Monday 6th March,2000 G No.10021الطبعة الاولى الأثنين 29 ,ذو القعدة 1420 العدد 10021



رياح التغيير
الإرهاب التقني الصهيوني 1-4
د, عثمان السلوم *

في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ هذا الموضوع الخطير الذي بدأت آثاره تتعدى محيط الوطن العربي إلى العالم بأسره ألا وهو الإرهاب التقني الصهيوني , وقبل أن ندخل في الموضوع أعيد عليكم هذا الخبر الذي نشرته جريدة الجزيرة في تاريخ 17 من شوال الماضي, الخبر يقول التاليكشف السفير محمد صبيح المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية عن وجود 10 آلاف عالم نووي في إسرائيل, وأكد مندوب فلسطين أن إسرائيل قامت بتجهيز هذا الجيش من علماء الذرة من الدول السوفيتية السابقة وتعقيبا على الخبر ذكر الكاتب الزميل القدير جاسر الجاسر في زاويته أضواء يوم الثلاثاء 18 من شوال بعنوان لم يعد السكوت عن الخطر النووي الإسرائيلي مقبولا وتحدث مشكورا عن خطر التفوق العسكري والتقني الإسرائيلي على المنطقة العربية, والسؤال هو ترى لماذا هذا العدد الهائل من العلماء والمتخصصين؟ ولماذا في هذا المجال بالذات؟ وكيف يتوافق هذا الاتجاه الذي تسعى فيه إسرائيل مع مسيرة السلام الذي نبحث عنه في الوطن العربي؟ وقبل البدء في ذكر أخطار تفوق إسرائيل تقنيا وإلكترونيا فانه لابد من توضيح انها دولة إرهابية خطيرة, وفي الحقيقة إن الأمر عظيم والخطب جسيم, فمنذ أن زرع هذا الجسم الغريب الجرثومي داخل الدول العربية والمنطقة كلها في قلاقل ومشاكل وفتن, وقد خططت هذه الدولة الجبارة قبل إنشائها بالاستيلاء قسرا وظلما على معظم العالم العربي بالقوة, وأعدت خططا مدروسة للتفوق التقني - ليس على مستوى العالم العربي فحسب بل حتى على مستوى العالم الإسلامي, وتهدف بالإضافة إلى ذلك إلى أهداف كثيرة ومنها إضعاف العرب تقنيا واقتصاديا وشغل العرب عن التطور والتقدم بشتى السبل, ولم ير التاريخ أحداثا أكثر دموية ارتكبت ضد العرب والمسلمين إلا كانت إسرائيل من ورائها حتى وقتنا الحالي, بينما تصف من عارضها بعدو للسامية anti-semantic تارة وبالإرهاب terrorism تارة أخرى.
والحقيقة التي تقال إن هذه الدولة أكبر دولة خبيرة في ارتكاب المذابح والمجازر بالأسلحة الفتاكة والممنوعة باسم مكافحة الإرهاب ويكفي ما عملت في ديرياسين وصبرا وشاتيلا ويافا وقانا والمنصورية وبيروت وغزة والضفة الغربية والآن في جنوب لبنان, إذ لم يسلم من تدميرها وإرهابها الأطفال والرضع والشيوخ والأرض وكل شيء, وحتى لا أكون متحاملا على هذه الدولة المدللة فإن الحقائق خير برهان ويمكن زيارة الموقع التالي للتأكد من هذه الوحشية:
http// www. ummah.net/unity/palestine/index.htm
وهو موقع باللغة الإنجليزية ولا يحبذ للأطفال رؤيته لبشاعة ما فيه وهو موثق بالتواريخ والصور, وللخبرة الصهيوينة الإرهابية المخططة فقد استعانت روسيا بإسرائيل أيضا في عملية تنفيذ المجازر اللا إنسانية في حق شعب أعزل بحجة مكافحة الإرهاب في الشيشان وكانت النتيجة بربرية وهمجية لا يتصورها الإنسان العاقل, ويمكن الرجوع إلى الموقع التالي لرؤية أفعال تلك الدولة التي يطلق عليها بالدولة الديمقراطية وبالدولة المتحضرة على العنوان التالي:
http://www.isb.org/chechnya/cho1.htm
ونلخص من هذه المقدمة بان الإرهاب في نظر إسرائيل ومن ورائها هو شيء يختلف وهو أي شي ضد الصهوينية ولو كان الدفاع عن حق مشروع كالقدس وفلسطين وجنوب لبنان أو مرتفعات الجولان وغيرها, وكذلك للقول بأن إسرائيل هي اكبر منظمة إرهابية عرفها التاريخ, وقد مهدت الدولة الصهيونية منذ زمن بعيد كما يعلم الكثير لهذا التفوق والتوسع وما يخفى فهو أعظم واستقطبت العلماء التقنيين من كل مكان واشترتهم بأموال الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها و جمعت أكبر خبراء العالم في المجالات الهندسية والإلكترونية والتقنية والعلوم الطبيعية, وهيأت المناخ المناسب للبحوث والتطوير في جميع هذه المجالات الاستراتيجية, وانتبهت بعض الدول الإسلامية لهذا الخطر الصهيوني والجرثومي على بلدانهم فاستعدت لهذا الخطر بنقل التقنية وتوطينها وصناعتها, ومن تلك الدول جمهورية ايران الاسلامية التي ركزت على الجانب العسكري فقط وبدأت تقوي نفسها بنفسها لتجعل الدولة الصهوينية تفكر ألف مرة قبل أن تضرب بنيتها التحتية أو الاقتصادية, ولكن ماذا عملنا نحن العرب في مجال نقل التقنية لبلادنا وتطويرها مقارنة بما قامت به وما تزال الدولة العبرية؟ هذا هو ما يجب علينا التفكير فيه.
والى اللقاء في الأسبوع القادم الذي سنتاول فيه الخطر التقني والإلكتروني الإسرائيلي على الأمة العربية والإسلامية.
* جامعة الملك سعود

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

ملحق عرعر

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved