Monday 13th March,2000 G No.10028الطبعة الاولى الأثنين 7 ,ذو الحجة 1420 العدد 10028



تعليم 21
الانضباط السلوكي,, هم المدرسة الكبير
د, عبدالعزيز بن سعود العمر

ليس هناك ما يقلق ادارة المدرسة وهيئة التدريس بها مثل خروج الطلاب على معايير السلوك المقبول, فكل معلم يحلم بفصل منضبط وهادئ إلى حد ما لكن ليس بمثل هدوء الموتى لكي يتمكن من توصيل رسالته وهو في أفضل حالاته, وعندما تتجاوز هذه المشكلة أسوار المدرسة وتنتقل إلى الشارع، يبدأ المجتمع في مشاركة المدرسة همومها وقلقها، ويبحث معها جاداً عن حلول تقلل من حدة تلك الظاهرة, ومن الثابت ان هذه المشكلة تظهر عند كل المجتمعات، وان اختلفت حدتها ومداها من مجتمع إلى آخر, وفي كل الأحوال، فإن محاولات ضبط سلوك الطلاب تستنفد جهد ووقت وأحياناً صبر المعلم، الأمر الذي يأتي على حساب جودة تقديمه وعرضه للدرس، وهذه المشكلة تبدو عادة أكثر وضوحاً عند المعلمين الجدد.
ولقد اختلف التربويون في نظرتهم ومعالجتهم لهذه الظاهرة وفي أساليب معالجتها, فالمتشددون منهم يقترحون فرض اجراءات صارمة، وتطبيق نظام واضح من العقوبات والجزاءات المعلنة، مع عدم ابداء أي نوع من الليونة مع الطلاب, وعلى الطرف الآخر، يرى آخرون أن الطلاب غالباً ما يرتقون إلى السلوك المقبول اذا ما قدم لهم معلموهم التعزيز الايجابي، وهيئت لهم الفرصة للمشاركة في القرار، وقدم لهم المنهج الذي يشغل أذهانهم.
وكثير من التربويين اليوم يجدون أنفسهم في الوسط بين هذين الاتجاهين, فهم يرون أن أسلوب لكم اللحم ولنا العظم قد لا يكون بالضرورة هو الحل الأفضل، كما أنهم يرون أهمية البحث عن حلول متزنة لهذه المشكلة، حلول لا تتجاهل الواقع، وتأخذ برأي الخبراء والدراسات الميدانية.
وفي ظني أننا نستطيع أن نخفف من مشكلة الانضباط السلوكي للطلاب اذا ما نجحنا في ان نقدم لهم من المادة العلمية ما نستطيع أن نشغل به عقولهم وأفئدتهم في مناخ من العلاقات الإنسانية المتميزة, واذا ما فشلنا في الوصول إليهم لنقدم لهم ما يبهرهم ويشدهم فإن البديل التالي والجاهز أمامهم هو الخروج على ضوابط السلوك, وعموماً، فالمشكلات السلوكية ليست مرضا بقدر ما هي عرض لمرض تربوي, اننا الآن في أمس الحاجة لأن نقدم برامج تدريبية تساعد المعلمين على ضبط وادارة فصولهم وهي برامج معروفة , فالفصل الذي يفتقد للادارة والانضباط حري بألا يحدث فيه تعلم.
***
وقفة
يعتبر تطوير برامج اعداد المعلم أمرا جوهريا مطلوبا، إلا أننا يجب ألا نحمله أكثر مما يحتمل كما نفعل عادة مع المناهج , دعونا ننظر في الواقع الذي يعمل من خلاله المعلم علاقة المعلم مع الادارة، تدريسهم لمقررات ليست في تخصصاتهم، تكدس الفصول، عدم توفر الوسائل التعليمية، علاقتهم مع المشرفين التربويين الذين لا يكادون يجدون الوقت ليتحدثوا إليهم، ضيق الوقت المتاح أمامهم لكي يستكملوا المنهج أو ليتحاوروا مع بعضهم,, الخ .



رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved