أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd March,2000العدد:10037الطبعةالاولـيالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1420

منوعـات

يارا
عبدالله بن بخيت
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
اقترب اليوم الذي ستعتبر فيه الخبرة في الوظيفة الحكومية نقيصة ولن يتأخر ذلك الزمان الذي نقرأ فيه إعلانا يقول: يشترط في المتقدم لهذه الوظيفة ان لا يكون سبق له الالتحاق بوظيفة حكومية او على الاقل ألا يكون عمل في وظيفة حكومية اكثر من ثلاث سنوات.
اصبح جزءا من ثقافة الناس ان العمل في القطاع العام يعني تكافل اجتماعي والراتب لا يقابل العمل والإنتاج، الطموح من مضار العمل طالما ان الفروق الفردية بين الموظفين لا معنى لها أمام النظام فالناس سواسية كأسنان المشط والترقيات فيها بالتدافع والتسابق والعلاوات ثابتة بغض النظر عن قدراتك, وتسهيلات العمل الاخرى كالانتدابات وخارج الدوام تحولت الى مكافآت وهبات لا اعتقد ان رجل اعمال او شركة اهلية لديها الاستعداد ان تقبل موظفا عقيدته الإدارية لا تعتمد الإنتاجية والربحية كجزء اساسي من مقاييسها.
وهذه ليست كل المشكلة فالمشكلة الاساسية في الربط المستمر في اللاشعور بين امكانيات المواطن السعودي كإنسان وبين عقيدة العمل التي انشأتها قوانين التوظيف في القطاع العام، حتى تدنت سمعة المواطن السعودي في سوق العمل فانعكست طبيعة الوظيفة الحكومية التكافلية لتصبح سمة العامل السعودي.
في يوم من الايام صممت برامج التعليم والجامعات في نفوس الناس لتواجه الاحتياجات الحقيقية المتزايدة للقطاع العام عندما كانت الدولة في مرحلة تأسيس كوادرها والمهارات اللازمة لتقديم خدماتها لمواطنيها وفي الوقت نفسه لم يكن هناك شيء اسمه قطاع خاص بالمعنى الحقيقي حتى يكون منافسا فتحولت علاقة القطاع العام بالناس كعلاقة الاب بابنه، فتطورت القوانين لتقابل هذا المفهوم وترسخت في العقول ان الوظيفة الحكومية هي السبيل الامثل للعيش وهي الى ذلك امان واطمئنان وكلنا يعرف ان قوانين الالتحاق بالوظيفة الحكومية صممت لتمنح كل الحماية للموظف حتى غابت عنها القوانين التي تربط الإنتاج بالراتب فأثرت فيها مجموعة من المفاهيم الاجتماعية لاسيما فارق السن فالترقية بالتقادم والعلاوة بالتقادم وهكذا، وكلنا يعرف انه لا يوجد في قوانين التوظيف مادة واحدة تهدد باقالة الموظف سوى تلك المادة المتصلة بالجريمة الاخلاقية، اما علاقات العمل بالإنتاج فلم يشر اليها المشرع لا من قريب ولا من بعيد وفي الوقت نفسه تعزز هذا النظام بطيبة الناس الموروثة ·قطع الاعناق ولا قطع الارزاق فبمجرد ان يمرر الإنسان الاشهر الثلاثة الاولى التجريبية فلن يزحزحه من الوظيفة إلا الموت.
واعتقد انه حان الوقت لتربية الاجيال الجديدة على مفهوم جديد للعمل، علاقة العمل بالفلوس علاقة العمل بالترقية علاقة العمل بالمكانة الاجتماعية، ولكن هذه قصة اخرى!.
لمراسلة الكاتب
yara2222@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved