Sunday 27th February,2000 G No.10013الطبعة الاولى الأحد 21 ,ذو القعدة 1420 العدد 10013



التعليم في القصيم وهذه التطلعات

المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن تم تكليف الاستاذ صالح بن عبدالله الوائل التويجري مديرا عاما للتعليم بمنطقة القصيم كتب عنه أخوة لنا افاضل منهئين ومتمنين له حياة عملية موفقة ومع انني لم اتشرف بمعرفة الاستاذ التويجري لا من قريب ولا من بعيد إلا انه شدني كثيرا ما كتبه عنه الاخ د, عمر بن صالح العمري في هذه الجريدة الاسبوع الماضي فقد اعطى صورة واضحة عما يمتلكه هذا الرجل من صفات تربوية ناجحة حيث ذكر د, العمري ان هذه الصفات قد تجلت في شخصية التويجري منذ كان موفداً من قبل وزارة المعارف للعمل في اليمن الشقيق، ثم اشار إلى تميزه القيادي وما يتصف به من حنكة ادارية واسعة في هذا المجال مستشهدا بنجاحه الملموس في ادارته للمعهد الزراعي ببريدة وكذلك جمعية البر ببريدة.
إن ما قرأته عن الاستاذ صالح التويجري يجلعني واثقا بإذن الله تعالى من نجاحه في عمله الجديد, وأنه قادر بعد توفيق الله على دفع عجلة التعليم بالمنطقة الى اعلى المستويات.
وبهذه المناسبة استميح استاذنا الفاضل ان اهمس في اذنه عدة همسات التي لا أخاله إلا عارفا بها ومدركا لها ولكنها الذكرى فإنها تنفع المؤمنين.
الهمسة الاولى: (زيارات المدارس وأهميتها):
لاشك ان الحمل اصبح ثقيلا والمسؤولية غدت مضاعفة فقد اصبحتم تضطلعون بأمور ادارية واخرى تربوية لايمكن حصرها، ومع هذا كله فإن زياراتكم المستمرة للمدارس من افضل واهم ما يصرف له الوقت والجهد، فالمدرسة هي الركيزة الاولى للتعليم وهي اساس كل معرفة وما أنشئت وزارة المعارف واداراتها إلا خدمة لهذه المدرسة والدارسين فيها، وإنه من المعلوم والمشاهد ان المدرسة التي تتوقع زيارة اي مسؤول من ادارة التعليم تكون في اعلى درجات الاستعداد والحيطة لتظهر بالصورة المنشودة منها,, يحدث هذا في حالة كون الزائر لايصل إلى مرتبة مدير التعليم، فكيف يصبح الحال إذا كان الزائر هو المسؤول الاول عن التعليم في المنطقة.
لهذا تصبح زيارات المدارس من قبل مدير التعليم ضرورة يمليها الواقع الذي تعيشه مدارسنا او البعض منها، ومن هذا المنطلق تصبح المدارس والعاملون فيها على درجة عالية من الاستعداد طوال العام ترقبا لأي زيارة مفاجئة لهم وهذا الترقب يعني تنظيم العمل والقيام به على اكمل وجه وهذا هو المطلوب.
الهمسة الثانية: (تكريم المعلمين البارزين في المنطقة):
لا يختلف اثنان على سمو الرسالة التي يؤديها المعلم فهو المعني الاول والاخير بإيصال المعارف والعلوم الى طلابنا في مختلف مراحل الدراسة ولهذا يكون عمله من اشرف المهن واسماها وهي بنفس الوقت مهنة شاقة تحتاج لمزيد من البذل والعطاء لايقدر عليها إلا من وهب نفسه خدمة للعلم وأهله.
وإذا علم هذا كله فإن اقل الواجب تجاهه هو الاشادة به وحثه وتشجيعه بمنحه ما يستحق من أوسمة وجوائز قيمة تليق به وبما يقوم به من عمل في غاية الاهمية وفي هذا الصدد أقترح استحداث جائزة على مستوى المنطقة تمنح للبارزين في عملهم في مختلف المراحل الابتدائي المتوسط الثانوية وهذا الاجراء كفيل بعد توفيق الله ان يرفع من مستويات الكثير من المعلمين، ويبث روح التنافس بينهم وهذا كله ينعكس على مستوى الطلاب وهذا هو هدفنا جميعا.
الهمسة الثالثة:
(مديرو المدارس):
إن مدير المدرسة الناجح هو الذي يعمل جاهدا لتسخير كل ما هو متاح من امكانات وفرتها وزارة المعارف من اجل ان تصب في مصلحة مدرسته وان نقص اي شيء منها فإن عليه ان يعمل على توفيره بجهوده الذاتية كما ان المدير الناجح هو الذي يعمل على تبني حل مشاكل وهموم معلمي مدرسته فتجده يحرص على انهائها بأسرع وقت ممكن بوضع الحلول المناسبة الكفيلة بعلاج كل مشكلة عارضة قد تطرأ أثناء سير العمل الدارسي.
ان هذا المدير يعتبر بحق مديراً لتعليم مستقل في مدرسته ومدارسنا بحمد الله لا تخلو من امثال هؤلاء الذين اشرنا إليهم.
إن ما سبق ان اقترحته من تخصيص جوائز للمعلم الناجح يتأكد في جانب المدير المميز وحتى تبقى مدارسنا تدار بأيدٍ أمينة وحتى تصبح كل مدارسنا ادارات تعليم مستقلة بذاتها يجب مراعاة النقاط التالية عند الاختبار.
أولا: الصلاح والتقوى: وهذا من اهم الامور التي يجب مراعاتها عند اختيار مديري المدارس فالذي لايكون صالحا لنفسه لا يكون صالحا او مصلحا لغيره.
ثانيا: الخلفية الادارية: حتى يستطيع التعامل الجيد مع ما يرد عليه من انظمة وتعاميم والرد عليها بالشكل الصحيح.
ثالثا: الثقافة العامة: يتطلب عمل المدير ان يكون متسلحا بثقافة واسعة بحيث يكون مرجعا علميا داخل المدرسة لكل من المعلمين والطلاب على حد سواء.
رابعا: اللباقة وحسن التعامل: إن اللباقة في الحديث والتعامل الجيد مع جميع العاملين في المدرسة وكذلك الزائرين لها من اهم عوامل نجاح المدير في عمله وحب الآخرين له, والتأسي به فهو قدوة الجميع داخل المدرسة.
خامسا: تبني مشاكل المعلمين والعمل على حلها: وقد سبق الاشارة إليه.
الهمسة الرابعة: (سفراء إدارة التعليم ومزيد من الصلاحيات):
بالرغم من الدور المهم الذي يقوم به المشرف التربوي في الاشراف على سير العمل داخل المدارس وتلمس حاجاتها، إلا ان هذا الدور يبقى في كثير من الاوقات ناقصا نظراً لقلة الصلاحايات الممنوحة لهم.
ومن هذا على سبيل المثال ان المشرف قد يرى بعض الملاحظات المهمة على الجدول المدرسي من حيث توزيع المواد الدراسية على المعلمين وترتيبها الزمني خلال اليوم الدراسي، وكذلك احقية وجدارة كل معلم بتدريس المواد الموكلة إليه، وهذا قد يحدث كثيرا في المدارس الابتدائية نظراً لقلة التخصصات العلمية لدى معلمي هذه المرحلة وفي مثل هذه الحالة نجد ان المشرف الموفق يلفت انتباه مدير المدرسة الى العيوب التي تخللها الجدول ويطلب صياغته من جديد بعد تلافي ما فيه من عيوب ولكن المشكلة هنا ان المشرف لا يملك إلزام المدرسة بتغيير الجدول فقد يرفض مدير المدرسة ويبقى الجدول كما هو عليه لوجود عدة اعتبارات لايمكن تجاوزها منها سلطة ونفوذ بعض المعلمين في المدرسة فكلمتهم هي المسموعة، وأوامرهم هي المطاعة فهم الذين يستحوذون على المواد التي يرون انها الاسهل وهم الذين يرتبون حصصهم في الجدول مع ما يتناسب مع اوقات انصرافهم من المدرسة واذا كان الحال على هذه الصورة في بعض المدارس خصوصا الابتدائية فلماذا لا يمنح المشرف الصلاحيات الكافية التي من خلالها يستطيع ان يفرض رأيه على مدير المدرسة.
كما أنني اتساءل هنا إذا كان الجدول مشكلة تواجه الكثير من مديري المدارس عند بداية كل عام دراسي وقد يمضي وقت طويل من الفصل الدراسي الاول والجدول لم يستقر على وضع معين، فلماذا لا يقوم مركز التدريب التربوي التابع لإدارة التعليم بإقامة دورات خاصة بالجدول المدرسي وكيفية التعامل معه ويلزم مديري المدارس بالالتحاق بهذه الدورات وهي كفيلة بإذن الله تعالى في الرفع من مستوى مديري المدراس من حيث التعامل الصحيح مع الجدول المدرسي وهناك مثال آخر يؤكد لنا ان المشرف يعمل في نطاق ضيق لايمكن له تجاوزه, فقد يشتكي مدير المدرسة للمشرف الزائر من وضع احد المعلمين في المدرسة وان بقاءه لا يخدم الطرفين وعندما يتأكد المشرف من حقيقة الامر، وبعد ان يستنفد كل سبل التوجيه والارشاد لهذا المعلم كان لزاماً عليه أي المشرف ان يعمل على نقله الى مدرسة اخرى علَّه يجد مناخاً دراسياً يناسب هذا المعلم ويتأقلم معه فيستعيد نشاطه من جديد.
وبدلا من ان تتعاون الادارة مع هذا المشرف ليتم نقل هذا المعلم نجد ان الواقع ومع الاسف غير ذلك فكثيرا ما تتعثر إجراءات نقل مثل هؤلاء المعلمين وما كان هذا ليحدث لولا ما تعيشه بعض الاقسام الادارية في تطبيق عقيم للانظمة وتشبث غريب بالروتين وتنفيذه بحذافيره مع ان النظام لا ينص على ذلك فمصلحة الطلاب مقدمة على كل شيء, إن هذا التعقيد كفيل بتعليق قضايا المعلمين طوال العام فيبقوا عالة على مدارسهم وطلابهم.
لهذا كله اعتقد انه حان الوقت لمنح المشرف التربوي مزيداً من الصلاحيات بحيث لا يقتصر دوره على إيصال مشاكل المدارس الى الادارة فقط وانما المطلوب ان يعمل على حلها بحيث يكون منحولا من قبل الادارة بنقل المعلم الذي لا يخدم المدرسة التي يعمل بها.
وإنه من المعلوم ان المشرف لم يوضع في عمله هذا إلا لثقة الادارة المطلقة في قدراته وصحة قراراته فهو سفيرها ومندوبها لدى المدارس، لهذا يجب ان تؤخذ ملاحظاته وقرارته بعين الاعتبار ويعمل على تحقيق ما يراه لازما وبذلك تكتمل حلقات التواصل التربوي بين ادارة التعليم وادارات المدارس.
ختاماً :
أناشد سعادة المدير الجديد للتعليم في منطقة القصيم وبما عرف عنه من رأي صائب وحنكة ادارية واعية ان يتكرم بدراسة ما سبق ذكره وان تجد هذه النقاط الاهتمام منه شخصياً.
متمنياً له التوفيق والسداد في حياته العملية القادمة.
مثنى حمود الشعيبي


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved