Saturday 4th March,2000 G No.10019الطبعة الاولى السبت 27 ,ذو القعدة 1420 العدد 10019



نعم المدرسة مسئولة عن تربية الطلاب!!
مندل عبدالله القباع

عندما نتحدث عن انحراف الطلاب ننسى دور المدرسة اونتناساه علما بأن المدرسة مسئولة مسئولية مشاركة عن تربية طلابها في فئات العمر المختلفة، وهي المسئولة عن تنشئتهم جسمانيا ومعرفيا وقيميا، وهذا هو مرتكز الوقاية من الانحرافات السلوكية، فضلا عن ترسيخ حب الآخرين والانكباب على العلم والانخراط في جماعات البحث العلمي، وتكوين العادات الصحية والاجتماعية التي تعينهم على تكوين علاقات اجتماعية سوية مع جماعة المدرسة التي تنتمي لنفس الاتجاهات.
ومن المسلم به ان المدرسة مصنع الانتاج البشري فهي تكسب الطلاب المهارات بكافة الوانها يدوية، واجتماعية، وفنية، وفكرية، وعلمية,, مهارات تسلحه بإمكانات التفاعل مع المجتمع ومع أدوات تطوره وتقدمه, في نفس الوقت الذي تغرس فيه المدرسة في نفوس طلابها بعض المسلكيات غير السوية والنأي عمن يسلكونها وازدرائهم كنتيجة منطقية لما اكتسبوه من قيم اخلاقية في المدرسة تأبى عليهم الانخراط أو حتى مجرد تقبل هذه المسلكيات.
هذا لايغني عن دور الاسرة في دعم المدرسة لتحقيق اهدافها التربوية وكون ان حديثنا عن المدرسة ودورها في ترسيخ الاتجاهات المتوافقة والعادات السليمة والقيم الخيرة الانسانية العميقة, والذي يساعد المدرسة على اداء هذا الدور هو ان يتوافر له البيئة المادية المناسبة من حيث المبنى وتوافر الشروط الصحية به والبيئة التي تحتضن المدرسة وسهولة الوصول إليها بما يحقق البيئة التربوية الصالحة، ونقصد بالبيئة المادية هو ان يتوافر بكل مدرسة الفناء الواسع والملاعب المزودة بالامكانات التي تمكن الطلاب من ممارسة الرياضة المناسبة لفئاتهم العمرية وان يتوافر بها الفصول الدراسية الواسعة جيدة التهوية والاضاءة ومزودة بتكنولوجيا التعليم الحديثة وقاعات ممارسة الانشطة اليدوية المختلفة والمختبرات والمكتبات,, ومردود ذلك هو استيعاب طاقات الطلاب وصقل قدراتهم واكتشاف ميولهم وتوجيههم التوجيه المناسب والتعرف على الموهوبين منهم لتناولهم بعناية خاصة في مسارات مناسبة لقدراتهم وتأهيلهم التأهيل المناسب للمستقبل الواعد.
فإذا كانت البيئة المادية عاملا اول في اداء الدور التربوي فالعامل الثاني هو اختيار المعلم الكفء,, الذي تم اعداده اعداداً واعياً متوافقاً مع متطلبات اداء مهمته عالماً بخصائص المرحلة التي يعمل فيها لديه قدر من الاتجاهات والقيم الحسنة وأنماط سلوكية يرضى عنها المجتمع ومكتسب قدراً من الزيارات التي تمكنه من اذكاء التفكير وبعث النشاط والاقدام لدى الابناء.
والعامل الثالث الذي يعين المدرسة على اداء دورها التربوي هو الاهتمام بوظيفة الاخصائي الاجتماعي والنفسي فعن طريقهما يتم التعرف على سلوك الطلاب من خلال الملاحظة غير المباشرة الفاحصة المتعمقة, ومن التفاعل معهم عبر المناشط المختلفة ومن خلال اجراء الاختبارات والمقاييس التي منها يمكن معرفة الصعوبات والمشكلات التي تعترض سبيل الطالب سواء كانت هذه المشكلات دراسية او اجتماعية او انفعالية بغية مساعدته على التغلب على هذه الصعوبات وايجاد حلول مناسبة للمشكلات، ويساهم في ذلك ايضاً الإخصائي الرياضي الماهر.
والعامل الرابع هو توافر الإدارة المدرسية التي تعمل وفقا للمعطيات التربوية مما يوفر الروح المعنوية العالية لكل من هيئة التدريس والعاملين والطلاب، وتشجع على تفاعل الآباء مع المدرسة ومساهمتهم الواعية في حل مشكلات الطلاب.
هذه هي الاسس التربوية السليمة التي يلزم توافرها في المدرسة، واذ لم يكن ذلك كذلك لماكانت المدرسة محصنة ضد الانحرافات السلوكية بمختلف الوانها,, ولم تكن في مأمن من الاعتداء عليها وعلى مكوناتها المادية والبشرية, ولم تكن في منأى عن جنوح الطلاب عن خط السواء المعاييري الذي يتوافق مع قيم مجتمعنا الإسلامي بقيمه الاخلاقية.
المشكلة ان يطغى عدد الطلاب على مساحة الفصل او عدم الاهتمام بالمجالات والانشطة الرياضية والادبية والفنية وان يكلف الاخصائي الاجتماعي بأعمال تحول بينه وبين القيام بأداء مهامه وواجباته المهنية التي تعلمها وتخرج من اجل تطبيقها,, وفي نفس الوقت الذي نجد فيه من النادر تواجد اخصائي نفسي بالمدرسة وإن وجد فلم يلجأ الى الاختبارات والمقاييس الا لمما، وأن ينظر الى تكنولوجيا التعليم الحديثة باعتبارها رفاهية، وان ممارسة الانشطة مسألة ثانوية فالمسألة الاولى تتجسد في تكديس المعلومات والمعارف واستظهارها بلافهم وبعيدا عن التحليل والتركيب.
المشكلة الاخرى هو الممارسة التقليدية الجامدة للإدارة التي تعتمد على القمع والقهر والضغط الشديد على كل من الطلاب وهيئة التدريس كذلك,, مما يؤدي الى خفض من الروح المعنوية وقلة الانتاجية، والاهتمام بالكم وتغليبه على الكيف وانتشار السلبية واللاموضوعية وعدم إتاحة الفرصة لتعرف الكفء وتمييزه عن غير الكفء مما يشعر المعلمين بالغبن والطلاب بالقهر.
هذه المشكلات هي التي تدفع لتفشي المسلكيات الانحرافية لدى الطلاب والعجيب أن الإدارة المدرسية التقليدية ليس في مكنتها ان توليها اهتماما لتفرغها لمسائل بيراقراطية وليست تربوية مما يجعل المدرسة منعزلة عن الواقع.
مدرسة هذا شأنها لم تهتم بالتثقيف والتوجيه والارشاد الاجتماعي والنفسي الذي من شأنه ان يعمل على إحلال عادات صحيحة بدلا من بروز عادات سيئة، وإحلال اساليب سلوك سوية مرغوب فيها بدلا عن الاساليب السيئة غير المرغوب فيها مع مراعاة ان بعض الآباء قد يحتاجون الى برامج ارشادية توجيهية لتعريفهم بأساليب التعامل الصحيحة مع أبنائهم ، مع الوضع في الاعتبار ان العمل تكاملي بين فريق المربين والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والرياضيين والفنيين.
ونتساءل اذا توافرت العوامل وحلت المشكلات فهل ستظل المدرسة مسئولة عن انحراف الطلاب؟
والإجابة نتركها للقارىء العزيز وقد يكون مناسبا عند الإجابة ان نعيد قراءة المقال قراءة نقدية.


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

التقسيط والقروض البنكية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved