أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd March,2000العدد:10037الطبعةالاولـيالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1420

الثقافية

د, كافية رمضان لْ ·الجزيرة :
مطلْْْْْْْْْْْْْوب إنشْْْْْْْْْْْْْاء مجلس أعلى للطفولْْْْْْْْْْْْْة في كْْْْْْْْْْْْْل دولة عربية
* حوار عذراء الحسيني:
الاديبة الدكتورة كافية رمضان اول دكتورة عربية في ادب الطفل بجامعة الكويت ترأس تحرير مطبوعتين (مجلة الاطفال سدرة ْ ودليل الوالدين وهي موجهة للاسرة عن تربية الطفل) لها 50 دراسة منشورة على هيئة كتب ومجلات، متعاونة مع مؤسسة انتاج البرامج المشتركة من برنامج افتح ياسمسم وحتى ابناء الغد والتي ترأس اللجنة الاستشارية لهذا البرنامج وتراجع نصوصه وتساهم في كتابه اغانيه في جزئه الأول ويخطط الآن للجزء الثاني والموجه الى المرحلة العمرية الخاصة بالمراهقين.
(الجزيرة) التقت الدكتورة/ كافية رمضان خلال زيارتها القصيرة للرياض لتحدثنا عن طفل اليوم وهم جيل الغد وبناء المستقبل، كما تحدثنا عن سمات ادب الطفل وطالبت بضرورة انشاء مجلس اعلى للطفولة في كل دولة عربية، كما القت الضوء على الدور الذي ينبغي على كل اسرة القيام به تجاه اطفالها والى نص الحوار.
الطفولة عمر له خصوصيته وفضاءاته وعوالمه المتسعة؟ هل يمكن ان نرسم قاعدة لهذه الفضاءات بعيدا من ان نجعل الطفولة مجرد مرحلة عبور الى سن النضج؟.
- فعلا وللاسف الشديد هي مجرد مرحلة عبور والامر مقلق بالنسبة لي فلننظر الى هذه المرحلة باستثمارها في تكوين شخصية الطفل، هل تعلمين ان 80% من شخصية الانسان تتكون في السنوات الثماني الاولى من عمره، معنى ذلك ان الذي يتبقى 20% فاذا اهملنا هذه المرحلة فسنطفئ هذه الشخصية، ولكن يتوجب نهوض ادوار عدة تبدأ من البيت ونحن نعرف ان نسبة الامية شديدة في الوطن العربي بعد ذلك نأتي على دور المدرسة وانا من وجهة نظري ان نظامنا التعليمي بشكل عام يعاني من فقر شديد في تطور المناهج بل كأنه يعد الطفل لعصر مضى وحتى القائمين على تطوير المناهج تحكمهم عقليات تقليدية لا تتخطى الواقع وتقفز بخطوات جادة وتواكب العصر الى زمن الكمبيوتر والانترنت بل هناك تخوف من العولمة وكل جديد وعدم القدرة على التصدي له الى اليوم ليس لدينا قدرة على انتاج برامج باللغة العربية من خلال شبكات الانترنت موجهة الى المراحل العمرية المختلفة تكون رابطة بين الاصالة والمعاصرة بحيث يظهر الطفل بشخصية عربية اسلامية في عصر يتفجر بالمعلومات والمعرفة, فالكتاب متوقع له خلال 50 سنة قادمة ان يختفي من الوجود وحتى لو اخذنا احسن دولة عربية فهل تتاح للطفل في النظام التعليمي ان يتعامل مع الكمبيوتر فانا اقول وبكل صراحة ان مناهجنا التعليمية رجعية وتحتاج الى وقفة فنحن نملك تراثاً اسلامياً غنياً وعقولاً جبارة وموارد مالية ولكن أين التنفيذ.
معايير أدب الطفل
اثبتت عدة دراسات وجود فرق شاسع بين ما يعتقده الكبار انه يمتع الطفل، وبين مايمتع الطفل حقاً برأيك ماهي المعايير التي يجب مراعاتها عن الكتابة للأطفال؟
- اتشرف بأن أكون أول عربية تحمل دكتوراه في أدب الطفل وقبل فترة طويلة طلب مني وضع معيار وتقييم للكتابة للاطفال والحقيقة صادفتني مشكلة حقيقية وهي عندما يكتب الكتاب يعتقدون فعلا انه مفيد وممتع للطفل, انا عملت تجربة حية اخذت مجموعة من الكتب يعتقد الكتاب انها احسن الكتب وقدمتها للاطفال وبنفس الوقت قدمتها لباحثين، فرأيت فعلا هناك بون شاسع بين ما يعتقده الكبار انه ممتع للطفل وبين ما هو ممتع حقا للطفل، قديما كان احمد شوقي عندما كان يكتب قصائد للاطفال فإنه يرى ردود افعالهم هل يفهمونها وتمتعهم او يعدل فيها حتى تصل بصورة مبسطة سلسة والآن الكاتب يجلس في غرفته يؤلف قصة او كتاباً ويطبعها وتوزع ولا تمر على طفل ليرى مدى تقبله فهناك عدة معايير على الاديب مراعاتها في الكتابة للاطفال واولها الموهبة وهي امر رباني وتحتاج الى مران وتطوير وتزود بالقراءة والاطلاع ثم يجب ان يرجع الى قاموس اللغة (الطفولية) ومستوى اللغة الموجة الى مرحلة معينة وهذا القاموس ليس متوفرا في الوطن العربي الى هذا اليوم واذا حسم الاديب امر المرحلة التي يريد ان يكتب لها ومستوى لغتها عليه الاحاطة بعلم النفس الخاص بالطفل ولنأخذ على سبيل المثال من يريد توجيه كتاب لمرحلة من 3 ْ 5 سنوات فماذا يحب هذا الطفل وماذا يضحكه ويمتعه فهنا خياله محدود في البيئة والكائنات فيكون مرتبطاً باللعب كأن يخرج صوتا او على شكل دمية.
فبالتالي كاتب الاطفال عليه ان يلم بعلم نفس الاطفال وماذا يمتعهم ويضحكهم حسب كل مرحلة عمرية واخيرا يحتاج الى فنية القصة كيف يبدأ ثم يصل للذروة وكيف ينتهي فالكتابة للطفل ليست بالشيء اليسير ولكنها ليست بالمستحيل.
نصيب الطفل ضئيل
ما رأيك في المجلات الدورية والكتب الموجهة للاطفال؟
- لدينا قلة في الانتاج فبعض الدول الخليجية كعمان ليس لديها مطبوعة للطفل وفي قطر كانت لديهم مشاعل وتوقفت ولكن المملكة لديكم باسم والشبل والجيل الجديد وفي الكويت سدرة وسعد والعربي الصغير ولو نظرنا حولنا لوجدنا عددا من الكتب الجيدة في الوطن العربي ولكن كم سيكون سعرها وصل يستطيع جميع الاطفال اقتناءها بلاشك سنجدها غالية الثمن على الكثيرين وان كانت تكلفتها بسيطة فكم نسخة يتم طباعتها حتى يمكنها الوصول الى 120 مليون طفل عربي؟
فلن يستطيع اي كاتب او ناشر او موزع ان يصل بالكمية والسعر لجميع الاطفال ولو حصرت جميع المجلات في العالم العربي ستجدين ان نصيب الطفل لا يتجاوز جملة في مجلة ولو طرحنا مثالاً لنصيب الطفل في الاعلام ولنأخذ اذاعة الكويت مثلا فهي تبث 118 ساعة يوميا في الاسبوع سنجد 826 ساعة بث لا يتجاوز منها البث للاطفال اسبوعيا ساعتين.
مجلس أعلى للطفولة
منذ سنوات وانت تطالبين بمجلس اعلى للطفولة في الوطن العربي؟
ْ ومازلت اطالب فدوره كبير في تولي وضع وتوحيد السياسات والاستراتيجيات والخطط والبرامج الموجهة للاطفال كالمناهج ووضع ضوابط لانتاج الكتب والمجلات وكنت سعيدة بحضوري كشاهدة مع مجموعة خبراء عند توقيع الوثيقة بين حاكم الشارقة الشيخ القاسمي مع الاطفال لإنشاء مجلس اعلى للطفولة فكانت حقا تظاهرة وبادرة جميلة.
ويجب ألا نغفل الجهود العظيمة التي يبذلها الامير طلال بن عبدالعزيز وهذا الدور مقدر على مستوى الوطن العربي ولكن المجلس الاعلى للطفولة في كل دولة واجب ومطلوب تنفيذه.
روايات جداتنا
وهل اختلفت برأيك سمات وميزات ادب الطفل بين الامس واليوم؟
ْ بالتأكيد قد اختلف فقديما ظهر ادب الاطفال في محيط الجدات والامهات في الروايات والقصص والخرافات والاطفال لا يختلفون في الاساسيات فالنفس البشرية سواء الاطفال والكبار تبدأ دائما بالقصة فالقصص فيها الجمال والعظة والعبرة وهي استطلاع لتجارب وظروف الناس وبشكل عام النفس البشرية تستمتع بالقصص.
الآن وصلنا الى الانترنت التي تقدم صفحة اسبوعية للاطفال من قصص ومعلومات واصبحت الوسائل التي تقدم الادب للطفل عددها اكبر وتقنياتها اعلْْْى وموضوعاتها اكثر جذبا.
المصري أذكى أطفال العالم
نسبة اطفال العالم العربي نسبة كبيرة كما تفضلت قد تصل الى (120) مليون طفل؟ كما ان الدراسات اثبتت ان الطفل العربي هو اذكى اطفال العالم؟ ما هي العوامل المؤثرة على ذكائه؟
ْ عملت دراسات على قياس الذكاء بين اطفال العالم ونتج ان الطفل المصري اذكى طفل في العالم ولكن هذا الذكاء ممكن ان يتراجع فيمكن ان يولد الطفل ونسبة ذكائه عالية قد تصل الى 130 درجة وتخدمه البيئة وتستثمره فكريا وتطوره من عناية من قبل الاسرة في توفير الكتب والبرامج والانترنت والسياحة المنظمة التي تزيد من التفكير والمدارس العالية والمتابعة المستمرة فتحتضن الذكاء وتطوره وقد يصل حد الابداع والعبقرية، وعلى النقيض من ذلك هناك طفل في وسط بيئي متخلف لا يتوفر به التعليم المتقدم والمناهج المتطورة فبالتالي سيتراجع هذا الذكاء ولا يأخذ منحى الابداع، فالبيئة وعوامل الثقافة المحيطة بالطفل من اقتصادية ومالية واجتماعية مؤثرة على نمو ذكاء الطفل العربي.
الإسلام غني
بأسس التربية
ما دور الاسرة في تنمية مهارات وذكاء الطفل؟
ْ في البداية الاسرة هي الحضن الاول الذي يحتوي الطفل فاذا لم تتوفر اسرة حنونة ومتفاهمة في الدرجة الاولى وايضا متصدعة بالمشاكل فالبناء النفسي للطفل سيكون هشاً ثم لابد من التركيز على القدوة لان الطفل عندما يرى والديه يقرآن وان هذه القراءة هي جزء من حياتهما اليومية فسيقلدهما حتما، الجانب الآخر الادوات التي يمكن امداد الطفل بها والبحث عن المعلومات التي يمكن ان تقدمها الام لابنها من خلال قصة ، وعلى الاسرة ان تخلق الحاجة لدى الطفل للقراءة بدلا من مشاهدة التلفزيون او الفيديو او العاب الكمبيوتر.
ولو اتبعنا الاسس الموجودة في الدين الاسلامي والقيم العظيمة في تربيتنا لاطفالنا سنجد الطفل مسلحاً ذاتيا بالقيم والاخلاق العالية لحديث الرسول ·انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق .
ديننا الاسلامي دين شامل وكامل وهذا الكلام واقعي ونستطيع ان نطبقه في حياتنا العصرية ولنأخذ مثلا مفهوم العقاب في الاسلام يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ·مروا اولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع لو رأينا الامر في الحديث فهو اهم ركن في الاسلام وعمود الدين (الصلاة) انظري الى عظمة الفكر الفلسفي فالامر والنصيحة عند سن السابعة ويستمر لمدة ثلاث سنوات متتالية في النصح الى العاشرة عندها نستعمل الضرب الآن العقاب يمارس على الطفل ولاتفه الاسباب.
ايضا التفريق في المضاجع لسن العاشرة فيه تأسيس لتربية اخلاقية.
اعود بحديثي السابق فلو نظرنا الى ديننا نظرة عصرية واتبعنا تعاليمه وطبقناها سنرى انه دليل لاسس تربية الاطفال.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved