أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st April,2000العدد:10047الطبعةالاولـيالسبت 26 ,ذو الحجة 1420

عزيزتـي الجزيرة

عبدالله نور,, بين الكتابة من الذاكرة
والاعتماد على مصادر المعلومات
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفت انتباهي وانا اتصفح العدد رقم 10036 من صحيفة الجزيرة الصادر في يوم الثلاثاء بتاريخ 15/12/1420هْ في صفحة ·المقالات مقالا بعنوان ·من عبقرية المكان إلى عبقرية الإنسان للكاتب عبدالله نور يحمل في طياته كلاما طيبا عن عبقريات الرياض بشكل عام، ولكن عندما بدأ الكاتب يتكلم عن ظهور الإسلام في العمود الثالث بدأ في كتابات عن اخطاء تاريخية فيما المعلومات حولها موثقة ومكتوبة في كتب السيرة والتاريخ ولو كلف نفسه بعض الشيء من البحث لاستقام الأمر ولكنه لم يرجع اليها وفضل الكتابة مما تختزنه الذاكرة حتى ولو كان ذلك غير صحيح وهي كالاتي:
* كتب في المقطع الذي يبدأ ·حين ظهر الاسلام وسطع نوره على بقاع الجزيرة العربية كان اهل اليمامة سباقين الى الدخول فيه وقد ابدعوا وهذا الكلام مخالف لما ورد في كتب السيرة والتاريخ فالصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرض نفسه على بني حنيفة في منازلهم ودعاهم الى عبادة الله سبحانه وتعالى لم يكن احد من العرب أقبح عليه ردا منهم.
وأتى صلى الله عليه وسلم بني عامر فكان ان قالوا له أفنهدف نحورنا العرب دونك فاذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه.
فأين ذلك مما أورده الكاتب في مقاله من أنهم كانوا سباقين للإسلام.
* كتب كذلك ·ولم يكن ارتداد مسيلمة الكذاب إلا لكونه طامعا في الزعامة ويناقضه بقوله الذي يليه ·وحين خرج مسيلمة الكذاب بدعوة النبوة لم يوافقه عليها أهل اليمامة لما هو مشهور عند العوام .
ووفقا لما جاء في كتب التاريخ فإن مسيلمة الكذاب ارتد عن الاسلام بزعمه أنه نبي مرسل من عند الله وقد أخبر عن خروجه الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن خروجه طمعا في الزعامة بل كان هو سيد قومه وقد أرسل ثمامة بن أثال لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وثمامة هذا كان سيد بن حنيفة ومعظم من تبع مسيلمة هم من أهل اليمامة ان لم يكونوا أغلبهم فهل يترك ما ورد في كتب التاريخ والسيرة ونأخذ بما هو مشهور عند العوام.
* ذكر الكاتب أن ثمامة بن أثال قد أسلم والرسول صلى الله عليه وسلم ما زال في مكة يدعو الناس سرا، وتذكر كتب السيرة أن ثمامة بن أثال قد أسلم في السنة السادسة للهجرة النبوية فلا أعلم من أين جاء بذلك.
* ورد في مقاله ذلك ·حين حوصرت بنو هاشم في الشعب المعروف بشعب عامر قام ثمامة بقطع تصدير الحنطة الى قريش حتى فك الحصار .
والصحيح وفقا لما ورد أن ثمامة بعد أن أسلم ذهب الى مكة ليعتمر وقال لقريش أنه أسلم وأنه لا يأتيهم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف لبلاده ومنع الحمل الى مكة حتى جهدت قريش وكتبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم أن يكتب الى ثمامة يخلي إليهم حمل الطعام ففعل عليه الصلاة والسلام ذلك.
ولاضافة معلومة حول ذلك فان قريش حاصرت وكتبت صحيفة المقاطعة لبني هاشم وتم حصارهم في شعب ابي طالب وليس بشعب عامر كما أورده الكاتب في مقاله.
* كتب الاستاذ عبدالله نور في مقاله ·وهل هناك أبدع من هذه بل انهم أسبق من الكثيرين من غيرهم في دخول الاسلام وهو ما يزال في بكارته .
وهذه النقطة يرد عليها بنفس سياق الرد الذي ورد في رقم ·1 وزيادة على ذلك لا يمكن نسيان مأساة بئر معونة وما قام به عدو الله عامر بن الطفيل من قتله للصحابي الجليل الذي بلَّغه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قام به من استنفار لبني سليم وقتلهم لبقية الصحابة وذلك في السنة الرابعة للهجرة النبوية في شهر صفر فكيف يدعي بأنهم أسلموا والاسلام ما يزال في بكارته وهم يقومون بقتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يدعونهم للاسلام.
هذه ملاحظاتي على ذلك المقال وما دعاني للكتابة الا حرصا على قراء الجزيرة وانا واحد منهم ولا أريد لصحيفتي المفضلة أن ينشر بها شيء مغلوط ومخالف للحقائق التاريخية المثبتة في كتب السيرة والتاريخ فاذا كان الكاتب وفقه الله يقدم المشهور عند العوام على كتب التاريخ والسيرة فمعنى هذا أن ما عند العوام أصح مما اورده المؤرخون مثل ابن كثير وكتاب السير مثل ابن هشام فنترك وندع ما كتبه هؤلاء المؤرخون وكتاب السير ونأخذ بسوانح وذكريات العوام حتى ولو خالفت الحقيقة وما ثبت به الواقع الصحيح، فلو كلف الكاتب نفسه بالرجوع للمصادر عند الكتابة عند المواضيع وبالذات التي تتعلق بالسيرة والتاريخ لما وقع منه مثل هذه الأمور وكتب شيئا يخالف الواقع المثبت في تلك الكتب.
ارجوا أن أكون قد وفقت في بيان وافادة القراء الافاضل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدر محمد البدر
* المراجع:
الرحيق المختوم.
سيرة ابن هشام.
زاد المعاد في هدي خير العباد.
صحيح البخاري.
صحيح مسلم.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved