Wednesday 8th March,2000 G No.10023الطبعة الاولى الاربعاء 2 ,ذو الحجة 1420 العدد 10023



وسميات
الإنسان حيوان غير أليف
راشد الحمدان

القطط وبعض الحيوانات العجماء عندما تلتقي ببعضها فإنها تشمشم بعضها البعض والشمشمة هذه عربون صداقة, وإظهار مودة, وتعبير عن بناء علاقات الا الكلاب فإنها قد تتعارك وقد يدمي بعضها البعض, لكن كم نلاقي في الشارع, وكم يلاقيك في الشارع من بني جنسك ايها الانسان,, إنهم اشكال والوان, ولكن لا يجري حديث, ولا يكون هناك اظهار مودة ولا ابتسامة وإنما تجهم وعبوس,, وربما البعض اذا التقى بأحد جيرانه يستثقل لحظات هذا اللقاء ويتمنى لو كان قبل ارتداد الطرف,, لماذا يكون هذا التباعد بين الادميين,, هل هو نوع من التحفظ, او هو نوع من الخيلاء الكاذبة, او هو حياء يسيطر على مشاعر الناس, فلا يدرون ماذا يفعلون,, الاسلام جعل قاعدة للتواد والتحاب والتواصل, فقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما معناه الا اخبركم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم,؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: افشوا السلام , لكن كم يمر بك, وكم انت تمر بآخرين فلا يكون هناك سلام لذلك فمن باب اولى الا يكون هناك تواد ولا تعارف ولا سؤال عن الحال,.
هل الانسان حيوان غير أليف؟! ربما لكن المعروف ان الانسان حيوان اجتماعي ومتعاون فلماذا تغير اسلوب هذا الانسان, لماذا يميل هو الى تحديد العلاقات ولا يميل الى تحديد النسل, فبعض البيوت يئن تحت وطأة الانتاج الغزير مع قلة الموارد لكن الرزق على الله,, وهو سبحانه لم يخلق عباده ويتركهم هملا ومن غير رزق,, بل تكفل سبحانه برزق المخلوقات جميعا واسئلة كثيرة تطرح نفسها بين الفينة والفينة,, والذي اعتقده ان للتربية دخلاً في تكوين العلاقات فيما بعد, اي بعد ان يكون هذا الانسان قد دخل مرحلة الرجولة المتكاملة,, وكما يقال فإن الدين يهذب, والمراد بتهذيب الدين هو التأثر بما يقرؤه الفرد سواء في كتاب الله الكريم الذي هو القرآن او ما تعلمه من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم او ما رسخ في ذاكرته من قصص الاولين ذات العبرة والعظة هذه الاشياء جميعها تكوّن شخصية انسانية حساسة مدركة لقيمة العلاقات الاجتماعية في الاخوة الاسلامية والاخوة الانسانية لكن يجب الا يبلغ بنا التشاؤم حدا مروعا فنعمّ في الحكم ونشمل في التحليل فهناك مجموعات من الناس لهم نفوس صافية ذات ود ومحبة وترغب في كسب الاخرين واختبار قدراتهم الفكرية, والتمتع بكسب الفوائد المتنوعة منهم, هؤلاء هم الاجتماعيون الذين يعرفون معنى الانسانية كصفة لهذا المخلوق, وكما ينطبق هذا على الافراد فانه ينطبق على الجماعات وعلى الدول, فهناك جماعات تكاد تتصف بصفات موحدة لا تقيم علاقات مع الآخرين ولا تميل الى ذلك وهناك دول تكاد لا يأتي ذكرها عبر وسائل الاعلام ولا تشارك الاحداث العالمية ولعل هذه الدول أهنأ من غيرها لكن التفاعل مطلوب للاحساس بقيمة الحياة ان العلاقات التي تولد حديثا او القائمة من قبل فيها فائدة كبيرة للجميع فلماذا لا نعتبر انفسنا مكملين بعضنا لبعض بدلا من التوحد والتقوقع؟!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved