Monday 6th March,2000 G No.10021الطبعة الاولى الأثنين 29 ,ذو القعدة 1420 العدد 10021



يارا
الكاتب الذي ذاب في قارئته الجميلة
عبدالله بن بخيت

في أول السبعينات الميلادية بدأ الشعر الغنائي يكتسح صفحات الجرائد كما يكتسح الشعر الشعبي في وقتنا الحاضر, وبدأ اصحاب هذا الشعر يتعاطون الكتابة الصحفية ويفتحون زوايا في الجرائد كما تفتح الجراح في القلوب الرقيقة, زوايا تفوح منها روائح العطور والورود وتبرز فيها الشفاه القرمزية والديرمية بل ان بعضهم وهو حديث العهد بالكتابة وبالمغازلة على حد سواء كان يعلق في منعطفات زاويته قوارير العطور الفرنسية وتولات الدهون الهندية طمعاً في الاستيلاء على التقليدية قبل الحداثية, وكان من أبرز هؤلاء كاتبنا عبدالله, لم يكن عبدالله في الواقع يكتب بقلمه, كان يكتب كما تكتب النساء على وجوههن, فمرة يكتب بقلم الحمرة وأخرى بالمسكرة ومرات بالفرشة والاسفنجة، فهو عملياً يتقلب بين الرموش وبين الخدود الوردية تائهاً في منعطفات الجمال الأنثوي.
في ذيل كل مقال كان يشير إلى الرسائل التي تصله من قرائه وقارئاته ولكن الأغلب كما لا يخفى عليكم رسائل من قارئات ففي كثير من المرات تخلو الردود والهوامش من أسماء رجال, والشيء الذي كان يثير الدهشة والحسد ذلك العدد الكبير من المعجبات اللاتي يبدين دائماً اعجابهن به حتى لاحظنا أن لكل سطر من سطور مقالته معجبة خاصة، فهذه تعبر عن الوله وتلك عن التطلع وأخرى عن الاحساس إلى آخر تنويعات الشوق، وقد كنا في ذلك الوقت مراهقين لا يمكن أن نقبل ذلك الوضع الاحتكاري، فعندما خلق الله النساء لم يخلقهن لرجل واحد حتى وان كان كاتباً فلابد من توزيع النساء بالتساوي أو بقليل من العدل، فليس من المعقول ان يستولي كاتب واحد على كل هذا السيل الهادر من النسوان.
لم أكن في ذلك الوقت قد بدأت الكتابة الرسمية ولم ألتحق بعد بالمجتمع الصحفي والثقافي في المملكة لأعرف أسراره وطريقة أدائه وان كانت لي بعض المحاولات الكتابية التي لم ينشر منها شيء.
لا أعرف من أين جاءتنا الفكرة ربما من الشك أو من الحسد فقد قررت أنا وبعض الزملاء أن نبعث له رسالة باسم فتاة من باب المشاغبة والممازحة، فكتبنا خطاباً عبأ ثلاث ورقات من تلك الأوراق المزخرفة اللامعة الموشاة بالأزهار واللون الوردي, وهو نوع من الورق لا يمكن أن تجده إلا بالبحث المتأني في منعطفات شارع الوزير.
وكتبناه بخط رقيق ليبدو خط فتاة رقيقة وبعثنا به بالبريد، يبدو أن كاتبنا لم ينتظر حتى يأتيه البريد فقد نشر الرد علينا في أول عدد، أي بعد ثلاثة أيام من تاريخ الارسال في ذيل زاويته، ولكن الرد لم يكن كردوده السابقة إلى القارئة ع س مع تحياتي أو إلى القارئة م ح وصلت رسائلك أو إلى القارئة في ح ص اشكرك على عواطفك الرقيقة أوالقارئة س س أشكرك على اعجابك بزاوية الأسبوع الماضي , هذه كانت صيغة ردوده التي تعودنا عليها بينما كان رده على رسالتنا ملأ تقريباً زاويته كلها، رغم ان رسالتنا له لم تكن جياشة لأننا توخينا الحذر خشية أن تنكشف حقيقتها، مجرد أبدينا اعجابنا بزاويته وبصورته من بعيد وأخبرناه بأننا من المعجبات بمقالاته والحريصات على قراءتها قبل النوم, أظن والله أعلم أن ملاحظ قبل النوم هي التي اشعلت عواطفه، وبعدها تكاسلنا عن الكتابة له، ومضى الوقت ولم نكتب له فقد كانت المسألة عبثا في عبث ولكن بعد عدة اعداد قرأنا في ردود زاويته العبارة التالية أو ما هو بمعناها إلى القارئة ح,ف,ش: افتقدت رسائلك! وهذا هو التوقيع الذي مهرنا به رسالتنا له، فعرفنا ان الاستاذ عبدالله افتقدنا فكتبنا رسالة أخرى أكثر حرارة واشرنا طبعاً إلى ندائه الأخير ووقعناها بنفس الحروف قارئتك المخلصة ح,ف,ش .
وفي العدد التالي قرأنا رده، بصراحة لم يكن رداً، فقد كانت الكلمات تتطاير من الفرح والجمل تتصافق من الارتباك وفي الوقت نفسه كان رده علينا هو الموضوع الوحيد الذي استولى على الزاوية كلها، فساورتنا الشكوك بأن كاتبنا لا يعرف قارئات سوانا فقررنا أن نجري اختباراً للتحقق من الأمر,,!
ولكي تعرف نتيجة الاختبار عليك أن تقرأ يارا يوم الاربعاء القادم.
لمراسلة الكاتب
yara2222 * hotmail.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

ملحق عرعر

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved