Wednesday 8th March,2000 G No.10023الطبعة الاولى الاربعاء 2 ,ذو الحجة 1420 العدد 10023



يارا
الكاتب الذي ذاب في قارئته الجميلة
عبدالله بن بخيت

كما قلت لكم يوم أمس الأول بعد أن تعلق كاتبنا الاستاذ عبدالله في قارئته (ح س ف) وبدأ يكتب لها رسائل استجداء ساورتنا الشكوك أن الكاتب الكريم لايعرف قارئات سواها, فقررنا أن نجري اختبارا سريعا للتأكد من ذلك فمن غير المعقول أن يرهن كاتب وسيم زاويته لفتاة واحدة مهما كانت تلك الفتاة.
فكتبنا له ثلاث رسائل مختلفة على أوراق مختلفة وفي أزمنة مختلفة ووقعناها بأسماء ثلاث بنات مختلفات وفي العدد التالي من المجلة كان بي شوق كبير لأرى رد فعله فلأول مرة أتجه إلى زاويته مباشرة وفي اللحظة التي أطلت عليَّ صورته (بصراحة خفت) فقد كان الاستاذ الكريم في سورة حب لاتوصف حتى انني أبعدت المجلة عن وجهي حتى لايطمر من بين السطور ويطب في شقي من شدة الوله, فالرجل يكاد يفلت من المطبوعة وخصوصا أنه بدل صورته السابقة فبدت عيناه في هذه الصورة واسعتين وبالتأمل في حجاجيه تحس ان المصور طلب منه أن يفرصع عيونه لحظة التصوير حتى تبدوا كبيرتين، ولاشك أن المصور قد بدد كثيرا من الوقت لضبط الصورة وحبسها في الإطار فحركة الكميرة أمام وجه الأستاذ عبدالله تشىء بالمتاعب التي واجهها المصور للوصول إلى هذه الصور المتميزة فمن الواضح أن الكمرة إذا ارتفعت تاهت في المناخر وإذا انخفضت ارتطمت بالبراطم, ونظرا لأن كاتبنا أميل للسمرة فقد اضطر المصور أن يلقي مزيداً من الضوء على الوجه ولكن هذا سبب مشكلة أخرى فكثرة الضوء تكشف الرضوض والكدمات والخرشة القديمة في الوجه, ولكن ثلاث رسائل من ثلاث بنات دفعة واحدة تستحق اكثر من مجرد تبديل الصورة وربما تغيير الوجه كله إذا لزم الأمر, ومن الواضح أنه أقنع رئيس التحرير بضرورة تغيير اخراج زاويته وعندما بدأت بالقراءة أحسست أن نصه بدأت تظهر عليه حرارة العاطفة وصدق الانفعال كما كانوا يعلموننا في درس الإنشاء, بصراحة كاد أن يصبح كاتبا حقيقيا, والشيء الذي فزنا به من التجربة هو أننا حولنا الأستاذ عبدالله من مجرد مغازلجي على مشروع كاتب ولكنه مع الأسف لم يعمل على توظيف موهبته الجديدة التي بعثناها فيه في الكتابة العامة وانما قصر كتاباته على تلك الفتيات الأربع, وبعد فترة قصيرة عدنا وكتبنا له رسالة ضافية وبعثناها إليه موقعة بتوقيع البنت الاولى (ح س ف) وتعمدنا حشوها بكل الايحاءات التي لاتخفى عليكم وأكدنا فيها على شيء واحد وهو أن يكف عن الكتابة عن البنات الأخريات وذلك من باب الغيرة والهيام، وفي العدد التالي أحسسنا بتهدج أنفاسه وتسارع ضربات قلبه وبدت الكلمات تلمع من قطرات العرق المتصبب من اصابعه القابضة على القلم, وفي الأعداد التالية هجر الحديث عن كل الفتيات واقتصر على (ح س ف), ومن باب احقاق الحق فقد كان الأستاذ عبدالله في الماضي يخلط بين الحب والمواضيع العامة, كان يتكلم عن الحفريات والعقارات وغيرها من القضايا الساخنة في تلك الايام, ولكن منذ أن استلم رسالة ( ح س ف) الأخيرة نذر زاويته للحديث عن شؤون القلب والحب ومشتقاته وإذا اراد أن يخفض من النشاط العاطفي المستعر في قلبه يعسف قلمه ليكتب عن الحفريات المجاورة لسويقة وأرصفة شارع الثميري وشارع العصارات بحكم أن هذه المواضع كانت موطن المغازل العام في مدينة الرياض.
بالنسبة لنا تجاوز الموضوع حدود المزح فرغم أننا كنا مراهقين بدأنا نحس بالمسؤولية تجاه سلامته العاطفية, لا نستطيع أن نوقف مراسلته خشية أن يفقد عقله، وفي الوقت نفسه لانستطيع أن نستمر في الكتابة إليه إلى الأبد, فقررنا أن نجد له ولنا مخرجا من هذه الورطة.
يوم السبت ان شاء الله نكمل بقية (الكاتب الذي ذاب في قارئته الجميلة)
لمراسلة الكاتب
yara2222* hotmail.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved