Wednesday 8th March,2000 G No.10023الطبعة الاولى الاربعاء 2 ,ذو الحجة 1420 العدد 10023



بيننا كلمة
الظاهر والمضمون
د, ثريا العريّض

في كفاحنا اليوم للاحتفاظ بهويتنا، هل نميّز منافذ ضعفها؟
يتسيد الإعلان اليوم وسائل الإعلام وهو الغاية التي يسعى كل الكل إلى ضمان مردوداتها ويتكفل المعلنون عن منتجاتهم بدفع تكلفته راضين, ويبدو تأثير الإعلان المباشر في توجيه سيكولوجية الخيارات والتصرفات والأنماط الاستهلاكية واضحا في الإعلانات عن المنتجات المادية التي تسوق عالميا؛ وهي إعلانات غالبا ما تمثل وتسوق نمطا من التصرفات لفئة من الناس المرغوب في التشبه بهم مثل فئة الأغنياء القادرين، أو الشابات الجميلات المرغوبات أو المثقفين العارفين بالجدوى العلمية والصحية لما ينصحون باستعماله, هذه الإعلانات حتى مع اختلاف مظاهر ملامحهم وملابسهم, هم ينتمون الى نفس الفئة التي تختار ذلك المنتج بالذات نظرا لكونها الفئة الأذكى, الأوفالتين هو الأوفالتين شرقا وغربا تختاره الأمهات المهتمات بصحة أطفالهن، أما الشباب المرح والمتمتع بالجمال والصحة والحيوية فيرتدون (الجينز) (ويقرمشون رقائق برينجلز) ويفضلون (البيبسي) وكل الراغبين في مظهر الغنى والقوة ولذة المغامرة والحصول على إعجاب الجميلات يقودون سيارة فارهة ويتحدثون على الهاتف الجوال.
ولكن الأخطر من سطوة الإعلان التسويقي الواضح القصد، هو تأثير الإعلام الموجه؛ خاصة ذاك المشبوه القصد الذي يسعى لتوليد الإيمان بموقف سياسي معين أو يدعم هذا المنطلق الإيديولوجي والمرئيات الاجتماعية عبر تقديم صورة مشوهة لفئة ما,, او مزينة لفئة أخرى,, أو معلومات مختارة بتحيز واع ومقصود.
وفي حين أن مثل هذا الهدف الضمني تقوم به الأفلام كلها، التوثيقية المباشرة أو الترفيهية الساخرة وحتى أفلام الدراما الجادة حيث ترسخ صورة مفبركة لليهودي الطيب المساء فهمه، والأوروبي الذكي، والشيوعي الساعي للسيطرة على العالم، والأمريكي الذي همه إنقاذ العالم في مواجهة عصابات المنحرفين وعلى رأسهم المسلم الدموي، والعربي اللئيم الراكض وراء الجنس، والآسيوي الخبيث، والأسود الذي كانت صورته حتى وقت قصير تنحصر في الغباء والعدوانية, ليس هناك رمز لسوبرمان مسلم يهمه انقاذ العالم,, والعربي لا يأتي مثاليا بل إرهابي مهووس، وحتى طرزان الادغال كان لابد أن يكون شابا أبيض هرقلي التفاصيل أفلاطوني المثاليات، ينقذ الضعفاء والجميلات,, وتحترمه وتخشاه وتخدمه حتى الوحوش.
يقوم الإعلان التجاري بخدمة نفس هذه الأدلجة بصورة لا مباشرة وربما ملثما بالمرح لإخفاء القصد السيىء فالنمط المتكرر في الإعلام الغربي عن شبق العربي ودموية المسلم وحقد الآسيوي وعنف الأسود، مثل ولاء الصهيوني وغربة اليهودي وتحضر الغربي وتمسكه بالمبادىء، صور متداولة ينشرها الإعلام الموجه ويتبناها الآخرون دون وعي بأنهم يرسخون صورة ممسوخة، القصد منها تجريح مصداقية فئة بعينها و دعم سمعة فئة أخرى وادعاءاتها.
وفي عصر التوغل الإعلامي المتقدم التقنيات نحتاج الإدراك الواعي بمدى خطر هذا التأثير، والفاعل بحيث يقاومه أو يحجمه.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved