أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd March,2000العدد:10037الطبعةالاولـيالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1420

محليــات

البدر الذي فقدناه
د, حميدان بن عبدالله الحميدان
فقد الوطن في الثالث عشر من شهر ذي الحجة واحدا من خيرة رجاله وهو في قمة وأوج عطائه لوطنه، ذلك هو معالي الاخ والصديق الاستاذ عبدالوهاب بن محمد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي الذي اختاره الله الى جواره رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه مساكن الابرار ان الانسان مهما اوتي من سعة المعرفة وقدرة البيان ليعجز قلمه ان يوفي الفقيد حقه من الثناء بما هو أهل له، ولكنها زفرات حرى يضيق بها الصدر فآثرت ان اضعها على الورق لعل ذلك يخفف ولو قليلا مما اجده ويجده كثيرون غيري مما الذين تهيأت لهم الفرصة ان يعرفوه حق المعرفة، وقدروا فيه خلقه العظيم وصدق ونبل مشاعره تجاه الآخرين,, ان في القلوب لوعة وفي الوجدان حرقة، ولكننا في هذا الموقف العصيب نقتدي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما رزئ بابنه ابراهيم فنقول كما قال ان القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا اليه راجعون واننا لفراقك يا ابا ياسر لمحزونون.
لقد عرفت الفقيد شابا يافعا متوقد الذكاء يسعى بجد واجتهاد لتسليح نفسه بالعلم عندما كان طالبا في مرحلة دراسته الجامعية في فرنسا والمغرب، وعرفته موظفاً في الديوان الملكي يرتقي السلم الوظيفي من اوله وسرعان ما يلمس أولو الأمر قدراته وكفاءته فيصل الى قمة المسؤولية في سكرتارية الدولة العليا نائبا لرئيس الديوان الملكي, وكان في كل هذه المراحل من حياته متسما بالخلق الحسن والتواضع الجم لم يغيره المنصب الكبير الذي تسنمه وكان مركز التقاء قلوب اصدقائه ومحبيه الذين التفوا حوله فلله كيف اختار واسطة العقد، ولكن لله ما اعطى ولله ما اخذ فسبحانه على عجائب قدرته، لقد كان وفيا لاصدقائه محافظا على صلة الرحم على نحو غير معتاد في هذا الزمن, كان يقضي لصديقه حاجته، ويواسي الصديق المكلوم، ويسد خلة ذي رحم, ولم تقتصر مكارمه على اصدقائه وأقربائه فقد شملت اشخاصا آخرين لا يحصر عددهم فلهجت ألسنتهم بالدعاء والشكر له والثناء عليه، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل ذلك في موازين أعماله، فانتقل الى ضيافة ربه راضيا مرضيا فاللهم اجعله في عليين مع عبادك الصالحين.
لقد كان تواضعه الجم مضرب المثل وكان واضحا وباديا عليه في سلوكه وتصرفاته، ولا ادل على من اسلوب تعامله مع الاطفال وعطفه عليهم وحبه لهم، وكان يرحمه الله يغمرهم بلمساته الحانية ولم يكن ذلك خاصا بأطفاله فقط، بل كل الأطفال, لقد شهدته يرحمه الله في بعض المناسبات العائلية وهو الشخصية الهامة والمرموقة يتابع الأطفال باهتمام شديد حريصا على اسعاد كل طفل بأن يشارك في المرح ويحصل على قسط من أدوات ولعب الاطفال، وشهدته وهو يطعم الأطفال بنفسه الذين يلهيهم اللعب عن التزود بالطعام، كان هذا مثالا حيا على خلقه الكبير وتواضعه النادر تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.
وعزاؤنا يزجى لوالده الاستاذ السفير محمد بن فهد العيسى سائلين الله ان يمتعه بالصحة والعافية ويمد في عمره ليكون ظلا وارفا لأسرة الفقيد وابنائه وكذلك العزاء لابنائه ياسر ومعتز سائلا الله جلت قدرته ان يخفف عليهم مصابهم الجلل، وان يوفقهم للاقتداء بسيرة ابيهم العطرة، والعزاء كذلك لاخوانه الكرام وأصدقائه والى المؤمنات الصابرات المحتسبات والدته وزوجته وبناته واخواته وخالاته, والى كل الذين شعروا بما نشعر به من لوعة وأسى لفراقه فإنا لله وإنا اليه راجعون.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved