Monday 13th March,2000 G No.10028الطبعة الاولى الأثنين 7 ,ذو الحجة 1420 العدد 10028



شيئ من الحق
صراحة القويحص تستحق التقدير:
أزمة المجاري بين التصريح والتمويه
د, خالد محمد باطرفي *

قرأت للمهندس محمد القويحص مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة مكة المكرمة تصريحات صحفية حول مشكلة الصرف الصحي في جدة، من بينها أن إمكانية المحطات القائمة على استيعاب كمية مياه الصرف الصحي الواردة اليها في غاية الضعف، وأن نسبة تغطية شبكات الصرف الصحي لاتتجاوز 20% فقط من أحياء جدة إضافة الى عدم وجود دراسات تفصيلية ومخطط عام للمدينة للسنوات القادمة ومحدودية الاستفادة من خدمات الصرف الصحي.
كما تحدث المهندس القويحص بصراحة عن عدم قدرة محطات التنقية بوضعها الحالي على استيعاب الحاجة، وأن نسبة 50% منها مؤقتة وان تعدد المحطات أدى الى عدد من السلبيات من بينها تعدد مواقع التلوث البيئي الواقعة عند المصبات, وقائمة عيوب هذه المحطات المستهلكة تشمل عدم إمكانية التوسع المستقبلي فيها وحاجتها الى عدد كبير من أفراد الجهاز الفني لمتابعة أعمال التشغيل والصيانة لها على مدار ال 24ساعة بسبب قدمها الأمر الذي أدى الى ضعف فعاليتها، وأن حجم معالجتها لايغطي إلا جزءا بسيطاً من مخرجات الصرف الصحي في جدة، علاوة على تضرر المواطنين من الرائحة الكريهة المنبعثة عنها.
لقد تعودنا من مسئولي الدوائر العامة والخاصة، وخاصة المتعلق منها بخدمات الجمهور، الدفاع عن الاخطاء، وتدليس الحقائق، والتستر عليها، ولذا فقد فقدنا الثقة في مصداقية التصريحات الصحفية التي تبدأ بلاصحة لما نشر أو هذه هي حقائق الواقع الزاهر لهذه المصلحة وتنتهي بلوم الصحافة على عدم التوثق من صحة المعلومات التي تصلها، والتأكيد على اهمية مراجعة جهات الاختصاص قبل النشر، والتنبه الى الشكاوى الكيدية، ولوم المواطن والمستهلك لسوء الاستخدام وقلة الوعي وجحود الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل راحتهما على مدار الساعة، ومن رجال لاهم لهم إلا السهر والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين.
وقد توارث هذا المنهج الإعلامي السقيم كثير من المسؤولين حتى أصبح بعض الاعلاميين يكتب تقارير المؤتمرات الصحفية من هذا النوع مقدما كسبا للوقت ثم يحضر المؤتمر الصحفي لمجرد إضافة بعض المعلومات أو المتناقضات التي كثيرا ما تتضمنها التبريرات والشروحات.
لهذا السبب، وعلى هذه الحقيقة، كان سروري عظيما بالصراحة والشجاعة التي تميزت بها تصريحات المهندس القويحص، فهو لم ينف ولم يدافع، بل تبرع مشكوراً بتقديم الارقام والاحصائيات التي تؤكد وجود المشاكل واستفحالها وتأذي الناس منها، وبدا الأمر غريبا حتى أنني أعدت قراءة الموضوع أكثر من مرة للتأكد من أن النقد جاء على لسانه وليس ضمن أسئلة من الصحفي في مواجهة صريحة مع المسئول.
ولذا فإن وعود المهندس القويحص بالعمل على مواجهة الوضع تكتسب مصداقية كبيرة عند سامعيه، تتجاوز بها تهمة كلام جرايد التي كثيرا ماوصمت بها تصريحات مسئولي تلميع الصورة لوسائل إعلامناً وزاد من هذه المصداقية ان الرجل استعرض سلسلة من المشاريع المدروسة او التي تحت الدراسة، واعلن عن مشاريع تم التوقيع عليها بالفعل، وحدد مواعيد تنفيذها وتكاليفها ضمن جدول عمل مدعوم بالأرقام والتفاصيل.
نشكر المهندس القويحص ونتمنى أن تتسع دائرة الصدق والشفافية مع الاعلام والمواطن لتشمل كل أصحاب المواقع والمسئوليات في كل قطاع عام وخاص، وأن نتجاوز أسلوب المراوغة التي لم تعد تنطلي على صغير أو كبير الى شجاعة الاعتراف ومواجهة الواقع مع العمل على تصحيح الأخطاء والإعلام المتواصل عن الخطوات التي تتحقق والعقبات التي تواجهها.
*رئيس الشئون المحلية جريدة الوطن أبها

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved