تجاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفداء,, وكل ما نملكه هو التوجه إلى الله العلي القدير بان يوفق قادة المجاهدين الشيشان وينصرهم ويسدد رميهم ويدحر عدوهم انه جل وعلا على ذلك قدير وان تنصروا الله ينصركم , ولن يستطيع الروس مهما اوتوا من قوة وبالرغم من تغاضي العالم عن بطشهم وجبروتهم وظلمهم ان ينتصروا على ارادة شعب مؤمن.
وسيعلم الروس عما قريب أي منقلب ينقلبون.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved