Wednesday 8th March,2000 G No.10023الطبعة الاولى الاربعاء 2 ,ذو الحجة 1420 العدد 10023



لما هو آتٍ
مادة القراءة وجهود المختصين
د, خيرية إبراهيم السقاف

يولي التربويون اهتماماً بالغاً بأمر القراءة لأنها البوابة إلى كل شيء، إلى المعرفة، وإلى العلم، وإلى التعبير، وإلى التذكر، وإلى,,, وإلى,,.
ولاننسى أن أول أمر فعل نزل من السماء على بشر هو قدوة كافة البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم هو: اقرأ,,.
وكثيراً ما تلهج الألسنة بأسئلة فحوى الإجابات عنها: هو ضعف القراءة.
ولئن كان القوم حريصين على رفع مستوى الإدراك، والفهم، ومهارات التعبير، والتفكير، والحوار، لدى الإنسان الذي يخضع منذ طفولته للتعليم ولتلقي خبراته فيه تلك التي تبدأ بمهارة القراءة هذه المهارة الكبرى الأساس لكل أساس، فإنهم لابد أن يولوها أهميَّة خاصة, ذلك لأنها الوسلية لأن لتكوين القدرات المختلفة لديه,,, ولأنَّهم لم يكونوا يفعلون ذلك فإن محصلة التعليم:
أجيال تُلحن في لُغتها، ولاتُحسن القراءة الصحيحة، وبالتالي فإن ذلك يُؤدِّي إلى العجز والقصور دون الوصول إلى المفهوم الصحيح للمادة التي تقرأ، وهذا يؤدي إلىنتائج خاطئة, والقراءة ليست فقط لتذوُّق الكلام الجميل، والتحليق مع الأخيلة المسافرة، والسباحة في بحور العاطفة.
هناك مواد علمية وخبرات فكرية مهِمَّة تدخل ضمن احتياجات الإنسان كي يصلها عن طريق القراءة.
وللقراءة مهارات يعرفها المربون التربوِيُّون,,, من مختصي اللغة العربية، أو أية لغة كي تتحقق في شكلها السليم وتؤدِّي نتائجها الهادفة.
ولَئِن فشل التعليم في كثيرٍ من مناحيه على أيدي أساتذة معلمين لايحسنون القراءة الصحيحة لما يقدمونه من خبرات، فإن مردُّ ذلك إلى تأسيسهم الأول عندما جلسوا إلى مقاعد الدرس ولم تُولَ أهميَّة لتدريبهم على القراءة الصحيحة وتنمية مهارات النطق الصحيح، والمخارج في مواقعها، وربط هذه القراءة بسلامة اللغة وشكلها وإعرابها.
ولئن نجح العربي بادىء الأمر في بلاغة تعبيره فلأنه بليغ في لغته,.
نُطقها الجيد فنجده يبزُّ في خَطَابته سواه، في جهر صوته عندما يهيمن عند الأداء، في إبلاغ معانيه عندما يجاهر بحركات صوتية تضع كلَّ حرف وكلَّ كلمة وكل جملة في مكانها.
ولقد كانت الخطابة إحدى مزايا العربي، وكانت وسيلة إبلاغه، وتبليغه، بل سلاح نصرته أو هزيمته,,.
والعرب تقدَّسَت لغتهم عندما نزل القرآن الكريم بها، واختيرت دون اللغات كي تكون معجزة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم الأمِّي الذي لايقرأ ولايكتب، ولكنه عندما كان ينطق فهو القارىء المقتدر الذي يبزُّ اللغويين في فصاحته.
والقراءة في هذا هي وسيلة الفصاحة، وعنها يتحقق إيصال المعنى، والمعنى هو محور الهدف للحياة فيما يقودها إلى البناء أو إلى الدمار.
ولأن النُّطقَ السليم هو وسيلة الفهم السليم، وهو لايتم إلا بالقراءة السليمة فإنَّ القراءة الصامتة أو الناطقة إنما يستوي لها قَدرُها من فهم القائم بها عند النطق السليم.
ولأن التربويين المختصين وضعوا أيديهم على أسباب قصور التعليم عن تحقيق الأهداف منه لقصورٍ في تعليم وتدريب الطلاب على اختلاف مستوياتهم وتخصُّصَاتهم في مادة القراءة، فإن هناك جهوداً جميلة وجيِّدة ومثمرة بدأت العناية بهذا الأمر، لا نجد مجالاً رحباً هنا للحديث الأكثر تفصيلاً عن هذه المادة مما يهم المختصين في مواقعهم العملية.
ولكن لانغفل ما أصدرته شعبة اللغة العربية التابعة للإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض من نشرة تربوية كُتب عنها في عدد الأمس في هذه الصحيفة (ص10) ذَكر عنها الأستاذ الفاضل سلامة بن عبد الله الهمش رئيس شعبة اللغة العربية في الإدارة, تعنى هذه النشرة حسب مانُشر بالتعريف بأهمية مادة القراءة (المطالعة) في جميع المراحل ومدى أهمية التدريب عليها والعناية بمهاراتها اللازمة، وتعنى بمساعدة معلمي اللغة العربية على تحقيق أهدافها، ومعرفة مناحي ضعفها، وطرق علاج هذا الضعف، وتوَضح لهم أساليب تنمية مهارات القراءة الواعية الصحيحة والتعبير الأدائي لها, وقد وضع هذه النشرة الأستاذ المربي المشرف التربوي بالمركز راشد بن محمد الشعلان.
وهي بلا ريب نشرة متميِّزة توضِّح الوعي الصحيح لنقطة العجز الصحيح في ضعف تكوين مهارات الأجيال الذين يقتعدون كافَّة المراكز التعليميَّة وسواهم، وهم يعجزون عن التعبير والقراءة الفاهمة وبالتالي يصلِون إلى نتائج قاصرة.
وإن كنت أتمنى الاطلاع على هذه النشرة، فإنني أحيي هذه الجهود، وأدعو الله لهم التوفيق نحو إثراء اللغة العربية بجهود جيدة في موادِّها المختلفة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved