Monday 13th March,2000 G No.10028الطبعة الاولى الأثنين 7 ,ذو الحجة 1420 العدد 10028



دقات الثواني
درس من جنوب لبنان
عائض الردادي

الاصرار على الحق سيؤدي للحصول عليه هذا هو الدرس الذي اثبته اصرار مقاتلي جنوب لبنان على مقاتلة اليهود المحتلين لبلادهم، مع الفارق الكبير بين امكانياتهم المحدودة عددا وعدة، وترسانة الأسلحة لدى يهود، والدعم الذي تجاوز كل حدود، الذي يلقونه من القوى الكبرى، حتى في المذابح كمذبحة قانا التي لم تلق فيها اسرائيل أي لوم بل ان الأمين العام للأمم المتحدة فقد وظيفته حين تجرأت الأمم المتحدة وأدانت المذبحة ولم تلتمس عذرا لاسرائيل.
لقد اتخذ مجلس الوزراء الاسرائيلي بالاجماع يوم 28/11/1420ه 5/3/2000م قرارا بالموافقة على انسحاب قواتهم من الجنوب اللبناني المحتل بالرغم من ان طائراتهم قد دكت المرافق الحيوية في لبنان وقتلت وشردت ورملت وأيتمت وفعلت كل ما يهلك، ولكنها وجدت نفسها في النهاية مهزومة وأن الانسحاب هو الأفضل لها للخروج من المأزق.
وسواء قيل إن ذلك مناورة منها لتهدئة الأوضاع التي عجز عنها القصف الجوي أم قيل انها محاولة لاضعاف الموقف التفاوضي السوري ومحاولة لايجاد فرقة بين السوريين واللبنانيين، فهو في كل الأحوال هزيمة لجيش وصف نفسه بأنه لا يقهر أمام قلة من شعب صامد في جنوب لبنان لا سلاح لديه إلا مواجهة العدوان بالكفاح والاصرار على حقه في بلاده، وحقه في طرد المعتدي الآثم.
وجاء جوسبان رئيس وزراء فرنسا فحاول مدغدغة الناخبين في بلاده وصرح بأن عمل المقاتلين اللبنانيين إرهاب، فانطلقت حجارة فلسطين المباركة لتقابل رشقه بالكلمات الباطلة بالحجارة الطاهرة، فعاد الى بلاده يجرجر ذيل الخذلان فقد اعترف اليهود بهزيمتهم في جنوب لبنان وقرروا الانسحاب غير المشروط، فكان ذلك أول لطمة لجوسبان، وأول انتصار لمقاتلي لبنان ولشباب الحجارة في جامعة بيرزيت الفلسطينية الصامدة.
ان هذا الاصرار في جنوب لبنان يعطي درسا عمليا لاخواننا في فلسطين بأن يصروا على حقهم في بلادهم السليبة منذ عام 1948م، ويعطي درسا للمسلمين في جميع العالم بأن يصروا على حقهم في المسجد الأقصى، ويشد عزمهم على البقاء مطالبين بالحق، فهو سيعود لأهله ولو بعد أجيال، والمهم ألا يفرطوا فيه في ظل ظروف عالمية آنية، فتلك الظروف سوف تتغير، وسيعود الحق الضائع ولو بعد قرون اذا أصر أهله عليه، وهاهو جنوب لبنان مثل حي، ولم ينفع إسرائيل الحزام الأمني ولا الخونة ولا قصف المنشآت والمرافق العامة، ولا كل وسائل القهر، لأن الحق أقوى من كل ذلك، وحتى لو نكثت اسرائيل بقرارها وما أكثر ما تنكث فإنها ستنصاع أخيرا أمام الإصرار، فاليهود قوم لا جلد لهم على حروب الاستنزاف، ومهما بنوا من حصون لإرهاب غيرهم فإنها ستنهار عليهم.
الآن جنوب لبنان، وغداً الآتي القدس الجريح وفلسطين السليبة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved