Wednesday 8th March,2000 G No.10023الطبعة الاولى الاربعاء 2 ,ذو الحجة 1420 العدد 10023



البطاطا الحلوة هي الغذاء الوحيد والتكلفة 10 آلاف دولار
هل تتحقق السياحة في الفضاء الخارجي مستقبلاً؟

* واشنطن د,ب,أ من جيسيلا أوستوالد:
الناس يحبون الذهاب الى أكثر الاماكن غرابة في الكون ثمة أخبار سارة لكل من يحلم بامضاء عطلته في كوكب آخر لدى دايسون، البروفيسور في جامعة برينستون بالولايات المتحدة.
ويفصح جاري هكمان عالم الارصاد الجوية الفضائية بالادارة الوطنية الامريكية للمحيطات والمناخ (نووا) في واشنطن عن انه شخص آخر ممن يعتقدون اننا اقتربنا من امضاء عطلاتنا في الفضاء ويضيف السؤال هو الى اي مكان نتوجه (أولا) .
وتتضمن توقعات دايسون بسكنى الانسان فوق سطح المريخ بل والزهرة تشييد الفنادق فوق اسطح تلك الكواكب فضلا عن غير ذلك من المنشآت التي تجتذب السائحين والتي ستغطيها مظلة من الاشجار المنتجة للاكسجين.
بيد ان مثل هذه العطلة قد تكون عرضة للمقاطعات، كما يقول هكمان، التي تتسبب فيها الاشعاعات الشمسية, ويمضي موضحا: سيستلزم هذا التوجه سريعا الى غرفة الوقاية من الاشعة التي غالبا ما ستتواجد في الدور السفلي من الفندق وسيتعين في هذه الحالة ان يحمي الغرفة غطاء من الالمونيوم.
وفي الفضاء، يمكن ان يزيد التوهج الشمسي من قوة الاشعة الشمسية ما بين عشرة اضعاف الى مائة ضعف خلال ساعتين ولكن هذا لا يستمر طويلا كما يطمئننا هكمان عشر ساعات كحد اقصى .
وتجري وكالة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) ايضا استعدادات كبيرة لسياحة الفضاء, وقد بدأت كيثي اولسن، اول سيدة تشغل منصب كبير العلماء في ناسا، العمل على وضع قائمة طعام خاصة بالفضاء، ووفقا لما يعرفه العلماء حاليا، قد يطلب من سياح الفضاء الالتزام بنظام غذائي قوامه البطاطا الحلوة طوال مدة اقامتهم.
وتعكف مختبرات اولسن حاليا على استنبات اصناف جديدة يتوقع العلماء ان تنمو في الفضاء بنفس جودة نموها في الارض.
وتستغرق الرحلة الى المريخ في الوقت الحالي تسعة اشهر ويأمل يوجي كوندو الباحث في مركز جودارد للطيران في الفضاء في ناسا ان يصبح السفر في الفضاء امرا روتينيا قبل انقضاء القرن الحالي، بحيث يماثل الطيران فوق الاطلنطي ، وذلك من خلال جعل الرحلات الفضائية اقل كلفة.
ومن الشروط الاساسية لتحقيق سياحة فضائية ممكنة ماليا ان تصمم مركبات فضائية يمكن اعادة استخدامها بحيث تمتلىء بالوقود وتعود ادراجها تماما مثل الطائرات النفاثة في وقتنا الحالي.
وقد توصل دايسون بالفعل الى تقدير لسعر تذكرة السياحة الفضائية القاه على مسامع الصحفيين في واشنطن فهو يتوقع ان تصل كلفة التذكرة الى 10 آلاف دولار شهريا وكما اشار دايسون بنفسه، فان هذا الرقم لا يتعدى ما يدفعه المغامرون الاثرياء بالفعل مقابل عطلات المغامرات في انتارتيكا وغيرها من اطراف العالم النائية.
وثمة مصدر آخر للدخل يرحب به الباحثون، الا وهو القطاع الصناعي المتلهف على الفضاء, فمنذ عام 1998 فاقت استثمارات الشركات الامريكية الخاصة في مضمار استكشاف الفضاء قيمة الاستثمارات الحكومية الامريكية في هذا المجال.
ومن اجل تكييف الكواكب بما يتناسب مع سكنى الانسان يقترح دايسون استخدام الهندسة الوراثية لتعديل الدي, إن , إيه الخاص بالنباتات والاشجار بحيث يمكنها النمو في نوع من قباب البيوت الزجاجية , ويستعير دايسون مثالا من الطبيعة لدحض ما يمكن ان يقوله المتشككون في هذا الصدد فيقول: السلحفاة تكون الصدفة الخاصة بها .
ويعتقد دايسون انه سيصبح من المملكن ان تستنبت غابات كاملة بهذه الطريقةعلى كافة كواكب المجموعة الشمسية، بل في اي مكان به مياه .
ولكونها متخصصة في البيولوجيا، تهتم اولسن بجانب آخر يتمثل في مدى امكانية تعديل البرامج الوراثية في الانسان بنفس سهولة ذلك في النباتات، وهو ما سيكون ضروريا لامضاء عطلات طويلة.
ذلك ان ابتعاد الانسان عن مجال جاذبية الارض يفقده 1 في المائة من الكتلة العظمية شهريا ويعاني كل من يمضي وقتا طويلا في الفضاء من هشاشة العظام لان الجينات (المورثات) المسئولة عن نمو العظام تتوقف عن العمل في بيئة خالية من الجاذبية, ويكون رد فعل الجسم في هذه الحالة ان يستخلص الكالسيوم من العظام ليضخه في الدم, لذا فسيتعين على المركبات الفضائية في المستقبل ان تحاكي الجاذبية الارضية بحيث تستمر تلك الجينات الهامة في العمل.
وليس فقدان النسيج العظمي المشكلة الصحية الوحيدة التي تصادف المسافرين في الفضاء، فهناك آثار جانبية اخرى من بينها ضمور العضلات (الذي يتولد ايضا عن انعدام الجاذبية)، واضطرابات النوم وضعف الجهاز المناعي الذي يلقى صعوبة في التكيف مع ناقلات المرض الغريبة مما يمكن ان يسفر عن انهياره كليا.
علاوة على كل ذلك، ما الذي يمكن ان يتمخض عنه تهريب الميكروبات المجهولة الى كوكب الارض والتي ستحملها المركبات الفضائية دون دراية منها؟ بل وما الذي يمكن ان ينجم عن انتقال تلك الميكروبات بين كوكب وآخر؟ والاهم من ذلك كله بالنسبة لاولسن هو الخطورة التي يشكلها غبار القمر على الانسان.
ويبقى على منتواتيه الشجاعة للسفر في الفضاء بعد معرفته بكل ما سبق ذكره ان يستعد للمعاناة من آثار بغيضة لرحلته الفضائية تبدأ بعد عودته للارض، تماما كما يحدث بعد امضاء ليلة في الاسراف في الشراب.
فرائد الفضاء السابق لورانس ديلوكاس افصح عن ان عملية اعادة التكيف مع الجاذبية الارضية دائما ما تصاحب بغثيان وسرعة في النبض.
ويقول: اصيب قلبي باضطراب حقيقي, فكان يخفق بسرعة ثم ما يلبث ان يعود الى حالته الطبيعية, لقد ظننت بالفعل انني على وشك الاصابة بازمة قلبية, واستغرق الامر اسبوعا حتى عاد جهاز التوازن الخاص بي الى طبيعته فمجرد الالتفات برأسي كان كفيلا بجعل كل شيء حولي يبدو وكأنه يدور .


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved