Sunday 27th February,2000 G No.10013الطبعة الاولى الأحد 21 ,ذو القعدة 1420 العدد 10013



الرجال بالمواقف
الأمة بخير مادام فيها هؤلاء

عزيزتي الجزيرة
هناك مثل يقول: رجل والرجال قليل حقيقة هذا المثل رائع، بل وذو معان كبيرة، ولكن كيف يعرف مثل هؤلاء القلائل الا عند المواقف والمعجزات! فانهم في هذه الحالة يشمرون عن سواعدهم بصلابة رأيهم وسلامة تصرفهم وحسن عطائهم بالمال الذي تشح النفس فيه كثيرا الا من رحم الله قلبه ونور بصيرته لحب الخير وفعل البر والاحسان، فنال شرف الحياة وشرف الممات ومثوبة الآخرة, ان المال الذي لا يرفع صاحبه الى هذا المستوى الرفيع وهذا الشرف الكبير لا يستحق والله ان يذكر اسمه بين الناس ولا يرفع له قدرا ولا تقوم له قائمة.
لقد ساقني في هذا الحديث وهذه المقالة عبر هذه الصحيفة الواسعة الانتشار والتي آلت على نفسها بايصال الحقيقة الى اهلها في اي مكان واي زمان اتطرق الى ذلك الشخص الذي نال شرف هذا الموقف الكبير وشرف تحقيق تلك المعجزة المراد عنها هذا الحديث ايضا مدونا عنه هذا العمل النبيل وهذا السخاء المذهل، لعل وعسى ان يحذو حذوه كل من اعطاهم الله المال الكثير والخير الوفير فيكون سندا للمعوزين وسندا للمحتاجين فينال بذلك شرف الدنيا والاخرة، وكم في هذا الزمان والحمد لله ولا سيما في هذا الوطن المعطاء من هذه النماذج الفذة وهذه العينات المختارة وهذه العملات الصعبة، ولكن هذا ليس غريبا ان يحدث في بلدنا، فالناس على دين ملوكهم، وولاة الامر في هذه البلاد هم الذين زرعوا حب هذا العطاء والسخاء، ووضعوا انفسهم قدوة على مستوى الرأي العام، فأصبح مستوى بلدنا عاليا بين البلدان وافراد شعبها هم الآخرون ترعرعت في قلوبهم ايضا حب هذه الفضائل وهذه الحسنات الطيبة، وما هذا الرجل المراد عنه هذا الحديث الا واحد من كثير من الناس الذين انعم الله عليهم وفرة المال لعظماء الرجال، فأبلوا البلاء الحسن فيما يعود بالخير والنفع العظيم.
ان هذا الشخص قد شارك ضمن الوفد الكبير الذي قام بالسفر الى منطقة نجران وحط الرحال امام دار الرجل الذي صدر له استيفاء حق القصاص لقاتل ابنه على اثر مصيبة من مصائب الدنيا التي لا يأمن شرها احد، وقد تشفعت الانفس وتوسلت الايدي وحاولت الالسن تسهيل كلمة العفو عند المقدرة، وبفضل الله سبحانه وتعالى كتب لذلك السجين الحياة من جديد بعد ان وافق والد القتيل بدية قدرها اربعة ملايين ريال، وحينما بدأت الرؤوس تلتفت يمينا وشمالا نهض ذلك الرجل العملاق وذلك الرجل المقدام وصاحب البذل والعطاء الذي يكتب له بمداد من ذهب في صفحات المجد، واعلن لكافة الحاضرين في ذلك التجمع الواسع النطاق استعداده بدفع المبلغ كاملا ومباشرة ودون اي تردد، فما كان من الحاضرين والقائمين في ذلك المكان الا بالهتاف والدعاء لذلك الرجل المحسن الذي ضحى بماله ابتغاء وجه الله تعالى، فنعم المال الصالح للرجل الصالح، ان هذا المحسن هو الشيخ علي بن سليمان الشمري، من احد كبار تجار منطقة الرياض، انه يستحق والله كلمة شيخ ، فقد اثبت لنفسه انه شيخ العطاء وشيخ السخاء وشيخ الوفاء، وان الامة ما زالت بخير حينما يكون بين جوانحها مثل هؤلاء الكرماء، وان اكثر الدعاء استجابة دعاء الغائب للغائب، انه لا يعرفني مطلقا ولا اعرفه الا بسمعته بين الناس، ولكن هذا لا يمنع على كل راعي كلمة وصاحب قلم ان يسطر الكلمات الحانية بالثناء لمثل هذه النماذج وهذه الفصيلة النادرة، والله لا يضيع اجر من احسن عملا, والله المستعان، واليه المصير.
شكري عبدالرحمن الشهري
جازان

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved