أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd March,2000العدد:10037الطبعةالاولـيالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1420

مدارات شعبية

السديري عملاق لم يوفه الإعلام حقه:
لم نقْْْْْْْْْْْْرأ عنْْْْْْْْْْْْه إلا النْْْْْْْْْْْْزر اليسْْْْْْْْْْْْْير,, وإن كثْْْْْْْْْْْْر ما كتب عنه
في شْْْْعره عبقرية فْْْذة,, وصْْْور إبداعيْْْة لم يسْْْْْبق إليْْها!
,الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري ْ رحمه الله ْ
(الأب الروحي لجيله وجيلنا الحاضر والأجيال القادمة)
لقد تأخر لقاؤنا كثيرا بهذا الصرح الشامخ الراحل الباقي الذي لا يزول ولن تزول بصمته من قلوب من عرفوه او سمعوا عنه او قرؤوا له.
اقول لقاء لأن الذكرى هي لمن يرحل ولا يخلف من وراءه شيئا وما من احد لا يعرف ما خلفه لنا هذا الاب الروحي واذا كان فهذه حالة شاذة افرزها اجهاض حق شاعرنا المعجزة, نعم اؤكد ويجمع معي الكثير عن عجز غيره عن ما سبقهم اليه فقد اجهض اجهاضا بطيئا, فبين الحين والآخر يعلمنا الاعلام المرئي والمسموع والمقروء اكثر عن ما خلفه لنا من بحور الموروثات الادبية فهي لا تتجاوز نقاط او نقطة منها لا تبل ريق اي انسان يتعطش الى الخوض في بحر جمع لنا كيف يكون الانسان مخلصا وفيا حكيما شاعرا كريما صبورا امينا مناجيا كل خصال الادب هذه شملها شموخه الذي لا يخفى على احد ولو ان واحدة من هذه الخصال وجدت في احد ما لوجدنا امهات الكتب والبروز الاعلامي اللامحدود يتابعه في حياته ومماته.
وانا اؤكد ان اميرنا وإن رحل عن دنيانا (رحمه الله) فما تركه لنا يجعله موجودا معنا في كل يوم وكل وقت واذا سلمنا برحيله فاننا لن نستفيد مما ورثه لنا من تعليم مارسه في حياته حينما كان يعلم الشاعر الموجود حاليا والذي لا اعتقد انه يقلل من شأن تعليمه له كالشاعر طلال السعيد ويتضح جليا عندما ارسل له قصيدة يقول الامير محمد في احد ابياتها لطلال:


طلال علامك,, تعسر القوافي
هذي خطية منك يا ساكن السيف

مما يؤكد ان طلال اخذ بهذه النصيحة القيمة التي نورت له نسجه لقصائده والتمعن في قوافيها وان اجتهد من يحلل هذا البيت سيجد فيه كرم الامير ليس في المال وحسب بل في العلم ولو كان تعليمه سيرحل الى بلاد اخرى، هنا نجد شمولية هذا الامير المعلم الذي لم يجعل لتعليمه حدا حتى وان كان فيه بعد المسافة وكذلك تأثيره على من حوله، فنجده ظاهرا في ابنائه حفظهم الله وما اعتز به الشاعر عمير بن زبن بحرص اميرنا باسناد كثير من قصائده له ولا اعتقد ان الامير اسند هذه القصائد لقرب عمير له بل لفراسته في شاعرية عمير وهذا أوفى ما يكون بانه لا يبخل بما حباه الله من مقدرة شعرية فذة لا لبعيد ولا لقريب، وانني اتعجب من الاستاذ عمير بن زبن من تضمره من قلة الاهتمام بموروث شاعرنا (رحمه الله) حيث انه اولى الناس بالاهتمام بهذا الموروث لملازمته له ومعرفته الاكيدة بأن هذا الموروث لا يوفيه جائزة تكريمية فقط بل أبسط الاهتمامات بهذا الموروث دراسات جادة لهذه الاسطورة الجامعة الشاملة التي ان اخذت بمأخذ العلم والتعلم منها، اثق تمام الثقة ان الضال عن جادته سيجدها ويستفيد منها.
وللاسف الشديد ان هذه الذكرى مع اعتراضي الشديد على انها ذكرى في اذاعة (ام بي سي) من خلال مذيع قد ينجح في حوارات اخرى ولكن لم ينجح في طرح يخص الشعر فعندما ذكر الامير الدكتور سلمان بن محمد السديري ْ قصيدة (الصادية) لم يتوقف المذيع عندها ولو لابرازها فهي قدرة من قدراته التي كانت تصعب كثيرا على غيره وبديهية بالنسبة له وفيما ذكره الامير سلمان بن محمد السديري من رد والده عليه، وكان ذلك واضحا وجليا من المذيع في تكرار سؤاله عن الطقوس التي يكتب فيها المرحوم حيث انه يعلم تماما ان الشعر هو الذي يأتي الى الامير وليس العكس ان يذهب اليه وانه يوفر له اجواء لكي يكتب من خلالها، فالامير (رحمه الله) لا يكتب من فراغ فهو يكتب من معاناة اي من رقة احساسه لاي حدث يواجهه في جميع مجالات الحياة سواء كانت الاحداث الخاصة (الغزلية) او العامة كأمور الحياة العامة التي تجعل شعره ينطق بالحكمة ومعالجة ما يراه من خلال قصائده فنجد فيها كل الحقيقة وليس الخيال مما يعتري السامع لها، انها جزء منه ان لم تكن تصور كل ما يعانيه اي انسان خصوصا ان الحوار عن قمة من قمم الشعر وليس عن كاتب كلمات,فالامير (رحمه الله) قد جمع كل بحور الشعر وطرح نوادر الكلام في قصائده وصور لنا شخصيته الشامخة العزيزة المرهفة الممزوجة بالاحاسيس الشفافة النابعة عن اصالته.
ولو أبحر اي انسان في بجوره لخرج مرتويا من روحه ولكن كيف للانسان ان يصل الى هذا البحر البعيد، فالقصور في ايصالنا الى هذا البحر نابع من قلة اهتمام الادباء والمعنيين بالشعر عن ايجاد اي وسيلة لنستقي من هذا البحر الذي نحن في امس الحاجة الى هذا الموروث الجميل بكل محتوياته فقد بخلوا عليه كثيرا، بل اجهضوا كل حقوقه التي ورثها لنا في حين انه لم يبخل على احد وكان ذلك ظاهرا في حياته (رحمه الله) عندما كان فاتحا منزله لجميع الناس على مختلف مستوياتهم العلمية والاجتماعية يرتادونه بصفة دائمة للاستفادة من كل ما يحتاجونه حتى على الصعيد الشخصي فقد احبوه ومازالوا يهتدون بطريقه الذي اضاءه لهم ولن ينسوه لكونه ذكرى ومازال يعطيهم بسخاء فكيف يكون رحل وموروثه نحيا به بصمة في قلوبنا دائما وابدا.
انا ادرك تماما أنني عاجز عن الكتابة عنه حتى لو كتبت سطوري من ذهب ولكن عزائي انه موروثه سيبقى كتابا من امهات الكتب ولو لم يكتب.
صقر نجد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved