Saturday 4th March,2000 G No.10019الطبعة الاولى السبت 27 ,ذو القعدة 1420 العدد 10019



لا وقت للصمت
الأسعار,, والصمت المتفق عليه!
فوزية الجار الله

رغم قدم مهنة الخياطة وأهميتها الشديدة حيث لا غنى لنا عنها,, ولأنها تطورت تماماً مع تحضر الانسان,, إلا أننا عرفناها دائماً تلك المهنة البسيطة التي تمتهنها غالبا تلك النوعية من النساء اللاتي لم يتلقين نصيباً وافراً من التعليم واحياناً لم يتعلمن إطلاقاً إلا انها بلغت في عصرنا هذا مبلغاً عظيماً,, بل مخيفاً!
كانت الخطوة الاولى في ذلك انشاء المشاغل النسائية والتي مازال البعض يعتقد انها أكثر أماناً وراحة من التعامل مع الخياط(الرجل) إلا انها ليست كذلك حقيقة وهذا هو الأمر المدهش!
فمشاغل الخياطة اصبحت تتنافس في رفع الاسعار لخياطة الثياب على اختلافها وتنوعها,, وأصبحت تتمادى في ذلك لأنها وجدت في الوسط النسائي موقعاً خصباً مشجعا على ذلك وللأسف إذ توجد الكثير من النساء اللاتي تستميت احداهن على التباهي بأنها ترتدي ثوباً باهظ الثمن او تركب سيارة فارهة او تقتني احتياجاتها البسيطة والصغيرة جداً من احدث الماركات,, اي انها ذات قدرة مادية عالية جداً وترى في ذلك تميزاً وفخراً يجعل منها شيئا أفضل في عيون القريبات والزميلات في المحيط الاجتماعي سواء في موقع العمل أو المنزل!
تلك النوعية من النساء لايتهافتن على كل ما غلا ثمنه وتهاوت قيمته فقط وانما يرين انه من العيب والمخجل جداً ان يفاصلن في الأسعار أو يحاولن مع البائع أو صاحب الخدمة للوصول إلى سعر معقول!
حدثتني احدى الزميلات قائلة: دخلت إحدى المشاغل النسائية وبينما انا في غرفة الانتظار,, سمعت ذلك الحديث بين مشرفة المشغل وإحدى النساء التي تقدمت بأقمشة خام تريدها ثوباً للزفاف,, طلبت المشرفة ثلاثة وعشرين الفا ثمناً لخياطة الثوب!!
نظرت إليها صاحبة الفستان,, تتساءل,, وقبل ان تبدأ قاطعتها المشرفة قائلة: هذه اسعارنا ثم ان التصميم الذي طلبته ليس سهلاً!
سارعت المرأة وقد احمر وجهها خجلا تجيب.
لا,, لا اعتراض لي على السعر وانما اسأل عن امر آخر,,!
لقد خجلت المرأة من التفاوض حول السعر امام الحاضرات ورضيت به ولا يهم,, هل يستحق ام لا يستحق؟!
وثمة أمر آخر غريب لدينا ايضا اذ لاينكر احدنا ابداً اهمية صوالين التجميل الكوافيرة واحتياج المرأة إلى متخصصة تساعدها في شؤون الجمال,, ورغم ذلك نكاد لانعترف بوجود هذه المهنة إذ تمارس من الابواب الخلفية,, وغالباً ما يكون الصالون تابعا للمشغل,, الأمر الذي جعل الكثير من هذه الصوالين تستغل احتياج النساء والصمت المتفق عليه على وجودها وتبالغ في اسعارها الى درجة غير معقولة بطريقة يبدو فيها أننا نفوق الكثير من البلدان العربية المجاورة,, فعلى سبيل المثال: تكلف عملية قص الشعر الذي هو اقل مايمكن عمله للشعر والتي تستغرق ربع ساعة على أعلى تقدير,, هذه العملية تكلف في الكثير من الصوالين مائة ريال رغم علمنا الأكيد ان هذا الشعر سوف يطول مرة اخرى في مدة لاتتجاوز الشهر!
***
ألا يستحق الأمر من الجهات المختصة تنظيم هذه المشاغل وتحديد اسعار الخدمات المقدمة فيها.
ولكن يبدو انني اطالب بالمستحيل فاذا كانت اسعار المستشفيات لم يتم تنظيمها وتحديدها بعد وهي الأكثر حساسية واهمية فما بالنا اذاً بالمشاغل النسائية شغل الحريم! .
أقول لكم اذن: ناموا تصحُّوا!

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

التقسيط والقروض البنكية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved