لقاء: عبدالرزاق السنوسي
تميز اداء شركة التصنيع الوطنية خلال العام المالي 9899م بارتفاع كبير في الارباح بلغ 54 بالمائة، نمو ملحوظ في حقوق المساهمين بلغ 5 بالمائة، فيما لم تتجاوز الزيادة في المصاريف العمومية والادارية 5,2بالمائة مقارنة بمستواها في العام الذي سبقه وكما تشير اخر احصاءات التقرير السنوي للشركة فإنها كأحد رموز الصناعة في المملكة واصلت تحقيق انجازات مهمة تمثلت في زيادة حصتها في عدد من الشركات الشقيقة والداخلية ضمن التوجه الاستراتيجي، حيث اصبحت حصة التصنيع الوطنية 55% بدلاً من 50% في شركة (خدمات)، نسبة 92,50% بدلاً من 73,50% في شركة (الرواد) ، 80% بدلاً من 40% في شركة (بطاريات)، 61,66% بدلاً من 57,14% في شركة (رصاص)، 52,9% بدلاً من 50,7% في شركة (مسابك)، 53,25% بدلاً من 42,25% في شركة (محاور).
الجزيرة التقت المهندس/ مؤيد عيسى القرطاس المدير العام لشركة التصنيع الوطنية لإطلاعها على خفايا هذا التغيير في النمو فأجاب بقوله:
شهد العمل في السنوات الاخيرة في شركة التصنيع الوطنية توجهاً جديداً نحو تركيز اعمالها على استثماراتها الصناعية في مجالات صناعية محدودة وقد تبنى مجلس الادارة هذا التوجه وعمل عليه بسياسة ثابتة استهدفت تركيز العمل في الاستثمارات الكبيرة بالنسبة لشركة التصنيع والخروج عن استثمارات لم تكن في المجال المحدد بالشركة وعليه فقد استطاعت الشركة ان تقلص استثماراتها من حوالي 45 استثماراً الى حوالي 30 استثماراً حالياً,, وهذا التوجه هو في الحقيقة توجه عالمي لمختلف الشركات في العالم,, في التركيز على المجالات التي ترى الشركة انها الامثل في عملها والتخصص في المجالات الصناعية ذات الجدوى ففي الوقت الذي خفضت فيه الشركة حصصها اوباعتها لبعض الشركات,, فإنها في المقابل زادت حصصها في شركات اخرى بحيث اصبح لها الاغلبية في بعض تلك الشركات,, كما عملت على المواصلة في سياستها في توسيع هذه الشركات، تعزيز التكامل فيها في المجالات التي يمكن لشركة التصنيع الوطنية ان تتعاون معها.
خيار استراتيجي
**ولكن كيف سيكون لشركة التصنيع الوطنية ان تنهض تسويقياً وسط الزحام العالمي لمنتجاتها الصناعية؟
إذا اردت ان تنظر الى شيء فلابد لك ان تركز النظر في المزايا التنافسية لهذا الشيء، هذا ماتنظر اليه الشركة إلى مزاياها التنافسية وتعززها خاصة في الاستغلال الامثل للطاقات المتاحة في هذه الشركات،بالاضافة الىتعزيز استفادة هذه الشركات من بعضها البعض، ايضاً هناك توجه قوي نحو التصدير باعتباره خياراً استراتيجياً بالنسبة للصناعات الوطنية، لذلك فإن شركة التصنيع الوطنية وفي كثير من شركاتها حققت مستويات جيدة في تصدير منتجاتها وتستمر في العمل على تنمية الانتاج، التسويق المحلي، الصادرات.
الاعتماد على السوق المحلي
**هل تواجهون نوعاً من المفاضلة بين التسويق المحلي والتصدير بما يغير من سياسة العمل بين وقت وآخر؟
الحقيقة ان لكل جانب اهميته في المميزات والنوعية، فالتصدير قد يشكل اكثر من 50% في بعض الشركات وقد يشكل 10% 20% للبعض الآخر، فلكل منتج طبيعته وظروفه التنافسيه، وكل شركة تحاول تعزيز مواردها وتحسين عائداتها عن طريق افضل السبل استفادة من السوق المحلي زائداً المجالات المتاحه في التصدير، بطبيعة الحال فإن معظم شركات التصنيع الوطنيةونظراً لحجمها المتوسط او الصغير تعتمد الى درجة كبيرة على السوق المحلي الذي يمثل المنفذ الاساسي لمنتجات هذه الشركات، لكن التصدير أيضاً يعتبر رافداً حيوياً لها بالاضافة الى الخط الآخر تأسيس مشاريع كبيرة الحجم ذات قابلية تنافسيه على النطاق العالمي ترتكز على الكيفية في هذه المشاريع وفي اولوياتها في مجال تصنيع البولي بروبلين والذي ستبلغ استثماراته حوالي ملياري ريال وهو من اكبر المشاريع التي تقام في الجبيل الصناعية، قد تم تخصيص ارض واسعة من قبل الهيئة الملكية للجبيل وينبع، تم استقطاب قروض من العديد من مرخصي التقنيات الحديثة سواءً فيما يخص تصنيع البروبلين او فيما يخص تصنيع مادة البولي بروبلين من مادة البروبلين وهو مشروع متكامل يحتوي على مصنعين الاول لانتاج البروبلين والاخر لتصنيع البولي بروبلين من البروبلين، يتوقع توقيع العقد إن شاء الله خلال الاشهر القليلة القادمة بعد ان دخل المشروع في الاطوار النهائية وتحتاج التفاصيل الفنية والمالية له الوقت الكافي من التدقيق والمراجعة، هناك فريق فني متكامل يعمل ضمن التصنيع الوطنيه وفيه كفاءات وطنية متميزة بالاضافة الى الخبرة الاجنبية التي يحتاجها مثل هذا العمل، وجود مقاول هندسي على مستوى عالمي يعمل كمدير للمشروع مع الفريق الفني للتصنيع الوطنية، حصة المستثمر الخارجي للمشروع سوف تكون اقل من 50% والحصه الكبرى ستكون للجانب الوطني في هذا المشروع، لكن هناك مشاركة اجنبية جيدة في المشروع، هناك مساهمة كبيرة للشريك الاجنبي في تسويق منتجات هذا المشروع ضمن القنوات التسويقية المتوفرة لديه.
صناعات,, بلاحدود
**هل لكم ان تحيطوا القارىء بالنوافذ التسويقية لمنتجات هذا المشروع؟
مادة البولي بروبلين من اكثر المواد البلاستيكية تنوعا في استعمالاتها وتدخل في قطاعات صناعية لاحصر لها وهي من المواد البلاستيكية المتميزة ايضاً في الطرق التي يمكن تشكيلها بها ومن تلك الصناعات الاجزاء الكثيرة في السيارات، الأثاث المنزلي، الالواح البلاستيكية، اجزاء كثيرة في داخل السيارات، كذلك الاجزاء الخارجية، كما يدخل البولي بروبلين في صناعة الانسجة، الموكيت في المنازل والمكاتب وغيرها، دخوله ايضاً في صناعة التغليف للمواد الغذائية والمواد الكيميائية وغيرها، المبيعات للاسواق التجارية، لذلك فإن هذه المادة تشهد نمواً كبيراً فقد بلغت معدلات النمو في استهلاك البولي بروبلين اعلى معدلات الاستهلاك، لاي نوع من انواع البلاستيك المستخدم على نطاق واسع.
وبالاضافة الى تركيز الشركة على مشاريعها القائمة ومشروع الجبيل فإن هناك العديد من المشاريع التي تقوم الشركة بدراستها وسوف يتم تنفيذها بتوفيق الله سبحانه وتعالى تباعاً إن شاء الله وسيكون مشروعنا في الجبيل البداية في الدخول لقطاع البتروكيماويات وبثقل كبير رغم ان شركة التصنيع الوطنية سبق لها ان شاركت في العديد من المشاريع سواءً مع سابك في مشروع ابن حيان، ومشروع ابن رشد ، المجموعة السعودية في مشروع شارلون السعودية .
الضوابط,, اولاً
**إلى أي مدى تحذر الشركة من مخاوف العولمة والمنافسة في المرحلة القادمة.
العولمة، التجارة الدولية هو موضوع لابد منه للنمو الاقتصادي الوطني وتأثيراته ستكون متفاوتة، فيمايخص الصناعه المتوجهة نحو التصدير فإن انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية سينتج عنه المزيد من انفتاح الاسواق امام صادراتها الى المملكة، وبالنسبة للمشروع الجديد في الجبيل فإن الجزء الاكبر من انتاجه سوف يكون موجهاً نحو التصدير، في نفس الوقت فإنه في المستقبل سوف تنفتح الاسواق اكثر امام الاستيراد وبالتالي ستزداد المنافسة في الاسواق المحلية وفي المقابل هناك ضوابط لفتح هذه الاسواق، وبالنسبة للمملكة فان اسواقها اساساً مفتوحة امام البضائع ونسبة الحواجز الجمركية في المملكة هي من اخفض النسب في العالم,, وهناك ايضاً العديد من الضوابط التي نأمل ان تستعجل الجهات المختصة في وضعها مثل الحماية ضد الاضرار،ضوابط حماية الاسواق فيمايخص مراقبة الجودة والتأكد من ان تكون اسواق المملكة مفتوحة بدون مراعاة لجودة المنتجات المستوردة التي ينتج عنها الاضرار بالمستهلك وبيع سلع متدنية الجودة وتؤدي الى اغراق السوق، الاضرار بالصناعة الوطنية الحريصة على الجودة وبأعلى المستويات والمعايير العالمية,, فاذا ماحددت تلك الضوابط من الجهات المختصة فإن تأثير هذا الانضمام سيكون بإذن الله محدوداً جداً ومتدرجاً وهذا ما نأمله إن شاء الله من الجهات التي ستتفاوض في سبيل دخول المملكة الى هذه المنظمة وتحرص عليه وتتأكد من استكماله.
لا,, للإغراق
**لكن,, ماهي الفلسفة التي تقوم عليها حماية المنتج المحلي؟
هناك مصطلح في منظمة التجارة العالمية يسمى الدولة الاولى بالرعاية فالحرص في المنظمة على ان تاتي جهة معينة بمعاملة دولة معينة بطريقة وتعامل اخرى بطريقة مختلفة، لكن لكل دولة نظامها الداخلي ومن حقها ان تمنع استيراد سلعة معينة الا اذا وصلت درجة معينة في الجوده فإن نظام منظمة التجارة العالميه يسمح بهذا،كما ان النظام الدولي يسمح لكل دولة بأن يكون لديها من الضوابط الوطنية مايمنع الاغراق لسلع ذات جودة متواضعة، أو بأسعار اقل من الاسعار المحلية - في بلد المنشأ - وفوق كل هذا هناك حاجة ملحة لوضع هذه الآليات وتنفيذها كأن يقوي نظام المواصفات، وضع نظام آلي لمنع الاغراق وتفعيل جميع هذه الآليات,, ولكن اذا ماكانت هذه الآليات موجودة اولا نستفيد منها فإن صناعتنا الوطنية سوف تتعرض مع المستهلك للاضرار.