Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



تزوج لكن لا تظلم,,!
حمد بن عبدالله القاضي

** هي رسالة
أو هي دمعة على شكل رسالة,, جاءتني من أخت كريمة تزوج عليها زوجها,, وهي بدءاً لم تعترض على زواجه,, لكن اعتراضها ومأساتها في الظلم والهجر الذي وقع عليها بعد زواج زوجها,,!
دعوني أقتطع لكم مقطعاً من هذه الرسالة ثم يأتي تعليقي وتناولي للموضوع.
* أخي الكريم,.
لقد قُدِّر لي الزواج منذ ثمانية عشر عاماً ورزقني الله بعدد من الأطفال، وفي العام الماضي تزوج زوجي بأخرى,, ولم أعترض، وإن كنت لم أرتح لذلك، لكن هذا حقه شرعاً، وأن الذي أزعجني هو ظلمه لنا وانصرافه إلى الثانية، وانخفاض المصروف المطلوب لنا، فهو لا يبيت عندنا ويقلل من مصروفنا، تصور بعد كل هذه العشرة يهجر ويترك العدل ويعصي الله الذي أمر بأن من يخاف عدم العدل فإن عليه أن يتجنبه .
لقد قرأت الرسالة
وتألمت كثيراً
ليس لأن الرجل تزوج على زوجته، فهذا من حقه اذا كان لديه الأسباب التي توجب ذلك، ولديه القدرة المالية والجسدية.
لكن ما آلمني أن يتنكّر لزوجته الأولى وهو جحود أعظم من أي جحود آخر.
كيف تناسى وشائج العلاقة بينهما على مدى ثمانية عشر عاماً,, كيف يختزل هذه العلاقة على دريهمات يقدمها لها، إن هذا ظلم مبين.
ألا يتذكر مثل هذا الرجل عاقبة الظلم ونهاية الظالمين.
إنني هنا أشير إلى قصة تكشف عن أن الظالم لا بد أن يناله العقاب سواء في الدنيا أو في الآخرة,, وهذه القصة أشرت إليها قبل فترة، وإني اشير إليها هنا لمناسبتها لهذه القضية التي أكتب عنها، وأرجو أن يعتبر بها ومنها هذا الرجل وأمثاله، فقد حدثني أحد الأصدقاء عن هذه القصة التي تكشف عاقبة كل ظالم، وذكر لي صديق آخر أنه قرأها في أحد كتب تراثنا، وتقول هذه القصة الواقعية:
لقد كان هناك رجل فقير في إحدى المدن الساحلية قبل حوالي خمسين عاماً، وكان هذا الفقير يذهب إلى البحر يومياً ليصطاد من البحر حسب توفيق الله سمكة أو أقل أو أكثر يقيم بها أوده وأود أسرته,, وذات يوم اصطاد سمكة كبيرة جداً تكفيه لعدة أيام، وكان له عدة أيام لم يصد شيئاً، وأخذ السمكة فرحاً مسرعاً إلى منزله وعياله فقابله في الطريق رجل أقوى منه فهدده بسلاحه وأخذ السمكة منه وتركه حزيناً متحسراً على هذه السمكة التي كان سوف يأخذها لفلذات كبده الذين يتضورون جوعاً بانتظاره، ولكن الله بالمرصاد، فمنذ أخذ هذا القوي السمكة بدأ يعاني من ألم شديد في أصبعه حتى اضطر إلى بتره لكن هذا الألم امتد إلى الكف فتم بترها وبدأ الألم يسري حتى وصل إلى قرب المرفق حتى اضطر الطبيب إلى قطع يده إلى مرفقه,, ولكن الألم استمر وأصبح ينتقل من جزء إلى جزء، وحار الطبيب المعالج إذ يفترض ان الألم يتوقف ويرحل مع الجزء المقطوع ولكن، إن هذا الألم سوف يقضي عليه ما دام يسري بهذه الطريقة,, وسمع قريب صالح بقصته فذهب إليه يسأله ويستفسر منه,, هل اعتديت على أحد؟ هل ظلمت أحداً؟ وظل هذا المريض يتذكر سوابقه فقال له لا أذكر إلا أنني منذ حوالي 4 سنوات قابلت رجلاً صاد سمكة كبيرة أعجبتني فأخذتها منه بالقوة وأذكر ان هذه السمكة دخلت شوكة منها في اصبعي ولكن لم آبه بذلك حيث انتهى الألم وقتها، فتوقف هذا القريب الصالح يفكر ويتدبر ثم قال له أتعرف هذا الرجل؟ قال نعم، فسألوا عنه وعن منزله، وفعلاً ذهبا إليه، ولكن لم يجداه في المنزل حيث إنه قد انتقل إلى منزل آخر، وبحثا عنه ووجداه في المنزل الجديد فسلما عليه، وقال هذا الرجل الصالح هل سبق ان ظلمك أحد قال نعم، وذكر قصة هذا الرجل، فقال الصالح: وهل انتقمت منه؟ قال ليس بيدي ان انتقم منه، وقد وسّع الله علي في دنياي,, ولكن لوقع ذلك الظلم في نفسي كنت أدعو الله عليه بهذه الكلمات: اللهم كما تقوّى على ضعفي بقوته فأرني قدرتك عليه وكنت أردد هذا الدعاء في ثلث الليل وفي ظهر الغيب لوقع الظلم على نفسي.
وعندما سمع قريب الظالم هذه الكلمات المؤثرة من هذا الرجل قال له: كفى,, كفى، وأخبره بقصة ظالمه، ورجاه أن يسامحه ويعفو عنه، وفعلاً رقّ لحاله، وأخبرهم بمسامحته له وبعد أيام ذهب الألم وتوقف سريانه، وشفيت يد الرجل المعتدي، وذهب إلى الطبيب، ورأى الطبيب أن الجرح بدأ يندمل، وأن سريان المرض توقف فسأل الطبيب: هل استخدمت علاجاً جديداً، هل ذهبت لطبيب آخر؟ لقد كان الطبيب يطرح الأسئلة مستغرباً لأنه رأى بنفسه سريان الألم وعجزه عن إيقافه طوال الفترة الماضية ثم رأى توقفه وشفاءه فجأة وأجابه المريض بأنه لم يذهب إلى أي طبيب، ولم يستخدم علاجاً جديداً، وأخبر الرجل بالقصة,, فما كان من الطبيب إلا أن ردد: قدرة الله فوق قدرة الأطباء وغيرهم .
هذه هي القصة الواقعية التي تبيّن عاقبة الظلم,, وقد ذكر لي أحد الأصدقاء ان أحد علماء السلف أورد مثل هذه القصة.
** وبعد,,!
لنعلم أن الله بالمرصاد,!
ولنحذر من ظلم الآخرين، وبالأخص الضعفاء منهم الذين لا يجدون على الظالمين ناصراً إلا الله,, وكفى به ولياً، وكفى به نصيراً.
فيا بعض الرجال
لتخافوا الله فيمن ولاكم الله عليهن
إنه من المؤلم ان نجد رجلاً يقول بعد عشرين عاماً بعد أن تزوج على زوجته الأولى: إنني لا أقسم لها لأنني لا أحبها، أو لا أرغب فيها .
هنا أطرح أسئلة بحجم النكران:
أين العدل هنا؟
أين الله؟
أين العشرة؟
أين الأولاد؟
متى كانت البيوت لا تبنى إلا على الحب كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
لماذا لا يتذكر مثل هذا الرجل الوصية العظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر .
الله
على هذه الوصية البالغة الصدق.
إنني أتصور أن الرجل الذي يتزوج لأسباب هو على قناعة بها يكون بعد الزواج أكثر عدلاً وحناناً وإنفاقاً وحباً لتعويض بعض ما فقدته الأولى.
اما أن يجمع إلى قضية الزواج عليها الظلم والشح والهجر فذلك عين الظلم حقاً,!
إنني لأستشرف أن يستشعر مثل هذا الرجل الخوف من الله أولاً وقبل كل شيء، وأن يكون له قدوة بمن تزوجوا وعدلوا، ولم ينسوا حقوق الأولى وعشرتها.
ليتذكر كل واحد منا أن هناك إلهاً سوف يحاسب ظلم الانسان لأخيه الانسان، فكيف بالظلم الذي يقع على أقرب الناس؟
***
هذا الرجل
وهذه المهمة السامية,!
* كم في مجتمعنا بحمد الله من أخيار
يسعون إلى الخير بصمت
ويساعدون الآخرين بدون ضجيج
ويزرعون البسمة على شفاه محتاجيها دون اعلان
إنني هنا أشير إلى اسم غير معروف
لكن كم سعدت عندما قال لي عنه أحد الأصدقاء: إن هذا الرجل عاشق للخير ساع إليه إنه يوظف كثيراً من ماله ووقته وفيضا من جاهه لدى الآخرين من أجل مهمة نبيلة وسامية,,!
إنها مهمة شراء بيوت للأسر المحتاجة,,!
فهو ما إن يتيقّن من أن أسرة محتاجة بدون منزل إلا ويسعى إلى امتلاكها لبيت، والبيت هو أهم وأغلى شيء لدى كل أسرة فهو موطن أمانها وطمأنينتها وهو يقوم بهذا العمل النبيل من حرِّ ماله، ولكن عندما بدأت تكثر الأسر المحتاجة بدأ يستعين بأهل الخير الذين يعرفون أمانته ونزاهته!
ولقد تم على يديه حتى الآن تمليك حوالي 30 أسرة منزلاً، بعضها من ماله، وبعضها من أهل الخير.
أرأيتم أنبل وأروع من هذه المهمة الرائعة,!
وهذا الرجل الخيّر هو الأستاذ الفاضل محمد بن أحمد الصانع من أهل المجمعة الأخيار ووالده من رجال العلم الذين سعوا إلى نشره.
أكثر الله من أمثال هذه الجداول التي تنشر ماء الخير وعطر السعادة في بيوت المحتاجين!
***
العواجي في خماسياته الرقيقة
* أحسنت الجزيرة صنعاً عندما أصبحت تقدم لنا كل صباح على صفحتها الأخيرة أبياتاً جميلة وجديدة للشاعر الرقيق في خماسياته تلك التي تجيء:
ندية كندى الصباح الذي يكتبها فيه.
رقيقة كرقة مشاعره الشفافة.
نقية كصحراء وطنه الذي يعشقه ونعشقه.
إن نشر مثل هذا الشعر في صحيفة يومية يخفف عنا نحن القراء من غلواء السياسة وأخبار الحروب وأنباء المآسي التي تعج بها صفحات الصحف.
إنني أتوقف سعيداً عند هذه الخماسيات أقرؤها وأرتاح إليها.
كم هو أخَّاذ عندما يمزج هذا الشاعر بين الوطن والمرأة:
الوطن بكل حبه له، وعشقه لتاريخه وحاضره.
والمرأة بكل ولهه بها حبيبة تسكن غرفة قلبه!
لقد توقفت قبل بضعة أيام عند هذه الخماسية التي نشرها، وقفت مأخوذاً بجمال مضمونها، ورقة مفرداتها وهو يقول فيها:

أطلّ يا فجر فالآمال
في عيني مجنّحة
يفيق الوعي في حسِّي
وأبوابي مفتَّحة
لأبقى أرقب الإشراق
فالنجوى ملوّحة
فأنت الوعي والأحلام
في قلبي موشَّحة
أسبِّح كيف لا والطير
من حولي مُسبّحة
أيهذا الشاعر ابق:
مغرداً للحب وللوطن,!


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved