Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



رؤى وآفاق
ودخل العقد الثالث

بانتهاء هذا اليوم ينصرم عقد من عمر الزمن، ونستقبل غدا عقدا جديدا لقد كان العقد المنصرم حافلا بالاحداث التي برهنت على صلابة المملكة العربية السعودية في مجالاتها المختلفة، العسكرية والاقتصادية، والسياسية ففي اول العقد خاضت المملكة حربا من اجل استرجاع الكويت من النظام العراقي، الذي فرض على الامة العربية احداثا هي بمنأى عنها، وقد صمدت المملكة، مع ان الحرب امتدت الى اراضيها، وتحولت الخفجي الى مسرح لمعركة كبيرة، انتهت ولله الحمد بانتصار الحق، ورد الظلم وقد تتابعت الاحداث العسكرية، حتى انتهت تلك الاحداث بارغام الظالم على التخلي عن ظلمه، فعادت الكويت الى اهلها عزيزة ممنعة, وقد شهدت المعارك للطيار السعودي بالمهارة، وانه لا يقل عن الطيار في الدول المالكة للتقنية، وخاض الجندي السعودي تلك المعارك بقوة واقتدار، فنال شرف مناصرة الجار، وحماية الوطن، فثقة المواطن السعودي في جيشه كانت في محلها، وقد كان لجولة خادم الحرمين الشريفين على جنوده وضباطه قبل بدء المعارك أكبر الاثر في نفوسهم، مما شد من أزرهم، وقوى من عزائمهم، وبث في نفوسهم الحماس، والرغبة في الذب عن الوطن، بالغالي والرخيص، وفي وسط العقد المنصرم واجهت المملكة نقص اسعار النفط بالروية والصبر، فلم تنقص مرتبات الموظفين،و لم تفرض الضرائب، ولم يشعر المواطن بنقص في التموين، وإنما اُستُحدثت الميزانية الشهرية، اشترافا لما يحدث في المستقبل من تحسن لاسعار النفط، وقد سارت الامور سيرا يتلاءم مع الوضع الاقتصادي المتدني، وتجاوزت المملكة تلك المحنة الاقتصادية وتحسنت اسعار النفط، وعادت المياه الى مجاريها،, وعلى الرغم من الحدثين الكبيرين العسكري والاقتصادي فإن المسيرة لم تتأثر، بل استمرت المشروعات في تطور مطرد، وبناء متتابع، وقد كان للنهج السياسي المتزن اثره الكبير في ديمومة الاحترام من قبل دول العالم للمملكة العربية السعودية, اما المنجزات في هذا العقد المنصرم فهي كثيرة ومتعددة، فتطور التعليم تثبته الارقام، فقد زاد عدد الطلاب والطالبات في التعليم العام والتعليم الجامعي، وقد شهد العقد توسعا في الرقعة الزراعية، وان شهد آخره تراجعا في زراعة القمح بسبب شح الماء، اما المزروعات الاخرى فلم تتراجع، فالفواكه والخضروات والالبان والدواجن تملأ اسواق المملكة، ويصدر الفائض لاسواق العالم، وقد انجزت المملكة في العقد المنصرم الخزن الاستراتيجي، وهو إنجاز عظيم، دخلت المملكة عن طريقه في صف الدول المتقدمة التي تخطط لمستقبلها وتحرص عليه, وانجاز المملكة في مجال الاتصالات يتمثل في تطور الهاتف، وتحسن الاتصال بالعالم،, ففي ايام الحج تشهد الاتصالات اقبالا من قبل الحجاج في ايام قليلة، وهذا لا يحدث في اي دولة من دول العالم، ومع ذلك فالاتصالات تلبي حاجة الملايين، وذلك دلالة على تقدم المملكة في هذا المجال.
واذا كانت المملكة قد انجزت الكثير في العقد الماضي فإننا نؤمل ان تتحقق انجازات في العقد القادم، تتلاءم مع حاجة سكان المملكة العربية السعودية في التعليم، وتوفير الماء والكهرباء بأسعار معتدلة وإتاحة فرص العمل للشباب، وانخفاض نسبة العمال الوافدين، وثبات الزراعة في مجال الحبوب، بما يفي بحاجة المملكة منها، إننا نريد في العقد القادم حلا للقبول في الجامعات، يتمثل في الواقعية واقتراب الكليات الجامعية من المدارس الثانوية، فكليات الرئاسة العامة لمدارس البنات وفرت للطالبات الجامعيات ما لم توفره الجامعات للطلاب، فالحل القريب التوسع في افتتاح الكليات في المدن الصغيرة، وربط تلك الكليات بالجامعات، بالاضافة الى التوسع في كليات التقنية، اما أن تبقى هذه المشكلة بدون حل فذلك ما يؤرق الآباء والأمهات على مصير ابنائهم, واتاحة فرص العمل للشباب مرتبطة بالقبول في الجامعات، فلو اتيحت فرص العمل لخف العبء الذي تتحمله الجامعات، فمسألتا القبول وعمل الشباب متلازمتان، وأرى ان العقد القادم سيشهد ان شاء الله حلولا مرضية لهاتين المسألتين، ونتطلع في العقد القادم الى حل مرض لتوفير الماء لمدننا وقرانا، فالتحلية التي نعتمد عليها الآن قد لا تلبي طلب المستقبل من الماء، فالدولة تتحمل عن المواطنين مبالغ طائلة، وسعر الماء متدن مما يشجع على إهداره، وحل هذه المسألة يتمثل في استخدام ثلاثة انواع من الماء، هي:
ماء التحلية للشرب والماء المعالج لاستعمالات خاصة، والماء المرتفع نسبة الملوحة للحدائق, إننا نؤمل من العقد القادم الخير الكثير فهل يتحقق، نرجو ذلك.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved