Thursday 9th March,2000 G No.10024الطبعة الاولى الخميس 3 ,ذو الحجة 1420 العدد 10024



نوافذ
نشاط
أميمة الخميس

لعل من اهم المقاييس التي يرصد من خلالها تطور الجماعات وتحضرها، هو مدى استجابتها للمتغيرات والمستجدات التي تطرأ على الحياة من حولها على اعتبار ان التطور والتغير هو صيرورة كونية دائمة التبدل وبالتحديد طبيعة هذه الاستجابة وكيفيتها والوقت الزمني الذي تحتاجه.
وكما يعرف الجميع فإن المجتمعات الخليجية تعيش ظرفها الخاص الذي تزامن مع التغير الاقتصادي الواسع في هذه المجتمعات، لذا فالجميع يلحظ ايضا عملية الانقطاع الزمني والتواتري في تلك المجتمعات.
فعلى حين كانت قبل فترة وجيزة من الزمن مجتمعات رعوية صحراوية او شبه زراعية في حالة صراع دائم مع الطبيعة وشظف العيش، انتقلت الى اطوار مختلفة ومغايرة تماما بحيث حدثت هناك فجوة واسعة تتعلق بالكيفية التي تتعامل معها تلك المجتمعات مع المحيط الخارجي.
ولو تناولنا جانباً واحداً من هذه التغيرات مثلا وهو ما يتعلق بالنشاط الجسدي الذي يمارسه الفرد اليوم مقارنة بالماضي وبالتحديد المرأة، نجد ان هناك فروقا شاسعة واختلافا كبيرا، وحتى لا نلجأ الى العموميات ففي دراسة اخيرة صدرت عن كلية الطب في جامعة الملك سعود وجدت بأن ما يوازي (41%) من النساء في منطقة الرياض يعانين من السمنة اي ما يقارب واحدة من كل ثلاث نساء في منطقة الرياض وحدها يعانين من ذلك!!؟
ولعلنا لا نستغرب النتائج هنا في ظل الموائد العامرة والنحلات الآسيويات اللواتي يضعن هذه الموائد ومن ثم يقمن بتنظيف فضلاتها.
واعتقد انه قد حان الوقت الذي يجب ان تطرح فيه قضية الرياضة والنشاط الجسدي للمرأة كقضية صحية في غاية الأهمية تماما كأسبوع مرض السكر والرضاعة الطبيعية، ومتلازمة داون سندروم على وجه المثال، ولا ادري عن السبب الذي يجعلنا نتعامل مع قضية المرأة والرياضة بهذا الحذر والحساسية، على حين ان السمنة والكسل والترهل هم من ألد الأعداء للصحة.
ناهيك عن الايجابيات التي من الممكن ان يقدمه النشاط الجسدي للمرأة في مراحلها المدرسية مثلا من: نشاط وتوقد في الذهن، وتفريغ للطاقات والتعود على العمل تحت روح الفريق وحماسه.
ونخلص من هذا كله الى وجوب مناقشة قضية النشاط الجسدي ونحن نرى من حولنا كيف تتورم الأجساد وتفقد نشاطها ولياقتها بعد الطفل الاول او لربما الثاني.
ونقيس على هذا كمية النفقات التي ستهدر لاحقا في المجال الصحي لمعالجة امراض السكر والضغط والروماتيزم وجميعها امراض كان بالامكان تلافيها بإذن الله ثم من خلال التوعية الصحية التي تطال جميع الفئات العمرية بما يتعلق بالرياضة والنشاط الجسدي.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved