Sunday 5th March,2000 G No.10020الطبعة الاولى الأحد 28 ,ذو القعدة 1420 العدد 10020



سمو الأمير مقرن والفن التشكيلي
د, محمد العيد الخطراوي

أقام فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالمدينة المنورة معرضه العام السنوي الحادي عشر للفنون التشكيلية، ورعى افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، وذلك يوم السبت الموافق 22/10/1420ه بعد صلاة العشاء مباشرة، بصالة ابداع للفنون الجميلة وقد اشترك في هذا المعرض نخبة من الفنانين التشكيليين من داخل فرع الجمعية، ومن كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة، ومن كلية المعلمين أيضاً، بحيث بلغ عدد المشتركين خمسة وثلاثين، في مقدمتهم الأستاذ فؤاد مغربل، والدكتور صالح محمد خطاب، ومحمد سيام، وعواطف المالكي، ومريم مشيخ، ونبيل نجدي، وسامي البار، وصلاح الحجيلي ومنصور كردي, وقدموا لوحات رائعة وجميلة معبرة،تراوحت بين الواقعية، والتجريدية، والسريالية, واحتلت اللوحات ذات الصلة بالتراث مكان الصدارة، وكانت مصدر جذب للزائرين, وقد قام الفرع بنشر اصدار بهذه المناسبة وزعه على زوار المعرض، اشتمل على مجموعة من اللوحات التي قد تعتبر عنواناً للمعرض، وممثلة له إلى حد كبير، كما تضمن قائمة بأسماء الفنانين المشتركين، مصدّراً بكلمة مدير الفرع الاستاذ حسن مصطفى الجوادي، جاء فيها:
إيماناً من فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالمدينة المنورة في وجوب الاسهام في ابراز الفن التشكيلي السعودي، وذلك بتبني عدد من المعارض التشكيلية، والاهتمام بكل المبدعين من خلال هذا المعرض العام، والذي يبرز مستوى مدى تألق التشكيليين في اطار حرص واهتمامات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الهادفة إلى دعم مسيرة الثقافة والفنون، والأخذ بيد الشباب نحو آفاق الفن الواسعة، فانكم اذ تشاهدون هذه الأعمال الفنية، وتقدمون دعماً لهذه النخبة من الفنانين، ونرجو أن يستمر التواصل حتى يستمر عطاؤهم ويتوالى ابداعهم .
وفوجئ جمهور الزائرين، والفنانون المشتركون، وكل الحاضرين بما لم يكن في الحسبان، فحين حضر سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وقص الشريط، انطلق سموه بشراهة فنية لمشاهدة اللوحات، يقف أمام كل لوحة، ويقرؤها قراءة فنية فاحصة، بصوت عال، ويناقش صاحبها مناقشة الفنان البصير المتخصص، مما جعلني وأنا أحد القائمين على فرع الجمعية بالمدينة أتقدم إلى سموه باقتراح ان يعطي ابناءه الفنانين فرصة زيارة أخرى يكونون فيها أكثر استعداداً، فقد بهرتهم القراءات الفنية من سموه، والصراحة الفنية التي واجههم بها، كانوا يعرفون علم سموه واتساع ثقافته، ولكنهم لم يعتقدوا ان خلفياته الفنية بكل هذا الثراء والغنى، فابتسم سموه في تواضع، ووعد بتكرار الزيارة، وواصل مشاهداته وقراءاته، ولفت النظر إلى أن لحسن العرض دخلا في احياء اللوحة أو إماتتها، كما نبه إلى وجوب اختيار المكان بما يتناسب مع الحجم الفني للوحات، وأوعز إلى مدير الفرع ان يتصل بسموه في العروض القادمة مسبقاً ليشترك مع الفرع في الرأي بهذا الشأن,, وألقى سموه على الفنانين توجيهين في صورة تساؤل انطلاقاً من خلقه العالي وأدبه الجم, كان السؤال الأول: لماذا يغفل أكثر الفنانين لدينا تفعيل الظل في أداءاتهم الفنية، ويركزون أكثر على الأضواء، والفراغات، والتكثيف والتكتيل في أكثر الأحيان؟ علماً بان للظل دلالاته وعطاءاته التي لا تخفى ولا تغمط؟ أما السؤال الثاني فكان بخصوص ملاحظة سموه التشابه الواضح في الملامح العامة للوحات, حيث حدس سموه ان يكون المشتركون ينتمون الى استاذ واحد، أو الى مدرسة فنية واحدة على أقل تقدير، فكشفوا عن السر، بأنهم فعلاً في معظمهم تلامذة الفنانين فؤاد مغربل، ومحمد سيام.
وفي جلسة زمنية بعد جولة سموه جرى فيها توزيع الجوائز على خريجي دورات الخط العربي والرسم الزيتي التي سبق للفرع ان أقامها، كتب سموه الكلمة التالية في سجل الزيارات:
بسم الله الرحمن الرحيم، لقد سررت هذه الليلة المباركة، بما شاهدته وسمعته من المشرفين على الجمعية، وسوف نعمل جميعاً ان شاء الله على تطوير هذا الصرح الفني، لكي يأخذ مكانته التي يستحقها على مستوى مملكتنا الحبيبة، والعالم العربي, وأرجو للجميع التوفيق والنجاح، ومواصلة التحصيل العلمي اللازم والخاص بهذا المجال الجميل،الذي يعكس حضارات الشعوب ماضياً وحاضراً، مرة أخرى تمنياتي للجميع بالتوفيق / 22/10/1420ه, .
اما أنا فقد كنت منبهراً ومازلت، بكل ما رأيت من سموه، بداية من قدرته الفائقة على قراءة اللوحات، التي أعدُّها من أصعب المهمات، والتي لا يستطيعها إلا ناقد فني متمرس، يملك ذكاءً فنياً مصقولاً بالمراس والدربة، وانتهاء بالاقتراحات والتوجيهات والاكتشافات، أقول لكم الحقيقة، تهيبت أن أسأله وأنا في غمرة الانبهار، عن مصادر ثقافته الفنية، وهل هو يمارس هذا الفن هواية؟ لكنني أعدكم بعد أن الملم شظايا انبهاري أن أتقدم لسموه بهذا السؤال، ولنكتف منه الآن بهذا الذوق الفني الرفيع والحس المرهف البديع، وهذه القدرة النقدية الثرية المعطاء، وحيوه معي أميراً يجمع بين العلم والفن والادارة تحت عباءة واحدة هي عباءة الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

ملحق النقل العام

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved