Sunday 27th February,2000 G No.10013الطبعة الاولى الأحد 21 ,ذو القعدة 1420 العدد 10013



محطة تلفاز ألمانية تكشف الجرائم الروسية في الشيشان
مقابر جماعية لمقاتلين ومدنيين شيشانيين دليل على ارتكاب موسكو جرائم حرب

أثارت صور سجلتها محطة تلفزيون غربية لمقابر جماعية في جمهورية الشيشان الانفصالية موجة من الاحتجاجات الغاضبة الجمعة الماضية كما دفعت بموسكو الى نفي ارتكاب قواتها جرائم حرب في الشيشان.
وقد اظهر تقرير للتلفزيون الالماني ان 24 بثته محطة ان, تي, في التلفزيونية الروسية صورا لحفر مليئة بالجثث بالقرب من بلدة شالي غربي العاصمة الشيشانية جروزني.
وعرض التقرير صور جثث مشوهة لرجال يرتدون الزي العسكري تجرها شاحنات الى الحفر التي قيل انها تضم جثث مقاتلين ومدنيين شيشانيين كانت القوات الروسية قد احتجزتهم للتحقيق معهم .
وقال التقرير إن آثار التعذيب ظهرت على الجثث, وقد شجب جهاز الاستخبارات الامنية الداخلية الروسية التقرير ووصفه بانه محض هراء كما نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن اوليج ميرونف رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الانسان قوله ان هذا التسجيل يعد استفزازا يتخذ شكل تغطية جاءت حسب الطلب واعرب ميرونوف عن اندهاشه من عرض الاعلام الروسي لهذا الفيلم.
وقالت وكالة ايتار تاس للانباء ان رئيس لجنة الامن في مجلس الدوما الكسندر جوروف قال انه لا يوجد دليل على ان الجنود الروس ارتكبوا جرائم حرب.
وعقب محادثات جرت في موسكو الاسبوع الماضي تناولت النزاع في الشيشان طالب وزير الخارجية البريطاني روبن كوك باجراء تحقيق فوري في الصور التي بثها التلفزيون.
وقالت وكالة انترفاكس ان يوري ديمين كبير المدعين في الجيش الروسي تولى التحقيقات بنفسه وقال ديمين كقاعدة فان الجزء الاكبر من المعلومات خاصة تلك التي يبثها الاعلام الغربي لا يمكن تأكيدها .
وكانت السلطات الروسية قد رفضت مؤخرا ادعاءات المنظمات الدولية لحقوق الانسان بتورط القوات الفدرالية الروسية في انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان في الشيشان.
كما رفضت موسكو مؤخرا طلبا تقدمت به المفوضة الدولية العليا لحقوق الانسان ماري روبنسون ، لزيارة الشيشان.
وقال مبعوث الكرملين لحقوق الانسان في الشيشان فلاديمير كالمانوف ان عرض صور المقابر الجماعية جاء خاصا وذا هدف .
ومن ناحية اخرى ذكرت التقارير ان قتالا ضاريا بين القوات الروسية والمقاتلين استمر في الجبال الواقعة جنوب الشيشان حول بلدة شاتوي.
ويتردد ان نحو ثلاثة آلاف مقاتل والرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وقادة ميدانيين شيشانيين كبار موجودون في المنطقة.
وترد السلطات الروسية على كل ذلك بقولها ان نظرة الغرب الى الاحداث هي نظرة احادية الجانب ومعادية لروسيا .
ووصفت وزارة الخارجية الروسية قلق المفوضة الدولية العليا لحقوق الانسان ماري روبنسون بخصوص الشيشان بانه متحيز كما اتهمت المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبين بانه يلوح بالارهاب المعلوماتي ضد روسيا.
وكانت روبنسون قد اعربت عن قلقها في تصريحات اعقبت تقارير عن فظائع ارتكبت في معسكر تشيرنوكوزوفو سيىء السمعة شمال الشيشان والذي عكف فيه المحققون العسكريون الروس لمدة اسابيع على التحقيق مع سيل متواصل من المدنيين حول اية علاقة لهم مع المقاتلين الشيشان.
وفي ثلاث مقابلات منفصلة مع رجال تم احتجازهم في المعسكر الى حين قام اقاربهم بشراء حريتهم سجلت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك وقائع عن معاملة السجناء بطريقة وحشية على يد الجنود الروس.
وتحدث شاب عمره 21 عاما للمنظمة عن ضربه بالهراوات والمطارق وتحدث اخر كيف ان الحراس الروس كانوا ينفثون الغاز المسيل للدموع داخل الزنزانات المكتظة وكيف كانوا يجبرون السجناء على الوقوف يوما كاملا وايديهم مرفوعة الى الاعلى.
وكان السجناء يسمعون من زنزاناتهم اصوات مجموعات من الجنود وهم يغتصبون السجينات وقال سجين في الثامنة والثلاثين من العمر انه كان يتم الاعتداء جنسيا على السجناء الذكور ايضا.
ويذكر ان معسكرات الاعتقال قد اقيمت ايضا خلال النزاع الذي جرى في الاعوام ما بين 1994 1996 في الجمهورية القوقازية المنشقة.
وتحت الضغط المتزايد من المفوضية الدولية لحقوق الانسان والاتحاد الاوروبي لفتح المعسكرات الحالية امام المراقبين الاجانب لجأ الكرملين الى الاسلوب البدائي والفعال لوقف مثل هذه الخطوة.
وقال رئيس المتحدثين بخصوص الشيشان في الكرملين سيرجي ياسترجمسكي تستطيع روبنسون زيارة الشيشان اذا ما خرجت بالاستنتاجات المناسبة من النقد القاسي لوزارة الخارجية , غير ان مكتب روبنسون في جنيف لديه رواية مختلفة تماما اذ يقول ان موسكو رفضت رفضا قاطعا طلب رسمي للسماح لروبنسون بزيارة جمهورية الشيشان وقال مكتب روبنسون ان الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها الفارو جيل روبلز كبير المسئولين لحقوق الانسان في اوروبا الى روسيا لا تزال غير واضحة .
واكد مفوض الكرملين لحقوق الانسان في الشيشان فلاديمير كالامانوف المعين حديثا اننا سنكون في خدمتكم ليلا نهارا واضاف نحن ايضا نسمح للصحفيين بدخول تشيرنوكوزوفو الا ان الحقيقة تختلف عن ذلك, ويذكر ان الصحفيين ممنوعون فعليا من زيارة المدينة واية مناطق اخرى بسبب متطلبات الاعتماد الصارمة والمتزايدة التي تفرضها السلطات الروسية على الصحفيين بالاضافة الى اغلاق كافة الحدود والمعابر المؤدية الى الشيشان مؤخرا, غير ان مراسل صحيفة دي زايت الالمانية ميشيل ثومان تمكن من العبور الى تشيرنوكوزوفو الاسبوع الماضي عندما تسلل داخل مجموعة من الصحفيين الروس, وقامت مجموعة الصحفيين بجولة في انحاء مختارة من المعسكر تحت اشراف الحراس, ووصف ثومان المعسكر بانه سجن رهيب وقال ان الظروف الصحية فيه سيئة للغاية وان انظمة المجاري والتدفئة فيه معطلة, والتقى ثومان بعد ذلك باشخاص كانوا محتجزين في المعسكر وسمع منهم شهادات عن تعرضهم للضرب اثناء التحقيق, وردا على التقارير حول سوء معاملة السجناء شكك كالامانوف بصدق اقوال الشهود غير أنه قال لن اقول ان مثل هذه الاشياء لم تحدث ابدا
وقال اذا ما تم تخطي حدود السلطة فستتم معاقبة القائمين على المعسكرات غير انه قال ان اية اجراءات يجب ان ترتكز على ادلة بانتهاكات لحقوق الانسان مثل اشرطة الفيديو وغيرها من التسجيلات .





رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved