Monday 6th March,2000 G No.10021الطبعة الاولى الأثنين 29 ,ذو القعدة 1420 العدد 10021



لما هو آتٍ
اليوم معكم
د, خيرية إبراهيم السقاف

بين الشاردة والواردة لا التقاء,,,،
بين الواردة والأخرى توالٍ,,,،
لا يعنيني أن يكون لقاؤنا متوالياً,,, لكن لا أريد أن يكون نقطة الشاردة والواردة.
هناك حمامة بيضاء,,,، بنت عشَّها عند نافذة شاعرة,,.
استدرَّت علاقة دفينة بينهما,,.
الشاعرة تضع لها الحَبَّ في المساء,,,، وتستيقظ عند الفجر على هديلها,,.
لم تكن فقط تهوى سماع هديل الحمامة,,, لكن الحمامة وهي تَصفق جناحيها تحط عند الحَبِّ,,, تُرسل إليها من فتحة النافذة شيئاً من الحبوب، وبقايا من ريشها,,.
الشاعرة,,, تحمل الريشة، تغمسها في الحبر,,.
الحمامة تستوي شَبِعة,,.
لكن الشاعرة,,.
تظل في كلِّ لحظة تناظر الحبوب التي تراكمت يوماً بعد يوم عندها، لم تُعدها للحمامة,,, لكنها تعلم أنها لا تستطيع أن تخلطها بأكلها,,, بينما تمتزج بكل شيء منذ المساء للصباح,,,وتكتب,,.
هذا لكم,,, أما ماهو لي:
*** كتب سليمان حمد العبودي: منذ مراهقتي وأنا أحاول أن أجد كتاباً واحداً يُشبع نهَمي للقراءة,,,، ياسيدتي أجد أن الناس تكرر أفكارها، وأن الكتب الكثيرة لا تُشبع نهَمي,,, وأنني أحتاج كل يوم لأن أذهب إلى المكتبات، هل تعلمين أنني أُعجبت بذلك الكتاب الذي فَتح لكِ نوافذ للأحلام,,.
يتهمون القراء بالسطحية، وينسون أن الكاتب هو الذي يأخذهم إلى الأعماق,,.
لقد وجدتُ الكتاب,,, لقد وجدت الكتاب مثل ذلك الذي قال: وجدتها .
ويا سليمان: أن تفتح الصفحات منذ أن دارت مطبعة كي تجد ضالتك فهذا أمر محال، ذلك لأن الكتب هي ثمار الإنسان، فمتى كان الإنسان كاملاً كي تجد عملاً كاملاً؟ لكن، ليس ما يمنع أن أذهب معك وراء معانيك، إنك أحد غواصي الكلام، رأيتك تحمل مجدافاً شبيهاً بمجدافي,,,، لذلك أضرب به في عرض البحر سيفتح لك الكتاب الذي تريد.
*** كتبت أحلام عبدالاله العبداني: عندما تخرجت في الجامعة، كنت أحلم بوظيفة أهش بها على بيتي,,,، ولي فيها مآرب أخرى,,,، لكنني اليوم خمس سنوات وأظل بلا وظيفة، لكنني التحقت بالعمل بالأجر المقطوع,,, قيل لي إن العمل حياة، وإن العمل يحقق ذاتي، وإن العمل يغنيني عن المذلة، لكن أين العمل؟,,, لدي طموح آخر أن أواصل دراستي العليا: هل تساعدينني؟ لقد طرقت كافة الأبواب ولم أتمكن؟,,, أيضاً أريد أن أكتب إنني أقرأ كثيراً,,, فهل تحقق لي الكتابة المتعة والفائدة,,, وتعوضني عن الوظيفة؟! .
ويا أحلام,,,، إن كان العمل نافذة إلى كل الذي قلتِ فهو صحيح,,, لكن ألاّ تجدي عملاً فالأمل بلا ريب قائم,,, وما دمتِ تعملين بالأجر، فهذا أفضل من أن تبقي بلا عمل,,, أما الكتابة فهي ليست مهنة، ولا حرفة,,, صدقيني إن تحولَّت إلى ذلك فقدت بوصلتها,,, هل تعتقدين أن من يبدأ رحلة المحيطات والآماد يمكن أن يمضي في أعماق البحور في كل المواسم بلا بوصلة؟ أحيانا يضطر الكاتب إلى أن يقف قليلاً في البحر كي يلتقط شيئاً مما فيه إن اعترضته مواقف الضياع فيمتهن الكتابة وتصبح مصدر رزقه,,, صدقيني أن من يفعل ذلك يُدرك قبل سواه ما يُفقَد عند ذلك,,.
تحتفين بالقراءة والعمل والكتابة,,, بالشكل الذي تصنعينه بنفسك لنفسك,,, وسوف تتجاوزين أية عقبات,,, والمستقبل كشّاف يابنيتي.
*** وسوف أتناول البريد بكل مافيه من اللآلىء والزهور في الاثنين القادم مع الاعتذار للتأخر عن كثير.
* عنوان المراسلة: الرياض: 11683 ص,ب: 93855

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

ملحق عرعر

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved