Tuesday 7th March,2000 G No.10022الطبعة الاولى الثلاثاء 1 ,ذو الحجة 1420 العدد 10022



ابداع
نافذة على المبدع
القاص الوصالي:القصة ما زالت بين الرواية والشعر ولن يطالها التغيير

القاص عبدالله الوصالي اديب وطبيب يوازن بين الحياة العلمية والادبية بطريقة هادئة متميزة,, يحاول دائما ان يكتب النص القصصي الرشيق والمختزل,, لديه خطوات جديدة في تقديم السرد الى القارىء فهو يعد مجموعة من النصوص ليحاول الخروج بها نحو القارىء,, في هذه الخطوة التي نقصد بها ان تكون نافذة على المبدع والابداع حملنا الاسئلة الى القاص الوصالي واجابنا على ما عن لنا في هذه المرحلة مع تجربته.
** كيف يرى القاص عبدالله الوصالي شكل القصة الآن؟
* ارى القصة في منزلة بين المنزلتين، منزلة الرواية ومنزلة الشعر، فهي تحوي الكثير من طبيعة الشعر لكنها ليست شعرا وقد توجد ضمن ثنايا الرواية لكنها ليست كافية لان تكون رواية.
اما عن كونها لم تتأثر بالتغيرات فلا اظن ذلك، بل هي اكثر الاشكال الادبية مرونة وحساسية للتغيرات، لكن هيمنت بعض الاساليب القديمة والتي استمر نفوذها، لاسباب عدة اهمها طبيعة المجتمع الشديد المحافظة والوجل من اي محاولة تغيير حتى لو كان في اسلوب كتابي، تعطي التصور بأن شكل القصة لا يزال على حاله منذ عقود.
** هل تأثر كتّاب القصة القصيرة بتيارات الابداع الاخرى,, وهل نجحوا في ابراز دورها؟
* لعلك تتفق معي بأن قطرة واحدة، رغم نقاوتها، ليست قادرة على ان تجعل من الصحراء حديقة خضراء، ولنغص قليلا في الموضوع الى بعض الفهم عن هذه الاشكالية فالقصة الجيدة فن غير مداهن يعتمد في جزء كبير من نجاحه على التقاط مفارقة حياتية او اجتماعية تحاول مراكز نافذة التستر عليها، وبعث هذه المفارقة قد يعني الاحتكاك بتلك المراكز.
اما من جانب الكتاب ففضلا عن كون النزعة الفردية لا تزال النزعة السائدة لدينا، ليس في الادب فقط، بل في جميع شؤون الحياة، فلا تزال تنقص الكثير من كتّاب القصة، الثقة في النفس وروح المغامرة والالتزام.
** يقال ان اسباب ضمور دور القصة هو افتقادها الى المشروع الثقافي المؤثر؟
* هناك جانب مشترك من الازمة يجمع بين القصة القصيرة وسواها من الاشكال الادبية وهو الافتقاد الى مشروع ثقافي جاد, ويكمن جانب من ازمة القصة القصيرة في كون الكثير من كتابها يعتقدون في قرارة انفسهم انها مجرد خطوة توفر لهم الانتشار ليتوجوا وجودهم بعد ذلك بالرواية.
والقصة لدينا لا تطور نظريتها من داخلها كما هو المفترض، بل تتولى المهمة مصادر خارجية لا يربطها بالقصة اي رابط، تمارس التنظير معتمدة على فهمها الخاص المعصوم للتراث, وتم استهلاك الكثير من الانماط والاساليب تحت ضغط اللحاق بالآخر، دون ان يتسنى لتلك الاشكال والاساليب استيعاب مضامين كان بمقدورها التعبير عنه بكل سهولة.
** كيف ترى دور المبدع في مشروع النص الابداعي؟
* النص يكتب ذاته لا ادري من اول من تلفظ بهذه العبارة، ليتناوب مضغها كل مستجد على الساحة الادبية, وهي كما ترى محاولة للتنصل من المسؤولية بالايهام بأن الابداع هو مجرد الهام ولا دخل لوعي الكاتب في صياغة النص, ومن الطبيعي ان يرتاح لهذه المقولة ذوو المستوى المتذبذب من المبدعين واصحاب الصدف الابداعية ان صح التعبير,
** كيف ترى علاقة القصة كفن بالقارىء؟
* يتوفر للقصة من الخصائص ما يجعلها منتشرة ومفضلة في عصرنا ما لايتوفر لغيرها فهي قصيرة يمكن قراءتها في دقائق معدودة بعكس الرواية التي غالبا ما تصل صفحاتها الى المئات، وبعكس الشعر، الذي بدأ ينحسر مده مع بدء زوال طغيان الثقافة الشفاهية، فهي ادب يعتمد في تواصله على القراءة.
لكن وبرغم تلك العوامل فانها تعاني من جفاء القراء والنقاد على حد سواء، فالنقاد الجادون، من وجهة نظري، لا يستطيعون المراهنة على الكثير من الاصدارات الضعيفة في الساحة الادبية علاوة على ان جل نقادنا هم من الاخوة المتعاقدين من العرب والذين يضطرون الى مجاملة الاسماء المستهلكة لكي تأخذ قراءاتهم طريقها الى ارضاء ذوق المسؤولين في الصحف, اما القراء فعندما تضيق الفجوة الحاصلة بين الكتاب والقراء في مستوى اللغة والهم ربما نرى اقبالا على قراءة القصة القصيرة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved