Tuesday 7th March,2000 G No.10022الطبعة الاولى الثلاثاء 1 ,ذو الحجة 1420 العدد 10022



أضواء
بعد هروب الإسرائيليين من الجنوب
هل يستفيد العرب من انتصار الجهاد اللبناني؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أياً كان الهدف من وراء تأكيد حكومة باراك على إتمام انسحاب القوات الاسرائيلية المحتلة في جنوب لبنان فإنه في المحصلة النهائية حل للمأزق الذي وجدت اسرائيل نفسها وعسكرها فيه منذ ورطتها التي بدأت عام 1985م حينما دفعتها غطرستها العسكرية وغرور ساستها الى الوقوع في فخ لم تستطع الفكاك منه حتى وإن أتمت الانسحاب فعلاً في شهر تموز/ يوليو القادم.
فهذا الانسحاب إذا تم فعلاً ولم يكن الاعلان على تأكيد موعده مناورة إسرائيلية مثل كل المناورات والاكاذيب الاسرائيلية، إذ لايستبعد ان يحل يوم الانسحاب وتفتعل اسرائيل حادثاً ما تجعل قادتها العسكريين يعلنون بقاءهم بسبب ذلك الحادث، إلا انه وفي منظور الأرباح والخسائر تكون اسرائيل قد تجرعت ثاني أكبر هزيمة عسكرية وسياسية من العرب.
الاولى خسارتها وهزيمتها المذلة التي منيت بها في حرب تشرين الثاني/ اكتوبر عام 1973م حينما انزلت بها القوات العربية التي كانت طليعتها القوات المصرية والسورية.
والثانية إجبارها على الخروج بمذلة من جنوب لبنان بعد أن كبدتها المقاومة اللبنانية الإسلامية والوطنية خسائر فادحة بلغت حتى الشهر الماضي تسعمائة قتيل منذ عام 1978 اضافة الى مقتل اكثر من ثلاثمائة قتيل آخر من عملائها من اللبنانيين الذين ارتضوا العمالة، وفضلوا المال على شرف الانتماء للوطن.
وبالاضافة الى هذه الهزيمة العسكرية التي تمثلت في نجاح رجال المقاومة الاسلامية باختراق تحصينات الجيش الذي لايقهر,,!! وقتلهم للجنود الاسرائيليين الذين يستقدمون من وحدات المظللين والصاعقة، اي افضل الوحدات القتالية في الجيش الاسرائيلي, وتحويل هؤلاء الجنود الى افراد مذعورين يتلفتون حولهم عندما يقومون بدورياتهم اليومية، وإجبارهم على قضاء باقي اليوم خلف تحصينات محكمة، وهذا ما عجل بهروب عسكر اسرائيل كله من المنطقة التي ارادتها المؤسسة العسكرية الاسرائيلية آمنة فحولها رجال المقاومة الاسلامية اللبنانية الى محرقة للغزاة ، اضافة الى كل هذا الذي سيترك تأثيرات سلبية على معنويات عسكرية اسرائيل، يمثل الانسحاب الاسرائيلي من لبنان هزيمة سياسية كبيرة للمؤسسة السياسية الاسرائيلية بكل تفرعاتها الحزبية وتعدداتها، إذ إن الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان تواصل في عهود الحكومات الاسرائيلية الليكودية والعمالية، وتورط في تحمل مسئوليته رؤساء الحكومات السابقين والحاليين بدءاً من شامير مروراً برابين وبيريز ونتنياهو واخيراً باراك وقاد اعماله القذرة وزراء حرب بدءاً من سيىء الذكر أريل شارون حتى باراك الذي يدير وزارة الحرب الاسرائيلية حالياً.
باراك يعد اليوم تأكيد خروج عسكر اسرائيل من لبنان انتصاراً لسياسته وهو الذي ساهم في التخطيط لاحتلال جنوب لبنان منذ ان كان جنرالاً في عسكر اسرائيل، والانتصار الحقيقي لرجال المقاومة الاسلامية، وللفكر الجهادي وصمود أبناء لبنان جميعاً، أبناء الجنوب والبقاع اولاً، الذين تحملوا وعانوا وصبروا حتى أذلوا عسكر اسرائيل الذين هربوا من أمام عنفوان الجهاد والصمود، انتصار لكل اللبنانيين الذين حققوا ما عجز عنه الآخرون.
وهذا بحد ذاته هزيمة سياسية لاسرائيل، وانتصار للعرب سيدفعهم الى الاستفادة من دروس الجهاد اللبناني في مكان محتل آخر لطرد الاسرائيليين,, وهذا ان تم سيكون أقصى هزيمة للاسرائيليين,, وأكبر انتصار للعرب والمسلمين.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

القوى العاملة

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved