Thursday 9th March,2000 G No.10024الطبعة الاولى الخميس 3 ,ذو الحجة 1420 العدد 10024



على ضفاف الواقع
ياسيد,, المستحيل

** هاأنذا,, بكل الحنين الذي يستوطن اكثر لحظاتي وخزاً,, اعترف لك,, أن كل الازمان التي تلت زمنك,, أن كل الملامح التي رسمت داخل عيني,, أقسم لك كلها لم تستطع أن تهبني ثواني فقط من الفرح المختلف,, وكيف هو الفرح,, ياسيد الفرح,, كيف هو الاختلاف,, ياسيد الاختلاف؟!
كنت الأول, وكعادتها الاشياء الأولى,, تغرس في الذاكرة كنخلة باسقة اصلها ثابت وفرعها في السماء,, اقول لنفسي لأنه الأول,, فأكتشف دون جهد يبذل مني,, أن لاجديد في الازمنة التي سرتها دونك,, أن لا جديد في الامكنة التي عشت فيها مع غيرك,, أن لا جديد في الملامح التي تعبرني كومضات برق,, ولا تترك وراءها أثراً,, يذكرني بها!!
أي توحد اعيشه مع نفسي دونك!!
أي رفض تمارسه أطراف مشاعري,, لأي محاولة أعبر من خلالها,.
ازمنتك,, امكنتك,, او حتى العمر الذي كنت فيه؟!
أي بذرة للحياة زرعتها بداخلي,, واي قوة تلك التي كانت لديك لتنتزعها بقوة!!.
ياسيد لحظات الاجترار بكل العمر الجميل الذي كان,, ياسيد الشوق,, ياسيد الوله,.
يا سيد الضحكة,.
ماذا بقي لي منك,, الليل,, الألم,, ولا شيء منك,, اي حياة نعيشها عندما ترحل ملامح من نحب؟!
أي فرحة تسكن جنباتنا,, عندما نغفو على فقد,, ونستيقظ على حقيقة فقد أعظم؟!
ياسيد العاطفة البكر,, ان العقل الذي يؤكد لنا دوماً ان الحياة باقية,, أن القادم اجمل,, ذلك العقل إنما يحرضنا على النسيان لا أكثر!!
وما النسيان,, ياسيد النسيان,.
ياسيد الذاكرة,.
انه محاولة فاشلة,, لإجهاض,, أيام مضت,,ملامح رحلت,, وعمر كان يتسع للحياة!!
النسيان,,, ياسيد النسيان,, انه مفهوم فضفاض ننصح به الآخرين وننسى أنفسنا,.
انه معك,, لا شيء,, ياسيد حتى اللاشيء,.
ياسيد السهر,.
ياسيد التعب,.
ياسيد الأرق,.
هبني سمعك,, لم تكن الأول فقط,, اعترف لك مجدداً, كنت الكل كاملاً كنت الكل مبتدأ,, ونهاية,, كنت الكل في اكتمال لهفتي,, وكنت الكل في اكتمال خيبة تلك اللهفة,.
كنت الكل في العاطفة,, وكنت الكل عندما منحتني اياها,, ومن ثم رحلت آخذاً ما وهبتني.
كنت الكل بداخلي,, فمن يملأ فراغ الداخل,, فراغ الايام,, فراغ الشوق,, فراغ قفزة القلب,, من ينقدني ياسيد الفرح من كل هذا السأم,, الذي يتغلغل في اعماقي ولا يرحم شباب, الحياة بداخلي.
من ينقذني من هذا,, السأم,, ويهبني حقيقة الشعور,, وحقيقة بقاء الحياة,, من دونك.
ياسيد اللقاء,.
ياسيد الفراق,.
ياسيد الحضور,.
ياسيد الغياب,.
ياسيد التناقض
هاهو آخر خيط من ليلك,, هاهو آخر خيط من فجرك, هاهو آخر خيط يرحل,, يغادر,, ويتركني لأغفو قليلاً,, تصبح على ذاكرة يفور تنور الحنين فيها ولا يهدأ!!
** أنت وحدك,, لعبدالله الجفري:
,, أقول لك في لحظة إغماضة عيني لأراك اكثر,.
ليس بين لون الزهرة والذبول إلا مسافة ساعات,.
إنها تهرب من عشاقها لأنها بالغة الحساسية,.
ليتك تعرفينكم هوجارح سيف اللون ,.
هذا الذي يتغير بسرعة في الشمس,.
كم هو مخيف ظل العصفور وهو وحده بلا أليف حينما يرحل قبل أن تغيب الشمس,, أو تجئ الريح!!
كنت أقول لك في لحظات البعاد,.
حاولت اغتيالك بالتناسي,.
لكن صوتك كان يتبعني,.
ووجهك يخرج من كل مكان أذهب إليه,.
ينتظرني,, يسبقني,, يحتويني,.
فأنت في حشاشتي مدى العمر,.
غادة عبدالله الخضير

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved